هى سلعة ترفيهية غير بريئة تستخدم فى التغييب وإفساد العقول، خاصة فى الدول المتخلفة التى يسودها الجهل و القمع والفساد والإستبداد، لكن مع ذلك فإنها تحتاج أيضا لذات النظم و القواعد التى ينبغى استخدامها فى إنتاج وتسويق السلع الأساسية والحيوية الأخرى التى يعتمد عليها أفراد المجتمع والتى تجود ويتحسن مستواها كلما إعتمدت على الكفاءة والتكنولوجيا وحسن الإدارة والإخلاص والإنتماء ، وفى منظومة القيادة الكروية الإفريقية قلما نجد شخصا لديه الإعتزاز بالإنتماء المجرد للقارة ، فالغالبية منهم تبدو وكأنها تستعذب وتباهى بتلقى التعليمات من السادة الأوروبيين زعماء الفيفا ؟ رغم كل إعلانات ودعايات التحرر الوطنى والاستقلال، وعندما طلب رئيس الإتحاد الدولى لكرة القدم (فيفا) من رئاسة الإتحاد الأفريقى لكرة القدم ( كاف) إلغاء تنظيم البطولة الإفريقية بالكاميرون وعدم بدأ مبارياتها فى شهرى يناير وفبراير على وجه الخصوص ، وافق جميع اعضاء الاتحاد الافريقى على ذلك فى اجتماعهم مع رئيس الفيفا والذى تم بدولة قطر على هامش البطولة العربية التى كانت تدور منافساتها فى ديسمبر الماضى( دون تأجيل أو مخاوف) ؟ لكن شخصا أفريقيا واحدا صمم على اقامة البطولة فى موعدها ،ورفض كل تهديدات واغراءات رجال الفيفا وأذنابهم بأسيا وأفريقيا، حيث صمم السيد صمويل ايتو رئيس الإتحاد الكاميرونى لكرة القدم على تنظيم البطولة الإفريقية العريقة، ووقف سدا منيعا امام مصالح مافيات كرة القدم الأوروبية والأسيوية وحتى الأفريقية ، وقد ذكر هو بنفسه ان ثمة ضغوط وحملات محمومة لالغاء البطولة قادتها كل من مصر والمغرب ؟
ولم يمر موقف السيد صمويل إيتو بالطبع مرور الكرام ، فحيكت العديد من المؤامرات التى تفاوتت بين تكليف حكم مخمور بافتعال مشكلة والغاء مباراة قبل موعدها،أو الصياح المستمر لمدرب بلجيكى الجنسية وتصديره للمشاكل و الشكوى من مستوى الاقامة، او قيام أحد اللاعبين العرب المحترفين فى أوروبا بنشر صورة مزيفة لثعبان فى غرفة الحمام ، ووصولا حتى لاحتمال وجود تدخل اجرامى لتدبير حادث دموى مماثل لما وقع فى مدرجات بورسعيد بمصر؟ لكن مع كل ذلك فالبطولة مرت ونجحت فى جذب الإهتمام للكاميرون رغم عدم فوزها ، بل وأعادت الإحترام لأفريقيا كلها ، كما أن مصر ورغم كل المحاولات الغريبة للتملص من تلك البطولة ، فإن فريقها وصل للمباراة النهائية ونال احترام الجميع بفضل المدير الفنى الكفؤ كارلوس كيروش الذى رفض الإنصياع هو الآخر لكل الضغوط التى مارسها أصحاب المصالح المشبوهة لضم لاعب او استبعاد آخر ، حيث إعتمد الرجل على الكفاءة الفنية وحدها فى تقييمه أو إختياراته للاعبين، ولم يضع اى اعتبار للشعبية الإعلامية الفارغة التى يتمتع بها هذا اللاعب ولا ذاك؟ وكان من ضمن نتائج حسن قراراته هو تصميمه على إختياره للحارس محمد أبوجبل الذى ساهم فيما وصل إليه المنتخب الوطنى بعد أن كان البعض يتوقع له خروجا مبكرا بسبب كيروش واختياراته كما زعموا ،،
كل التحية لصمويل إيتو وكارلوس كيروش ومحمد أبوجبل،،
