ترجمة التقرير : د. ممدوح قليد
يشكل عدم التناسب بين عدد الأعضاء المتاحة و عدد المرضى الذين في أمس الحاجة لزراعتها المشكلة الرئيسية التى تواجه زراعة الأعضاء
و تزداد الحاجة للأعضاء بمرور الوقت بزيادة عدد المرضى الذين تتدهور حالتهم لدرجة تجعل الزرع هو الحل الوحيد لوقف معاناتهم
وأظهرت الدراسات وفاة حوالي ١٨ مريضا يوميا في أوروبا من المسجلين في قائمة انتظار توافر عضو لعملية الزرع كما تقول الباحثة ماجدلينا هريهوروفيتز و فريقها (١) الحلول المتاحة في الماضي لم تكن تخرج عن نطاق تمديد العمر الافتراضي للمرضى الذين ينتظرون عمليات زرع الأعضاء وتطوير أساليب مبتكرة للحصول على أكبر عدد ممكن من الأعضاء القابلة للزراعة من المتبرعين الأحياء أو حديثي الوفاة
أعطت هندسة الأنسجة و استخدام الخلايا الجذعية و الأعضاء الاصطناعية و المفاعلات الحيوية أملا كبيرا للمرضى المسجلين في قائمة انتظار الأعضاء
و في الآونة الأخيرة برزت بشكل خاص فكرة نقل الأعضاء الحيوانية للبشر لتحل محل الأعضاء التالفة فيما يسمى بال xenotransplantation
يتميز الخنزير المستأنس بعدة صفات تجعله الاختيار الأمثل (وربما الوحيد) لعمليات زراعة الأعضاء الحيوانية أهمها التشابه التشريحي والفسيولوجي الشديد من تشريح و وظائف الأعضاء في الإنسان، كما تطورت نظم تربية الخنازير في الآونة الأخيرة وهي غير مكلفة اقتصاديًا بالاضافة لوجود مجموعة كبيرة من السلالات التى يتناسب حجم الأعضاء فيها مع حجم الأعضاء البشرية
ربما كان أول نجاح حقيقي في تعديل الخنازير وراثيا هو ما قامت به مجموعة من العلماء في الولايات المتحدة في عام ٢٠١٧ بالتخلص من أهم الفيروسات الموجودة في المادة الوراثية (الجينوم) للخنزير و هو فيروس الالتهاب الدماغي الوبائي و القادر على إصابة الإنسان أيضا
تلى ذلك انتصار علمي كبير عندما وافقت ادارة الغذاء والدواء الأمريكية على استخدام خنازير تم تعديلها وراثيا لتصبح خالية من جزئ يتسبب في اصابة البشر بحساسية خطيرة تسمى متلازمة ألفا جال و من المعروف أن هذا الجزئ هو العامل الرئيسي في رفض الأعضاء الحيوانية عند زراعتها في المرضى
يعود الفضل في إنتاج هذه الخنازير المسماة GalSafe لشركة Revivicore و التى تضع على قائمة أهدافها الملحة تأمين عدد كاف من الأعضاء الحيوانية المعدلة وراثيا للزرع في البشر من مرضى الفشل في أحد الأعضاء الحيوية