JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
أحدث المواضيع
Accueil

مجدي الحداد يكتب : إرث من الرماد


هو كتاب لمراسل نيويورك تايمز ؛ تيم واينر ، ويقع في 836 صفحة بنسخة ال" بي.دي.اف".

وعلى الرغم من أن الكتاب يروي قصص دموية شنيعة يكاد لا يتصورها عقل ، وربما غير مسبوقة حتى من حيث الكم بالنسبة لضحاياها ، للدرجة التي دفعت أبطال تلك المذابح إما للجنون أو الانتحار - أو التخلص منهم بطريقة توحي بالانتحار ..! - فلا يجب التسليم بكل ما ورد بهذا الكتاب ، وكأننا أمام اعتراف ديني مثلا أمام قس بحجرة الاعتراف ، من أجل التطهر و الخلاص ومحو الذنوب ، والتخفيف من وطأة ضغوطات الضمير .

ولا أعتقد أن أي إدارة أمريكية - ومهما قيل عن الحريات و الديموقراطية - ستسمح بهدم نظامها الداخلي ، والذي قد يكون أمتداد للحاضر الأمريكي ، أو الحضارة الأمريكية . ومن ثم فقد سمح بنشر ما يحفظ حقوق ، وكذا بقاء و أستمرار كل الأطراف ؛ مؤسسات و إدارات ، و أفراد .

و تحضرني هنا مقولة شهيرة للروائي و الناشط الكولمبي الشهير الراحل جابرييل جارسيا ماركيز ، وقوله ؛ وما مفاده : " اني أجد بصمات "الس.آي.أيه" في كل كتبي المنشورة ، وقبل طرحها وترجمتها على مستوى العالم ، وليس كما كتبتها بالضبط - وهذا كان لا يستثني حتى  أهم أعماله ؛ " مائة عام من العزلة ".

وفي رأيي أن الكتاب - وهو متاح على "النت" - وقع في تناقض رهيب ، في أحد المواضع ، قوض كل مصداقية له .

ولكن ما يعنيني هنا - أو ما يعنينا كمصريين - هو تأكيد الكتاب على ما ورد "بالكتاب الوثيقة" - أي الكتاب الذي كان عبارة عن أو بمثابة وثيقة ، من مقدمته حتى نهايته تقريبا - لمحمد حسنين هيكل ، والذي كان بعنوان ؛ " بين الصحافة و السياسة " ، بأن الكاتب الراحل الصحفي مصطفى أمين كان جاسوسا يعمل لصالح المخابرات الأمريكية .

ففي ص 380 من كتاب : " إرث الرماد " يذكر الكاتب : " كان أمين مقربا من ناصر ، وقد دفعت له " السي.آي.أيه " مقابل معلومات ونشره تقارير إخبارية مؤيدة للأمريكيين ... وقد وضع على جداول معاشات الولايات المتحدة " 

" وأكد أمين لعميل "السي.آي.أيه" بالقاهرة إنه لم يتم إجراء عملية تحويل أموال في مصر . لكن ألتقطت صورة لمثل هذا التحويل عندما تم توقيف مصطفى أمين ، و احتلت القضية العناوين الرئيسية حول العالم ... وحكم على أمين بتسع سنوات سجن" ، انتهى الاقتباس .

وهنا في الحقيقة تثار عدة أسئلة لم يجب عنها حتى الآن ، وهي أن تهمة التجسس و التخابر عقوبتها الأعدام أو على الأقل السجن المؤبد ، وكما هو وارد في قانون العقوبات ، فكيف يحكم على أمين بتسع سنوات سجن ..؟!

وربما هذا يعطى انطباعا أن " السي.آي.أيه" باعت مصطفى أمين عندما رأت أنه استنفد الغرض منه وصار عبئا ماليا على الأقل - وبلا أي مردود - على جدول معاشات الولايات المتحدة .

وعلى أية حال فقد جاء بعدئذ من كان أيضا على قوائم معاشات الولايات المتحدة ، جاسوس أخر قتل رئيسه - ومن خلال دس السم في فنجان القهوة ، ووفقا لرواية هيكل - وربما له عدة سوابق أخرى في القتل ، و الاغتيال السياسي ، و منذ العهد الملكي ، ومن خلال الحرس الحديدي الذي كان يعمل تحت غطاءه ، وعندما اتهم أيضا بقتل أمين عثمان - وهو السادات الذي أفرج عن مصطفى أمين ، بل و أعاده أيضا إلى عمله بأخبار اليوم ليبث سمومه من خلالها مرة أخرى ، و أكثر من ذلك فقد احتفي به أيما إحتفاء ، ومن خلال برامج ومقابلات تليفزيونية و إذاعية لا حصر لها ..!

يبدو أن لنا تاريخ عريق أيضا في التشكيل المؤسس لشبه الدولة ، والتي صارت عادة عزبة لمن يحكمها ..!

NomE-mailMessage