JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
أحدث المواضيع
الصفحة الرئيسية

عبدالعزيز السماحي يكتب : رؤية " تجديد الخطاب الديني "


الحديث عن (تجديد الخطاب الديني) في مجتمعات تغيب عنها الحرية وتعاني من القهر وغياب العدالة والمساواة بين البشر مجرد خدعة .. إن أول خطوة نحو تجديد الخطاب الديني هي تحرير الناس أولًا فالأديان كلها قد بدأت بتحرير العبيد لكي يتساوى الناس جميعًا أمام الإله .. إن كلمة (تجديد الخطاب الديني) في مجتمع به السادة والأتباع وأصحاب السلطة والتابعين والأثرياء والجائعين وابن القاضي وابن عامل النظافة هي كلمة زائفة لا معنى لها ..

الخطاب الديني يحتاج إلى الحرية والمساواة وتطبيق القانون على الجميع بلا استنثاء لأي من أصحاب السلطة والمحسوبيات وأصحاب الأموال الذين يدهسون القوانين والدساتير والغلابة ... كيف أقنع المجتمع بفكرة تجديد الخطاب الديني وهو لا يتمكن من نشر بوست يعبر فيه عن رأيه الحقيقي ..  ولا يتمكن من محاسبة اللصوص والمفسدين بل لا يتمكن من انتقادهم بكلمات بسيطة ... الخطاب الديني يحتاج لمجتمع من الأحرار ... كيف أقنع الناس بفكرة تجديد الخطاب الديني والناس ترى أصحاب السطوة والسلطة فوق القانون وأن المفسدين الذين سرقوا الأموال وخربوا الوطن أصبحوا نجومًا وأفلتوا من العقاب .. كيف يتحقق المرجو من الخطاب الديني والصغار لا يتساوون في حق التعليم فهذه زرائب مسماة مدارس بلا مقاعد ولا مدرسين ولا مناهج وتلك قصور فخمة بحمامات سباحة وملاعب خضراء وفصول دراسية فارهة في ذات البلد الذي يتحدث عن الخطاب الديني .. كيف يتمكن الدين من إصلاح نفوس البشر بينما الظلم وإهدار الحقوق يخرج لسانه للجميع فلا يتمكن الفقير من العلاج مثل الأغنياء .. ما معنى تجديد الخطاب الديني في مجتمع   لا يعرف منذ الصغر حرية الرأي والنقاش واختلاف الآراء ... مجتمع لا يعرف حرية الصحافة والإعلام ولا يعرف الأخبار الصحيحة من الزائفة .. لم يجرب مشاركة سياسية حقيقية ولا يحترم فيه الساسة نصوص الدستور والقانون .. لا عدالة في توزيع الثروة ولا مساواة في الحقوق  ... مجتمع ينتظر الرغيف وينسحق تحت وطأة الفقر والغلاء ويعيش لعشرات السنين مثقل بالديون وبالقروض  ... مجتمع ينظر لنفسه بدونيه ويرى الغرباء جنسًا أرقى وأعلى يستحق الحياة ... مجتمع يحلم بالهجرة بالليل وبالنهار ...  إذن كلمة (تجديد الخطاب الديني) تعتبر جريمة في حد ذاتها في هذا التوقيت ويستحيل تحقيقها أو المضي فيها خطوة للأمام ... وطالما لم يحرر ( الخطاب الديني ) كل هؤلاء إذن فهي كلمة استهلاكية مطاطة لتخدير الناس وإلهاء الجموع وأيضا لتحقيق مكاسب لعشاق الشو وبيزنس الفضائيات وحب الظهور والانتصارات الرخيصة الزائفة

author-img

أخبار التاسعه

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    الاسمبريد إلكترونيرسالة