انتهت للتو من دم الحسين ... رائعة من روائع ابراهيم عيسي ... بكيت الدم المهدور وأفول النجوم وألتفاتة العيون وتغيير مسارات العلوج ... بكيت الحسين وبكيت ابراهيم ... ابراهيم ابننا وممثلنا واملنا في عوالم الكلمة ... الكلمة التي هي شرف الرجل كما قال الحسين ... الكلمة يا ابراهيم ... لم يكن ابراهيم عيسي صحفي شاطر او رئيس تحرير غشوم بل حالة و ممثل جيلي ومتحدث باسم ملايين لم يعرفوه لكنهم احبوه .
خذلنا ابراهيم مثلما خذل اهل الكوفة الحسين ... كنت ابحث عنه وعن كلماته وكتبه ومقالاته واتصل المرة تلو الاخري بمدير تحريره من عمان الاستاذ ابراهيم منصور وهو موجود ويشهد لاطمئن عن الدستور الجريدة والقيمة والشخوص ... يا ابراهيم كنت ابرر لك.
نحن ابناء يناير لانملك ولا نفخر الا بها ... كان بيننا الناصري والاخواني والسلفي والماركسي والليبرالي والمسلم والمسيحي ... كلنا كنا هناك وعندما سقطت سقطتك الاولي في محاكمة المخلوع كنت انبري مدافعا وهل شاهد وسمع ابراهيم المخلوع وولديه وهم يعطون الاوامر بقتل المتظاهرين هل تريدونه يحلف كذبا وهو تحت القسم واصرخ بهم ... مالكم كيف تحكمون علي الرجل ... وتنقشع الغيوم وتهطل علينا بعدها مواقفك وكلماتك وغيومك السوداء وشلة الأنس ... أبناء الافاعي الذين يحتوك او تحتويهم.
كيف هذا وبكل سهولة تبحر سفينتك لتحولك عن طريق مسلم ابن عقيل الي طريق الابرص بن جوشن ... كيف لا اراك أبن الملتعة الخائفة علي مصيرك مرجانة.
لو المواقف السابقة تنفع لنفع عمر بن سعد بن وقاص مواقفه واهله وعشيرته ولما انتهي النهاية التي رسمها لنفسه بسيفه وهو يأمر بحز رأس الحسين ... نبكي الحسين ونبكي الكلمة ... توقعناك مختارا فاذا بك خولي بن يزيد حاصد رأس الحسين.
ياهذا ان الرجل لكلمة وما شرف الرجل سوي كلمة والحسين ومحمد وعيسي وموسي والروح كل روح كلمة ... والقردة التي قضمت يد يزيد يا ابراهيم تكاثرت وتناسلت واتحفتنا بقرود وافاعي ... نسئل الله لكم ولنا السلامة