JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
أحدث المواضيع
Startseite

مجدي الحداد يكتب : نحن و إفريقيا


ما دام أننا مهتمين أوي بأفريقيا وبنتحدث عن حالة الفقر ، ومحدودية الدخل ، وكذا استغلال الاستعمار في السابق لمواردها ، طب م نتحدث بالمرة عن النظم القمعية الاستبدادية الفاسدة الجاهلة ، والتي كرست حالة الفقر والتبعية لذات الاستعمار من بعد رحيله - وربما كشرط أساسي لبقاء تلك الأنظمة و الاعتراف بها و كذا دعمها ؛ يعني من باب نفع و استنفع ، و اهو كله على حساب ، أو قفا شعوب دول القارة ..! - الذي استغلها في الحاضر كما استغلها في السابق ، ولكن بأساليب و أشكال جديدة تحفظ بقاءه وديمومة تبعية ، ومن ثم إفقار ، دول القارة له ، وذلك من خلال عقود تسليح مثلا لا مبرر لها وليس لها أي داع ، فاقت في مجملها أي برامج أو مشاريع حقيقية للتنمية عشرات المرات ، ومن ثم انتشال شعوب دول القارة من دائرة أو حالة الفقر المدقع مثلا ..!

ولنا هنا أن نتسائل عن مصدر فيض مشاعر الحنان تجاه شعوب القارة ، والتي ظهرت فجأة من قبل الجنرال ، مقارنة بما يحدث على أرض الواقع في مصر ، وذلك من باب الذكرى التي قد تنفع المؤمنين ؛ من ناحية ، و دعوته لمذيع "سي .إن.إن " للنزول للشارع بنفسع ليتقصى حالة الرضا في الشارع المصري من ناحية أخرى ، ونتسائل إذن :

- هل أحد من المصريين كان راضيا عن العملية سيرلي ، والتي راح ضحيتها ، وحسب المتحدث الرسمي باسم الرئاسة 40 ألف مصري ، وقالت التسريبات الفرنسية ان بعضهم كان من مهربي بعض السلع عبر الحدود الليبية لكنهم لم يكونوا إرهابيين ..؟!

- هل أحد من المصريين راض عن هدم بيوت الآمنين في أكثر من مكان في مصر و تهجيرهم قسريا ، ومن غير رضاهم - وهو الأمر الذي لم يحدث ، وحتى اللحظة حقيقة - في سوريا والعراق ..؟!

- هل أحد راض عن إنعدام الشفافية والرقابة الحقيقية على  صندوقي تحيا مصر ، والصندوق السيادي ..؟!

- هل أحد راض عن عقود التسليح مع شتى بلدان العالم ، وبمليارات الدولارات ، و أخرها عقد مع الولايات المتحدة قيمته 2.56 مليار دولار ، مع تدني الخدمات الأساسية الأخرى من تعليم وصحة ، وارتفاع معدلات الدين الخارجي والداخلي إلى معدلات خطرة ، وكذا ندرة  العملات الصعبة ذاتها ، وانخفاض الاحتياطي النقدي بالبنك المركزي ..؟!

- هل أحد راض بوقف تراخيص البناء لمدة عشر سنوات ، وتعطيل عمالة مرتبطة بهذا النشاط يتعدى تعدادها المليوني عامل وفني ومقاول صغير تقريبا ، وذلك فقط لتسويق ما بناه من وحدات سكنية في العاصمة الإدارية وغيرها - و التي لن يقبل عليها أحد غالبا من عامة الشعب حتى ولو بعد 100 سنة ، وذلك لأكثر من سبب ، منها ما هو اقتصادي طبعا ..؟!

- هل أحد راضوعن الارتفاع الغير منضبط في الأسعار- وأخرها سعر البنزين بعد فوز مصر على الكاميرون بضربات الجزاء في بطولة الأمم ..؟!

- هل أحد راض عن ارتفاع الرسوم و الإتاوات ، وبشكل مبالغ فيه جدا ، والذي لا يتناسب حتى مع حالة الفقر والعوذ الذي تعيشه القارة ، وذلك مقابل الحصول على أي خدمة أو استخراج رخصة أو حتى شهادة ميلاد ..؟!

- هل في أي من دول القارة ، وخاصة تونس مثلا ، ومنذ عهد بورقيبة ، ومرورا حتى بزين العابدين بن على ، وقيس سعيد الحالي ، فكر أحد في توريث السلطة لابنه..؟! ، بل حتى في الجزائر ، أو السودان نفسها ، ومنذ عهد النميري ، وحتى الآن ؛ هل فكر أحد ، وكان شغله الشاغل في حقيقة الأمر عن أي شيء أخر - حتى ولو تعلق الأمر بضياع النيل ذاته أو التفريط في تيران وصنافير ، وغيرها من ثروات المتوسط - هو فقط كيفية توريث السلطة لابنه ..؟!

- و أخيرا هل أحد راض عن التعدي والعدوان على الدستور ..؟!

ولا أعتقد صراحة أن أحدا لم يعد راضيا عن حكم الجنرال ..؟!

و إلا فلندع مذيع "سى إن.إن" ، ينزل ، ويمشى كما يشاء حقا ، ويتقصى ، وبكل حيادية و شفافية ، درجة الرضا أو عدم الرضا عن حكم الجنرال ..؟!

NameE-MailNachricht