JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
أحدث المواضيع
الصفحة الرئيسية

د. أشرف الصباغ يكتب : ماكرون في موسكو لإجراء مباحثات مع بوتين


 أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في مستهل لقاء مع نظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في الكرملين أن لروسيا وفرنسا مباعث قلق مشتركة في مجال الأمن. وقال "أرى الجهود التي تبذلها فرنسا لحل الأزمة المتعلقة بضمان الأمن المتكافئ في أوروبا لمدى زمني طويل، ولحل المشكلات التي ترتبط بالأزمة الأوكرانية". وأضاف: "لقد ناقشنا كل هذه القضايا بالتفصيل عبر الهاتف، وأعلم أن لديك أفكار خاصة حول هذا الموضوع"، لافتا إلى أن الكثير من القضايا تراكم وينبغي مناقشته بشكل مباشر.

وقال ماكرون خلال اللقاء إن "القضية الأوكرانية مهمة للغاية وسنتناولها إلى جانب مواضيع أخرى". وأوضح بأنه "يجب على الجميع التصرف بمسؤولية فيما يتعلق بالأمن، والحوار في هذا الشأن أمر ضروري".

وكان الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف قد أعلن في وقت سابق بأن موسكو لا تتوقع أن يحمل لقاء الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي إيمانويل ماكرون تغييرات حاسمة فيما يتعلق بالوضع المتوتر في أوروبا. وقال إن "إيمانويل ماكرون رئيس دولة عضو في الاتحاد الأوروبي. وهذا أمر هام. لكن الوضع معقد للغاية بحيث لا يمكن توقع أي تغييرات حاسمة خلال لقاء واحد. لكننا نعلم أن ماكرون سيأتي ببعض الأفكار لإيجاد خيارات محتملة لنزع فتيل التوترات في أوروبا". وشدد على أن التوتر في أوروبا والأوضاع حول أوكرانيا ومطالب روسيا بضمانات أمنية ستكون على رأس جدول المحادثات بين بوتين وماكرون. لكنه وضع الضمانات الأمنية في المقام الأول. 

من جهة أخرى أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن "تفاؤله المعتدل دون توقع أي معجزات" حيال اللقاء. وقال على متن الطائرة الرئاسية الفرنسية قبيل الوصول إلى موسكو "أنا متفائل بشكل معتدل، لكنني لا أصدق بالمعجزات الفورية". وبحسب ماكرون، فإن الهدف من زيارته إلى روسيا هو منع تصعيد وتدهور الوضع حول أوكرانيا.

وعلى خلفية التفاؤل الحذر من جانب كل من موسكو وباريس وعدم وجود بوادر اختراقات إيجابية لمواقف الطرفين، رأت تقارير أن أولويات الرئيسين الروسي والفرنسي تختلف قليلا، إذ أن بوتين يعطي الأولوية لمطالب موسكو بالضمانات الأمنية، بينما ماكرون يركز على تخفيف حدة التصعيد حول أوكرانيا كأولوية لمنع نشوب حرب هناك. وأوضحت هذه التقارير بأن مساعي الرئيس الفرنسي قد تكون للوقوف على نوايا الكرملين إزاء أوكرانيا تفاديا لأمر ما خطير. وذلك قبيل أن يتوجه إلى كييف للقاء نظيره الأوكراني فلاديمير زيلينسكي لبحث الأوضاع المتأزمة مع روسيا على الحدود الأوكرانية. 

في الحقيقة، كل ما قيل أعلاه أمر طبيعي في ظل طموحات روسية من جهة، وهيمنة أمريكية وأوروبية من جهة أخرى. لكن ما قاله ماكرون في نهاية حديثه لبوتين يمثل نقلة خطيرة ومهمة في مسيرة الجمهورية الفرنسية في عهد ماكرون تحديدا... لقد قال ماكرون بالنص: "الأوضاع الحرجة في أوروبا تثير قلقا لدينا... لذا يجب أن نتصرف جميعا بشكل مسؤول. لقد وضعنا أسسا للحوار الشفاف والملزم والشامل عام 2019... هذا الحوار حيوي الآن لدرجة لم يكن عليها في أي وقت مضى، إنه ضروري، وهو الأمر الوحيد الذي سيتيح ضمان الأمن والاستقرار في القارة الأوروبية". وأضاف "يسرني أنه سيكون بإمكاني أن أبحث بشكل مفصل كل القضايا لنبدأ البحث عن رد جماعي مفيد بالنسبة إلى روسيا وأوروبا على حد سواء. مثل هذا الرد سيتيح تجنب الحرب وبناء الاستقرار والشفافية والثقة للجميع".

ماكرون يضع نفسه، ويضع فرنسا في مرمى ضربات ليس فقط الولايات المتحدة، بل وايضا روسيا التي لا تختلف عن الولايات المتحدة في عقيدتها الإمبريالية التوسعية، إلا في حجم الإمكانيات والقدرات فقط... 

يبدو أن ماكرون يريد أن يغازل بوتين لقرص أذن الولايات المتحدة وبريطانيا بسبب صفقة الأسلحة مع إستراليا. ولكن في كل الأحواتل، لا يمكن لماكرون أن يخرج عن سياقات العصور والأهداف والطموحات الفرنسية- البريطانية- الأمريكية... كما أعتقد أيضا أن الروس يفهمون ذلك ويقومون بمناورات تستهدف بالدرجة الأولى تحقيق ولو ١٪ من طموحاتهم...

author-img

أخبار التاسعه

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    الاسمبريد إلكترونيرسالة