من مسلسلات العائلة وزيزينيا والضوء الشارد حتى ٢٠٠٩ مروراً بعشرات الأفلام مثل اضحك الصورة تطلع حلوة، ودم الغزال، وسهر الليالى، وأفريكانو، وأيام السادات كانت منى ذكى تقدم الأدوار الآمنة التى تتناسب مع الصورة الذهنية لها عند جمهورها فهى الفتاة الجميلة الخجولة المثالية جميلة المظهر والجوهر التى يحلم بها كل شباب وأم وأب، وقد حاولت كسر هذا القالب ببعض الأدوار الكوميدية مثل صعيدى فى الجامعة الأمريكية وأبو على وخالتى فرنسا ولكن جميعها جاءت منزوعة المخاطر بشأن تلك الصورة النمطية فقد كانت منى تحافظ عليها دوماً حيث يعود الفضل أو الجرم لمنى ذكى وجيلها لصكهم مصطلح السينما النظيفة منذ منتصف التسعينيات، إلا أنها فى ٢٠٠٩ قررت الثورة على نفسها وعلى هذه القوالب التى جعلت أدائها تقليدى ومكرر، وربما انتبهت لحظتها أنها شارفت على نهاية عقد الثلاثينات من عمرها وأن مثل هذه الأدوار لم تعد تناسبها أو تقدم لها الجديد، فقدمت أول صدمة لجمهورها بفيلمها القوى احكى ياشهرزاد، ثم أسوار القمر ثم الصندوق الأسود، ثم جاء مسلسل لعبة نيوتن لتظهر فيه كل خبرات الأعوام السابقة، وهاهى تبدع فى فيلم أصحاب ولا أعز وهو فيلم سبق تقديمه فى فرنسا وايطاليا واسبانيا وجاءت النسخة العربية مطابقة تماماً من حيث القصة والسيناريو فالقضايا التى يطرحها الفيلم ليست بعيدة عن كثير من البيوت العربية والتى تتعايش مع تلك القضايا ولكن تحت ستر الصمت وعدم الافصاح، بل إن الانكار يبلغ منتهاه بإلقاء اللوم على من يتجرأ على طرح مثل هذه القضايا ومناقشتها، ما طرحته منى ذكى فى الدور الذى قدمته بكل اقتدار ونضج فنى وإنساني ليس شيئاً تخجل منه لكنها طرحت صرخة فى ملايين الأسر العربية.
الفيلم جرىء وغير تقليدى وبيطرح قضايا لم تناقشها السينما العربية لكنه واقعى مهما حاولنا الإنكار والصمت والتجاهل ومهما بالغنا فى الهجوم والنقد.
وبعدين بالراحة شوية دا إحنا تقريباً معدتش عندنا ممثلات غير منى ذكى ومنه شلبى والباقى بيحاولوا.
والممثل القدير جورج خباز عمل دوره فى الفيلم حلو أوى وكان حضوره طاغى.