JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
أحدث المواضيع
الصفحة الرئيسية

" قصاصات " بقلم مجدي أبو السعود


عباسية....!

فجأة وفي الطريق من مصر الجديدة إلى رمسيس مرورا بالعباسية، وبالقرب من مستشفى " العباسية" أدار سائق المينى باص، ذلك الشاب الصغير النحيل ( أبو شعر غرقان فى الچيل ) كاسيت السيارة على أغان حوشية، صاخبة، زاعقة، ميتالك، يرتج لها صاج السيارة، فيما كان تباع السيارة خلفه يرقص بصخب وفوضى منظمة على الموسيقى الصاخبة، واندفع ركاب السيارة وكانوا للصدفة شباباً صغير السن ما بين مجندين وطلبة وحرفيين يشاركونه رقصه الصاخب فوق المقاعد التي دهسوها بأحذيتهم، ودارت عيناي دهشة ترمقهم ثم توقفت على السائق الذي رأيته فجأة يقفز ويقف هو الآخر يتماوج بجسده الممشوق المرن على مقعده، ويطوح بكلتا يديه فى فضاء السيارة كما لو كان قابضا على أسلحة بيضاء في كلتا يديه تاركاً مقود السيارة حراً لحال سبيله، بينما كنت الوحيد الذى يجلس وسط الهيصة بوقار زائف ، ولايرقص فى السيارة، وأشعر أني في حلم، رغم أنى ضبطت نفسي متلبساً برغبة داخلية عارمة ودفينة فى مشاركتهم رقصهم الصاخب المجنون،،،،!!

" وشم " 

دخل الرجل الصعيدي للفحص الطبي. قسمات وجهه تعطيه عمرا يقترب من الثمانين، لكني حين سألته عن عمره، رد قائلا :55 سنة ، شمر كم جلبابه الواسع لقياس الضغط، قبل أن أهم بالقياس وجدت على ساعده وشما محفورا باسمه كاملا وعنوان بلدته والمركز والمحافظة التابع لها في الصعيد. سألته: منذ متى هذا الوشم ؟! ،  تنهد ورد قائلا : يووووه يابيه الوشم ده من وأنا عيل عندي 13 سنة ، وفضل مورم دراعى مدة طويلة بعد حفره ، سألته مستفسرا ببراءة: وهل كانوا يجرون ذلك الوشم لكم خوفا من أن تتوهوا فى دنيا الله الواسعة وأنتم صغار فيعيدكم من يجدكم إلى أهلكم ؟!  اتسعت ضحكته المجلجلة عن فم بلا أسنان وجلد وجه ظهرت كرمشته أكثر وقال : لسبب أهم ،، ده كان زى البطاجة ( البطاقة ) السخصية ( الشخصية ) للعيال اللى بيشتغلوا بالأجرة قبل سن البلوغ واستخراج البطاقة السخصية الرسمية من الحكومة، واستطرد قائلا: أناطول عمري شقيان وما ارتحتش يوم أبدا، واتفصلت من شغلي الحكومي، سألته : وماذا تعمل هنا فى الخارجة ، أليس لك حقل تزرعه؟!،،، رد قائلا : على باب الله أبيع شوية هدوم رخيصة على دكة خشب للعيال الصغيرة ،، قلت : ولماذا لم تعترض على فصلك من عملك ؟! ، قال : حد يقف قدام الحكومة يابيه ؟!! ،، قلت : طبعا ، لازم تقف وتاخد حقك لعودتك لعملك، وتاخد حقك من كل جهة حكومية تذهب إليها ولتبدأ بي : خد حقك مني ، مد يده وقال : هات يابيه ،،،، قلت : حقك مني تاخده كشف طبي وعلاج من المستشفى وإن لم تأخذه من حقك أن تشكوني وتشكو المستشفى إذا لم يكن العلاج موجودا، رد قائلا بيأس: يوووه يابيه ،، احنا هنفضل نناهد فى كل حتة نروحها فى البلد دى واللا نشوف أكل عيشنا؟!! ،،،،،!

author-img

أخبار التاسعه

تعليقات
  • أدم photo
    أدم1/13/2022 9:04 ص

    الواقعتان او القصتان تؤكدان بما لايدع مجال للشك أن الجهل أصبح هو الطاغي والصفه السائده في المجتمع كله--ويبدو أن الجهل أصبح حتي هو الجناح الأخر لآستبداد السلطه ويؤكد أن السلطه ماكانت لتجرؤ علي التنكيل بالشعب وبأحتياجاته الآساسيه لو لم تكن متأكده أن مستوي جهل الناس يجعلهم كالحيوانات بلا أحلام---وأخشي ان نصل الي اليوم الذي نضطر فيه الي مشاركة الجهلاء في الرقص علي جثة بلدنا--

    إرسال تعليقحذف التعليق
    الاسمبريد إلكترونيرسالة