JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
أحدث المواضيع
Startseite

معتمد عبدالغني يكتب : قتل الملاك مرتين.. قبلة فاتن حمامة واللباس الداخلي لمنى زكي


إذا اختيرت نجمة أخرى بدلًا من منى زكي، لبطولة فيلم «أصحاب.. ولا أعزّ»، أعتقد أن الوضع سيكون مختلفًا، لأنها صنفت منذ عقدين بأنها من صاحبات شعار السينما النظيفة، الذي ظهر في أواخر التسعينيات عند ارتفاع بورصة سينما الشباب الذين جاءوا من الأدوار الثانوية للبطولة المطلقة في فيلم «إسماعيلية رايح جاي»، ثم «صعيدي في الجامعة الأمريكية»، من بطولة محمد هنيدي.

في تلك المرحلة رجحت كفة ميزان رفض النجمات القُبلاتِ ومشاهدَ الإغراء، ربما تماهى ذلك مع العقل الجمعي لجمهور السينما -وهم في الغالبية من الشباب- الذين سئموا من نجمات تخطين الخمسين، واستقبلوا جيلًا جديدًا يعبر عن معاناتهم، وفي الوقت ذاته تشغلهم مسألة الجنة والنار والعادات والتقاليد، وهو التوجه الجديد الذي ضخمه الدعاة الجدد -في مقدمتهم عمرو خالد- وقتئذ.

عودة إلى منى زكي تحديدًا، برغم أنها تخطت الأربعين، لكنها ما زالت في مخيلة الجمهور الفتاة العشرينية البريئة التي تشبه السندريلا. قفص ذهبي دخلته طواعية عندما واقفت أن تكون ضمن فنانات السينما النظيفة في البدايات، وعندما حاولت الخروج من هذا القفص بالأدوار الجريئة وجدت غضبًا عارمًا من الجمهور الذي صار أكثر تشددًا وشرقية من دور أحمد السقا في «تيمور وشفيقة».

 في عام 2005، عندما ظهرت منى زكي محمولة على أكتاف الفنان كريم عبد العزيز، على أفيش فيلم «أبو علي»، ظهرت شائعة في الصحف أن أحمد حلمي اعترض على المشاهد الرومانسية التي جمعت بينهما، بالطبع نُفي هذا الادعاء، لكن رغبة الجمهور (الأخلاقية) في الحفاظ على صورة منى زكي مرتدية أجنحة الملائكة مع كل دور تقدمه، ساهم في انتشار الشائعة بشكل لافت.

 في فيلم «احكي يا شهر زاد» عام 2009، فور صدور الإعلان الدعائي، وظهور ظهر عارٍ، ومشهد قبلات على الكورنيش، وحسن الرداد يجذبها من قدمها، عاد الجمهور الأخلاقي يطالب بعودة منى زكي التي رسموها في خيالهم، وحتى تهدأ تلك الضجة أعلن صناع الفيلم وقتها أن منى زكي ليست الفنانة التي ظهرت من ظهرها لثوان في الإعلان.

قفص الفضيلة الذي سجنت بداخله منى زكي ليس حكرًا عليها، دخلته من قبل فاتن حمامة، التي ظلمتها ملامحها الملائكية في أدوار الرومانسية الحالمة، وعندما قبَّلت عمر الشريف في «صراع في الوادي» اندهش الجميع من جرأتها وعلى رأسهم يوسف شاهين مخرج العمل، الذي لم يصدق موافقتها على تقبيل الوجه الجديد عمر الشريف، وبالطبع لم يُخفِ الجمهور في صالة السينما دهشته وغضبه من نجمتهم التي فقدت عذرية أدوارها النقية بقبلة سينمائية، وعندما قدمت الفتاة الشريرة في فيلم «لا أنام»، غضَّ الجمهور الطرف عن خطايا نجمتهم وقرروا أن يخرجوا من الفيلم كارهين دور هند رستم.

الأمر نفسه تكرر مع النجوم الرجال أيضًا؛ أحمد حلمي في فيلم «بلبل حيران» عام 2010، تعرض للنقد من البعض الذي رأى في اسم الفيلم والإفيهات التي جاءت على لسان نجمهم المحبوب إيحاءات خارجة، واعتبروه فسخًا للعقد بينه وبين الجمهور الذي اعتاد منه شخصية الشاب الخجول المكافح، لكن بلبل هنا شاب جريء ليس لديه مشكلات مادية أو أزمة يهتم بها قطاع كبير من الجمهور، كل معاناته هو الحصول على حبيبة تناسب مزاجيته وتقلباته.

عودة إلى منى زكي، تخيل معي البدائل من النجمات المتواجدات على الساحة، وقدمن الدور بدلًا من منى زكى، سوف تكتشف انخفاض نبرة الهجوم قليلًا، لأن بعضهن لم يقعن في فخ السينما النظيفة، مثل هند صبري، التي كانت بطاقة تعارفها مع الجمهور المصري في فيلمي «مذكرات مراهقة» و «مواطن ومخبر وحرامي»، كذلك منة شلبي التي كانت بدايتها مع «الساحر» أمام محمود عبد العزيز، صحيح أنهما قدمتا بعد ذلك أدوارًا تناسب موجة السينما النظيفة، لكن رصيدهما يجعل الجمهور يقتنع بتجسيدهما مشاهد القبلات، وفي تلك الحالة سوف يشاهد الجمهور العمل راضيًا.

اللافت أن بعض الفنانين هاجموا العمل بالمعيار الأخلاقي نفسه، وهي ازدواجية ساخرة جُسِّدت في أحد مشاهد فيلم «حافية على جسر الذهب» لميرفت أمين وحسين فهمي؛ حيث كانا يصوران مشهدًا ساخنًا وعامل الإضاءة منهمك في مشاهدتها لمتابعة عمله، وفي يده سبحة يسبح عليها. بعض النجوم مثل عامل الإضاءة، يرتضون بالعمل في السينما، وبداخلهم يستغفرون من ارتفاع السقف.

مشهد خلع اللباس الداخلي في «أصحاب.. ولا أعزّ» كان سيمر بلا ضجة مع نجمات أخريات، لكن منى زكي يعدّها الجمهور ملاكًا لم ولن يخطئ .. حتى وإن كان تمثيلًا.

NameE-MailNachricht