وفي لمحة عابرة للتدليل علي مانقول ، فإن معالي الوزير بعدما تدفأ تحت البطانية واطمأن لنجاته من لسعات البرد ، قرر أن يكون امتحان الصف الأول والثاني الثانوي علي التابلت - فهو من عشاق التابلت ويفتخر بأنه الذي أدخله إلى النظام التعليمي في مصر ، تماماً كما أدخل احمد نظيف التوكتوك في النظام المواصلاتي - وأن يكون نظام الأسئلة اختيار من مُتعدد ، ولاوجود للأسئلة المقاليّة ، كان هذا هو البوست / القرار الأول !!.
ولكن طوبة كان لها تأثيرها العجيب في هجمات البرد التي ضربت مفاصل معالي الوزير ، فهبَّ غاضباً وكتب علي الفيس بوك مايلغي قراره الأول ؛ يكون الإمتحان ٧٠ ٪ علي التابلت أسئلة بنظام اختيار من مُتعدد تأتي من الوزارة ، و ٣٠ ٪ ورقي مقالي عن طريق المديرية أو الإدارة أيهما أقرب ، وكان هذا هو البوست / القرار الثاني !!.
ينام معالي الوزير وهو مُطمئن إلى نجاح ثورته الاستراتيجية الجهنمية في المنظومة التعليمية ، فيأتيه التابلت في المنام يعاتبه ، كيف يخصص له ٧٠ ٪ فقط وهو حبيبه ، ويتشاجر معالي الوزير والتابلت ، فيقسم معالي الوزير أن يحرمه من هذا الشرف العظيم !!.
وبعدما تمت طباعة الامتحان الورقي وتكلف الملايين ، أصدر معاليه قراره - بالعند في التابلت المُتمرد العاق - وبعد منتصف ليّلة أمس بساعتيّن أن يكون الامتحان ورقي بالكامل ، وكمان عن طريق المدرسة ، وكان هذا هو البوست / القرار الثالث !!.
والخناقة بين الوزير والتابلت قديمة ، فهما صديقان لدودان ، وفي نقار دائم ، وكلاهما يعند مع الآخر وكله علي دماغ التعليم والمتعلمين والمستقبل ، ورغم أن الوزير هو الذي أتي به إلا أنه لم يمنحه شرف استخدامه في الامتحانات ولا مرة واحدة !!.
وفي سياق العَكّ التعليمي والذي لايقل عن العَكّ الكروي الذي نتابعه بحسرة وغضب ، إذا بأسئلة الصف الرابع الابتدائي [ المنظومة الجديدة ] لايقوم بتسليمها بنك الأسئلة إلا يوم ١٢ يناير الجاري ، ومطلوب وضع امتحان لكل مدرسة ابتدائية ، وطباعة الأوراق قبل يوم السبت ١٥ يناير الجاري حيث يُعقد الامتحان !!.
صدقوني ، حتي الآن لا أفهم جوهر النظام التعليمي في مصر ، ولا هدفه ، ولا فلسفته ، ولا خطوطه العريضة ، اللهم قرارات مُتخبطة وثرثرة كثيرة وواقع مرير ونتائج كارثية ، ودكتاتورية وزير ، لايصلح معها إلا العنوان الذي صدرت به هذا المقال : عَكَّ .. يَعُكُّ .. عَكاً !