JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
أحدث المواضيع
Startseite

أحمد السيد النجار يكتب : معايير مزدوجة في عالم يفتقد للضمير والعدل


ازدواج المعايير في هذا العالم أصبح فجا ومثيرا للسخرية لأبعد الحدود.. فالمملكة السعودية ومن خلفها الإمارات دمرتا البنية الصناعية والأساسية وضمنها المطارات والمواني والمدارس والجامعات والمستشفيات في اليمن، واعتدتا حتى على مجالس العزاء والأعراس وهدمتا بعض السجون على رؤوس المساجين وغالبيتهم معارضون لجماعة أنصار الله (الحوثيين) بحكم أنهم مساجينها، وحاصرتا اليمن ورمتا بشعبه الكريم للمجاعة، وحاولت الإمارات الاستيلاء على جزيرة سوقطرى وهي جوهرة جغرافية في الطرق الطبيعية لمسار السفن التجارية ويمكنها هي ومدينة عدن في زمن السلم لو تم إدراك قيمتهما أن تحلا محل الموانئ الإماراتية في التجارة المحولة وصيانة وتموين السفن، ولم يوقف الإمارات عن ذلك الاستيلاء سوى شكوى للأمم المتحدة قدمتها الحكومة الرسمية المتحالفة مع السعودية والإمارات!! ولا أحدا يساءل السعودية والإمارات جديا عما تفعلانه باليمن، وعندما يرد اليمن عليهما بقصف العمق الإماراتي والسعودي تقوم الدنيا ولا تقعد في مجلس الأمن وفي جامعة الدول العربية عديمة الفعالية والتي صارت في قبضة الخليج منذ سنوات طويلة!! مطلوب قليل من الاستقامة الدولية والعربية والحرص المتوازن على أبناء الشعوب العربية في اليمن والمملكة العربية والإمارات على قدم المساواة، واتخاذ إجراءات صارمة لوقف الحرب العبثية وإنهاء التدخل الخارجي وترك الشعب اليمني يقرر مصيره ومن يحكمونه من خلال انتخابات عامة نزيهة يفرضها المجتمع الدولي على الجميع، وإلا فرض الحصار الكامل والصارم على الفرق اليمنية المتناحرة التي تتلاعب بمصير شعب كريم، وقصر توزيع أي مساعدات دولية على ممثلي الأمم المتحدة فقط لإنهاء استيلاء المتناحرين عليها.

وفي الملف النووي الإيراني يدور ممثلي الكيان الصهيوني على القوى الكبرى في الغرب لحشد التأييد لضرب المنشآت النووية الإيرانية أو حصار إيران لمنع تقدم برنامجها النووي، ولا يساءله أحد في تلك الدول مزدوجة المعايير وعديمة الضمير عن برنامجه وأسلحته النووية التي أنتجها بالفعل بمعونة فرنسية انتقاما من مصر في زمن مساندتها لثورة الجزائر، واستمر بعد ذلك في الإنتاج والتطوير اعتمادا على الخطوط المفتوحة للتقنيات الأمريكية ومراكز الأبحاث العلمية الداخلية والنخبة العلمية التي جذبها من يهود روسيا بعد تفكك الاتحاد السوفيتي. يعني كيان صهيوني تأسس بالاغتصاب ويستمر بالعدوان ويملك أسلحة نووية، ويضج بالصراخ والعويل لمحاصرة برنامج نووي مُراقب دوليا لدولة طبيعية كبرى في المنطقة، والمجتمع الدولي مزدوج المعايير وعديم الضمير لا يساءله عن برنامجه وأسلحته النووية!! 

وتتابع وسائل الإعلام العربية الرسمية في غالبية الدول العربية باستثناء الجزائر وسورية ولبنان والعراق، الجهود الصهيونية ضد البرنامج النووي الإيراني بروح التأييد كما في الخليج، أو الحياد غير المنطقي كما في دول عربية أخرى، رغم أن البرنامجين النوويين الصهيوني والإيراني خطر على المنطقة العربية، لكن أحدهما خطر داهم وقائم فعليا هو الأسلحة النووية الصهيونية، والآخر محتمل ومرتبط بمسار تطور البرنامج النووي الإيراني الذي لم يصل بعد إلى صناعة الأسلحة ويمكن إيقافه عن ذلك بالاتفاق النووي والتفتيش الدولي على كل المؤسسات النووية الإيرانية. أما الدول العربيةالواقعة بين المطرقة والسندان فعليها أن تفلت من هذا المصير البائس بموقف واضح قوى: فإما منطقة خالية وبإشراف دولي من الأسلحة النووية، وإما الانسحاب من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية والدخول في سباق تسلح نووي مع الكيان الصهيوني النووي فعليا، ومع إيران الساعية للتقدم في هذا المسار. وهذا الموقف يحتاج لنظم للحكم أكثر ديموقراطية وقوة وتعبيرا عن روح شعوبها ومصالحها الاستراتيجية، وليس عن مصالحها الذاتية للبقاء في السلطة.

NameE-MailNachricht