JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
أحدث المواضيع
Startseite

حافظ الميرازي يكتب : جائزة الشجاعة الصحفية لصوت أمريكا


هل إصلاح "الحرة" بعودتها لصوت امريكا؟

من الجوائز  التي قدمها منذ يومين نادي الصحافة القومي الامريكي عن عام 2021 كانت جائزة الشجاعة الصحفية لإذاعة "صوت أمريكا" لأن مذيعيها قاوموا ضغوط إدارة ترمب عليهم كقناة حكومية للتحيز لإدارته وسياساتها، وحافظوا على استقلاليتهم التحريرية.. حتى بعد ان وصف ترمب ما تذيعه صوت أمريكا بالمقرف، وبعد ان أبعدت إدارته صحفيين عن تغطية البيت الابيض بل وحاولت تعطيل تأشيرات الإقامة المرتبطة بعمل مهاجرين منهم!

ورغم ان إذاعة صوت أمريكا تأسست منذ عام 1942 وسط حمى الدعاية  السياسية خلال الحرب العالمية الثانية،  لكنها أصبحت خاضعة منذ عام 1976 لقانون يلزمها بالمهنية في العمل الصحفي وتجنب الدعاية والتحيز. وهو المعروف باسم "ميثاق صوت امريكا" الذي يلزمها ب "بث أخبار ومعلومات دقيقة ومتوازنة وشاملة للجمهور.."

أذكر شخصيا خلال عملي بالقسم العربي لإذاعة صوت أمريكا الحرص على استضافة منتقدين للسياسة الامريكية خلال الحرب الامريكية الاولى على العراق لتحرير الكويت عام 1991ومنهم من مصر وقتها الراحلان أمين هويدي ونعمات أحمد فؤاد، التي شبهت في المقابلة معي القصف  الأمريكي لبغداد بغزو التتار ضد الحضارة!

لكن بعد الحرب الأمريكية الثانية على العراق عام 2003 وتداعيات الحادي عشر من سبتمبر قبلها، التي أثار المحافظون وقتها سؤالهم عن العرب والمسلمين: لماذا يكرهوننا، تم التسويق السياسي لحاجة امريكا الى دعاية أفضل  بالدبلوماسية العامة وتغيير طرق توصيل رسالتها، بدلا من تغيير سياستها، وبالتالي اغلقوا عام 2004 القسم العربي لصوت امريكا وأنشأوا راديو سوا وقناة الحرة بدعوى تحريرها من البيروقراطية الحكومية وجعلها مؤسسة "حرة" والتي ادت الى عدم وجود اي التزام قانوني فيها لمهنية واستقلالية الأخبار، وجاءت ادارة ترمب لتزرع فيها اتباع غلاة  المحافظين المعادين للفكر الاسلامي الذي وصفوه بالتطرف. ورحل مديرو ترمب تاركين وراءهم مؤسسة ليست حرة إلا في في تحيزها!

المطلوب، ليس ادارة جديدة يعينها الديمقراطيون لتحويل توجهات القناة من اليمين الى اليسار او الوسط، عكس ما فعل ترمب، فلن يغير ذلك من الأمر سوى التأكيد على  تبعية وتحيز القناة..

لكن ربما  تكون عودة سوا والحرة الى إدارة صوت امريكا وتحت ميثاقها القانوني الملزم بالتوازن وعدم التحيز في الأخبار هي الحل، بعد 17 عاما من العمل بعيدا عن صوت أمريكا بدون ضوابط او رقابة. 

وقتها يمكن مراجعة برامج وارتباطات القناة وتربيطاتها في العالم العربي مع تسهيلات الحكومات  المفضلة لإدارة ترمب، والتي كانت تتفق معه في العداء لحرية الإعلام واستقلاليته!

قد لايكفي ذلك لتحقيق شعبية أي إذاعة أمريكية تبث للعالم العربي طالما ان المستمع يتهم اي إدارة بتحيز سياساتها ضده، لكن عودة الحرة لصوت امريكا سيعطي واشنطن أحقية أكثر من دبي او غيرها بنفقات وتحيزات الحرة، عملا بالمثل الشعبي المصري القائل:

"جحا أولى بلحم توره "

NameE-MailNachricht