نشر المحامي الحقوقي و المرشح الرئاسي السابق مفاجأة كروية على صفحته علي فيس بوك خاصة أن علي يتابع البطولى متابعة دقيقة ويناقش أصدقائه يوميا في المباريات و البطولة ونحن ننشر تحليل خالد علي الرياضي .
مع دور ال١٦ المفروض يكون الحمل التنظيمي بقى أخف على الكاميرون بعد رحيل ثمان منتخبات خرجوا بعد نهاية الدور التمهيدى وبقاء ١٦ منتخب فقط، لكن فى الحقيقة كان التنظيم فى هذا الدور فى غاية السوء لعدة أسباب:
(١)الإصرار على عدم استبعاد الملاعب ذات الأرضية السيئة، ودا إصرار غير مبرر بيفقد الكورة متعتها وبيعرض لاعبين للاصابة، وأداء الفرق طبعاً بيتأثر بها.
(٢)الفشل فى تنظيم دخول الجماهير لمباراة الكاميرون وجزر القمر، ووقوع تدافع من الجماهير مما أحدث فوضى، والشرطة تعاملت بإجرام مع الموقف مما أدى لوفاة بعض الجماهير فى كارثة كروية كبيرة ستظل مرتبطة باسم البطولة واسم الكاميرون .
(٣) المعايير المزدوجة التى طبقت على جزر القمر لحرمانها من استجلاب حارس مرمى بعد إصابة كل حراس الفريق بكورونا ، فضلاً عن تغيير قواعد الحجر الصحى قبل مباراة الكاميرون وجزر القمر بيوم واحد فقط حيث أصبح الحجر خمسة أيام بعد أن كان يومين فقط مما حرم جزر القمر من أبرز لاعبيه.
(٤) الانحياز التحكيمى ضد جزر القمر وطرد لاعب منه فى الدقائق الأولى على خطأ لا يستحق كارت أحمر.
(٥) لم أتمكن من مشاهدة مباراة السنغال والرأس الأخضر لتقييمها لكن البعض ذهب إلى وجود انحياز تحكيمي ضدها.
(٦) الأخطاء التحكيمية والمعايير المزدوجة بشأن كورونا دفعت چامبيا لعزل كل البعثة ببدل خاصة ونشر صور البعثة بالبدل (والصورة مرفقة مع البوست) خوفاً من التلاعب فى نتائج التحاليل لاستبعاد بعض اللاعبين لمجاملة الكاميرون التى ستقابلهم فى المباراة القادمة، فضلاً على أن مدرب چامبيا ندد بمكان الاقامة وذكر فى أكثر من موضع أن مقر الاقامة فى غاية السوء.
لكن على المستوى الفنى مازالت الكان ٢٠٢٢ بطولة المفاجآت:
(١)جاءت المفاجأة الأولى بفوز مستحق لمنتخب تونس الذى صعد ضمن أحسن توالت فى محموعته بالدور التمهيدى لكنه قدم مباراة رائعة وتمكن من الاطاحة بمنتخب نيجيريا الرهيب أول مجموعتنا، رغم غيابات كورونا بفريق تونس، وكانت كل الترشيحات قبل المباراة لصالح نيجيريا فحققت تونس المفاجأة.
(٢) تألق منتخب جزر القمر، وقدم أفضل مبارياته بالبطولة، وكان نداً قوياً للكاميرون رغم غياب حارس المرمى الرئيسى، وطرد أحد اللاعبين من الدقائق الأولى.
(٣) چامبيا التى تصل لأول مرة للكان تحقق المفاجأة الثانية حيث تمكنت من الاطاحة بغينيا والصعود للربع نهائى رغم أن كل الترشيحات كانت لصالح غينيا وربما غياب نابى كيتا عن تشكيلة غينيا كان السبب فى تفوق چامبيا.
(٤) المفاجأة الثالثة غينيا الاستوائية ثالث مجموعتها بالدور التمهيدى تطيح بمالى أولى مجموعتها بالدور التمهيدى، بالرغم أنها المشاركة الثانية لغينيا الاستوائية بالكان الأولى كانت دورة ٢٠١٥ والثانية كانت دورة الحالية ٢٠٢٢.
(٤) تألق ملفت لكل حراس المرمى بهذا الدور بما فيهم الباك لفت لجرز القمر الذى لعب أمام الكاميرون كحارس مرمى وأنقذ فريقه من هزيمة ثقيلة.
(٥) قدمت مالاوى مباراة قوية فى مواجهة المغرب إلا أن الأخيرة استحقت الفوز بعد تقديمها مباراة رائعة بفضل تألق سفيان بوڤال وأشرف حكيمى.
(٦)مصر التى لم يرشحها أحد للفوز تطيح بكوت ديفوار وتلعب أفضل مباراة لها منذ مباراتنا أمام المغرب فى كان ٢٠١٧، وشهدت المباراة تألق جميع اللاعبين شنو وابو جبل وحجازي وفتوح وحمدى والسولية ومرموش وصلاح ومصطفى، وتريزيجيه وزيزو وشريف والننى (كان يوم مجده) وعمر ومنعم (مفاجأة المباراة)، قدموا جميعاً أفضل ما لديهم، وقاتلوا طوال المباراة وكانوا موفقين فى ضربات الترجيح، من الملاحظ أن تشكيل الفريق المصرى فى مباراة كوت ديفوار قريب جدا من تشكيله فى أول مباراة أمام نيجيريا واختلاف التشكيل فى إسمين بسبب الاصابات منعم مكان الونش وعمر كمال مكان اكرم توفيق، لكن الفارق الجوهرى فى التشكيل والذى أدى لظهور اللاعبين بهذا المستوى هو اقتناع كيروش مؤخراً بأن يلعب كل لاعب فى مركزه ففى مباراة نيجيريا بعد إصابة أكرم دفع بمنعم مكانه وهو ليس مركزه وكان يجب الدفع بعمر كمال لأنه البديل الطبيعى لأكرام وكيروش اختاره لهذا الغرض، كما انه فى مباراة نيجيريا بدل أماكن صلاح ومحمد مصطفى حيث لعب صلاح كرأس حربه فى حين لعب محمد مصطفى كجناح يمين ففقدنا قوتنا الهجومية، كما لعب بتريزيجيه رغم عدم جاهزيته وكان الأفضل اللعب بزيزو طالما السولية غير جاهز لذلك كان الفريق فى حالة توهان ولم يحسن أدائه إلا بنزول زيزو، والحمد لله انه اقتنع أخيرًا بهذا التشكيل ووصل للتوليفة المثالية فى مباراة كوت ديفوار والتى سيستمر بها حتى كأس العالم..
(٧)أفضل مدرب بالدور الثانى من وجهة نظرى بين ثلاثة مدربين، البلجيكى توم سينيفينت مدرب چامبيا والقمرى أمير عبده مدرب جزر القمر، والغينى خوان ميشا مدرب غينيا الاستوائية الذين قدموا فرق واعد للقارة الافريقية لعبت كرة حديثة وهجومية، بعد تمكنهم من جمع كل هؤلاء اللاعبين من أندية أوربية دوريات محلية.
(٨)أفضل لاعبى هذا الدور من وجهة نظرى بين بوڤال مهاجم المغرب، محمد عبد المنعم دفاع مصر، ونعيم السليتى لاعب وسط تونس، وايفان سلفادور لاعب وسط غينيا الاستوائية:
فنعيم السليتى هو الذى تحكم فى إيقاع المباراة مع نيجيريا، بالفعل أحرز المساكنى الهدف وتسبب فى طرد لاعب من نيجيريا لكن نعيم كان مايسترو الفريق التونسى وتمكن من ضبط ايقاع الفريق وبفضل مجهوده الميدانى والتكتيكي فرض التوانسة اسلوبهم على المباراة.
أما ايفان سلفادور لاعب وسط غينيا الاستوائية الذى قدم مباريات رائعة منذ بدء البطولة لكنه كان مايسترو الميدان فى مبارتاهم ضد مالى وتمكن من الوصول بالنتيجة لضربات الترجيح التى تمكنوا من حسمها لصالحهم.
وسفيان بوڤال منذ تمكنت مالاوى من إحراز هدف مباغت لم تتوقف هجماته وتحركاته من اليمين لليسار والعكس، ومن التصويب نحو المرمى إلى تمرير العرضيات لزملائه حتى نجح المغرب قبل نهاية الشوط الأول وفى وقت مثالى من إدراك التعادل وهو ما ساعد المغرب على الفوز بهدف حكيمى بعد ذلك.
أما محمد عبد المنعم ورغم تفوق كل لاعبى منتخب مصر على أنفسهم إلا أن منعم قدم مباراة تاريخية فهو أصغر لاعبى الفريق ٢٢ سنة، وكانت هذه هى مباراته الدولية السادسة فقط منهم أربع مباريات بهذه البطولة، وكان صمام أمان الدفاع وتمكن مع فتوح من غلق الجبهة اليسرى والسيطرة مع حجازى على منطقة الجزاء المصرية، كان هناك تخوف من عدم قدرة منعم على تعويض مكان الونش لكنه فعلها بأفضل صورة ممكنة وحجز مكانه الدائم بالفريق.
(٩)أفضل حارس مرمى فى هذا الدور بين شاكر الهدهور جزر القمر، الشناوى وأبو جبل.
(١٠)أفضل حكم فى هذا الدور دا هو الكونغولي چان چاك نادالا حكم مباراة مصر وكوت ديفوار،
(١١)أفضل مباراة فى هذا الدور هى مباراة المغرب ومالاوى والتى انتهت ٢-١ لصالح المغرب.
(١٢) أفضل هدف بهذا الدور ل جابادينهو لاعب مالاوى فى مرمى المغرب.
كل مباريات الدور القادم (٨) أو ربع النهائى كما يسميه البعض، ستكون مفتوحة الاحتمالات لتقارب مستويات الفرق، الكاميرون ستقابل چامبيا ويمكن ان تحقق الأخيرة مفاجأة إذا توافرت العدالة التحكيمية ولم يتم استبعاد لاعبين بسبب الكورونا يوم ٢٩، وبوركينا فاسو ستواجه تونس يوم ٢٩، والسنغال ستواجه غينيا الاستوائية يوم ٣٠، ومصر ستواجه المغرب يوم ٣٠ يناير.
وفى الختام:
(١) تحية للمسئول عن ملف كورونا بالمنتخب المصرى، عمل دور كبير الفترة الماضية، لكن عليه أن يكون أكثر حرصاً فى الأيام القادمة.
(٢) مفيش شك إن فوز مصر على كوت ديفوار كان مهم والأهم هو أداء اللاعبين وروحهم فى الدفاع عن اسم فريقهم، الآن عادت إليهم الثقة فى أنفسهم كلاعبين وكفريق قادر الوصول للنهائي، وهى شخصية البطل التى كنا نفتقدها فى الدور الأول، كل التوفيق لمنتخبنا يوم ٣٠ يناير ٢٠٢٢.