JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
أحدث المواضيع
الصفحة الرئيسية

د. أشرف الصباغ يكتب : فيلم أصحاب ولا أعز دي مش منى ذكي دي الشخصية بطلة الفيلم


فيلم "أصحاب ولا أعز" هو النسخة الـ 17 أو الـ 18 من الفيلم الإيطالي " Perfect Strangers. يعني الفيلم ده اتعمل قبل إحنا ما نعمله حوالي 16 أو 17 مرة. وفي كل مرة كان المخرجين بيجتهدوا في التركيز على تفاصيل معينة أو حبك جزئية معينة أو عمل جسور بين منطقة ومنطقة لتسهيل عملية تمرير الفكرة أو العبور من فكرة لفكرة... 

الفيلم حلو ومهم. وأنا في الحقيقة مش هاتكلم عن تحليل الفيلم، لأنه اتحلل وشبع تحليل بكل نسخه، وعلى رأسها الإيطالية والفرنسية. أنا هاتكلم عن حاجة تانية خالص. هاتكلم عن "التربسة" المصرية المجيدة والدماغ التي ترفض الحركة إلى الأمام. وكلامي موجه مش بس للناس العاديين الغلابة اللي زي حالاتنا، وإنما كمان لأساتذة معهدي المسرح والسينما، وللممثلين والممثلات، وللصحفيين.. 

أولا، لما الفيلم الإيطالي الناس اتفرجوا عليه في مصر، كان أكثر التعليقات، المنافية للفن والمنتهكة لكل قوانينه وقوانين العقل، من جانب فئة معينة من المثقفات السيدات تحديدا، وبدأن في توجيه الفيلم في اتجاهات عجيبة لإدانة الرجال، والبحث في هواتفهم. وطبعا هذا التوجه لا يختلف عن توجه عبدو مجانص وأتباعه في أي شيء. 

لكن أنا يهمني حاجة تانية خالص، وهي إن أحمد مظهر مش هو صلاح الدين الأيوبي، وعدلي كاسب مش هو أبو لهب، ومحمد العربي في حمام الملاطيلي وخالد الصاوي في عمارة يعقوبيان مش هما محمد العربي وخالد الصاوي في الفيلمين، وإنما هما شخصيتين تانيين خالص. 

وسناء جميل مش هي نفيسة في بداية ونهاية، والعيال اللي بيطلعوا في مسلسل الاختيار مش هم اللي بيستشهدوا وبيموتوا عشان مصر... وعلى فكرة، منى زكي مش هي اللي في فيلم "أصحاب ولا أعز"، وإنما الشخصية اللي بتمثلها منى زكي. لكن منى زكي الحقيقية هتلاقيها قاعدة أو نايمة مع أحمد حلمي وفي وسط عيالها. وهتلاقيها عايشة عادي وبتمشي وبتروح مسرح وسينما زي بقية الناس.. يعني مش ماشية وقالعة لباسها وفق العقل المص*ري المتربس..

لو عايز تشوف أحمد مظهر، كان ممكن تشوفه في بيته وفي النادي ومع أفراد أسرته وفي وسطهم. لكن صلاح الدين دا شخصية تانية خالص كانت في فيلم عن شخصية تاريخية. ولو كنت عايز تعرف خالد الصاوي أو محمد العربي، كنت ممكن تروح تتعرف بيهم في أي جامع أو أي بار أو قهوة أو في بيوتهم. لكن شخصيات حمام الملاطيلي وعمارة يعقوبيان دي شخصيات في أعمال فنية بتقوم بأدوار معينة حسب قوانين وقواعد درامية مالهاش علاقة لا بالحلال ولا بالحرام ولا بالشهادة من أجل الوطن ولا بالشذوذ الجنسي أو العقلي أو النفسي... 

فيه حاجة غريبة بتحصل عندنا، وبتحصل معانا، وبتحصل في مخنا (عقلنا يعني). وهو إن الممثل أو الممثلة بيعيشوا حياتهم الطبيعية عادي جدا زي أي حد في الدنيا، وبعدين يروحوا يشتغلوا فيمثلوا شخصيات معينة. فيقوموا الناس المتربسين يعاقبوهم ويقولوا عليهم كلام قلة أدب. فيقوم الممثلين والممثلات يزعلوا ويتضايقوا وياخدوا على خاطرهم، فيقولوا إنهم عايزين يعملوا فن نضيف خالي من أي حاجة، ويمثلوا بس ما يبوسوش بعض ومايعملوش سكس ومايحضنوش بعض. وطبعا بنكتشف في النهاية إنهم بيعملوا سينما وحشة أوي، ومسرح وحش أوي، ومسلسلات زي الزفت جدا... يعني بيعملوا فن زي الخرا، شبههم وشبه عقولهم وعقول الناس المتربسين، وعقول عبدو مجانص وأتباعه، وعقول الصحفيين الجهلة اللي عايزين يسيدوا ثقافة عشوائية أقرب إلى ثقافة المواشي... 

وبعد كام سنة، نلاقي الممثلات والممثلين بيتعتزلوا الفن وبيقولوا إن ربنا هداهم. ودا معناه إن الممثلات والممثلين دول من الأول خالص مكانوش مقتنعين ولا فاهمين القاعدة رقم واحد في التمثيل. وهم نفسهم كانوا خالطين بين شخصياتهم في الواقع وبين أدوارهم في السينما أو المسرح. ودي كارثة تخص معاهد السينما والمسرح وورش التمثيل والمخرجين والمنتجين... يعني إحنا بنشتغل بدون أي معايير أو قواعد وبنعمل أي هبل وخلاص. وطبعا إحنا شايفين حال الفن عندنا عامل إزاي!! زي الزفت وكله تخلف ومافيهوش حاجة تشرف ولا ترفع الراس أبدا!!! 

الممثلين والممثلات اللي بيعلنوا توبتهم، وبيخلطوا بين شخصياتهم في الحياة وبين أدوارهم في الأعمال الفنية، مش فاهمين. وكانوا مستمتعين بالفلوس وبالشهرة. لكن في حاجة تانية أنا مش هانكسف اقولها هنا، لأننا ناس كبار، وخلاص بقينا عارفين بعض وبنتعامل بمساحة من الصراحة والوضوح... يبدو إن الممثلين والممثلات اللي "تابوا" و"ربنا هداهم" و"أنقذهم من الرجس وعمل الشيطان" مش بس مكانوش فاهمين التمثيل غلط، ومش بس مكانوش مش عارفين الفرق بين شخصياتهم الواقعية وأدوارهم في الأعمال الفنية، وإنما كمان- ودي الكارثة الكبرى- إنهم كانوا مش قادرين يفرقوا بين علاقاتهم الجنسية مع أزواجهم في الواقع، وبين علاقاتهم الجنسية مع شركائهم في الأعمال الفنية... يعني بشكل أكثر فجاجة، كانوا فاتحين حياتهم الجنسية على البحري، وبيستغلوا الشهرة والفلوس وانفتاح الوسط الفني بطبيعته في تحقيق رغبات جنسية أو ممارسة تفاصيل معينة خارج إطار حياتهم في الواقع مع شريكهم في البيت، وخارج إطار أدوارهم في السينما... (مش عايز اوضح أكتر من كده. وأعتقد إننا فاهمين).. 

نيجي بقى لمنى زكي بطلتنا انهارده...

أول مشهد في الفيلم هنلاقيها بتقلع فيه الكيلوت وبتحطه في الشنطة. والمشهد دا موتني من الضحك لما اتفرجت على الفيلم الإيطالي. 

فيه كمان مشهد في الأول خالص بنشوف فيه الأم لما لاقت كاندام في شنطة بنتها، وراحت قالت لجوزها.. فالراجل قال لها كلام مهم وخطير.

وفيه مشاهد تانية وتالتة وعاشرة تخص منى وتخص شخصيات تانية في الفيلم، بمن فيهم الصديق الذي اكتشف أن صديقه "مثلي" بعد 20 عاما من صداقتهما. 

كل الناس دول، مش هم اللي نعرفهم في الواقع. دول شخصيات بتمثل في فيلم، والشخصيات دي لها حياتها الخاصة في الواقع، وبتغلط زينا وبتعمل حاجات وحاجات حلوة وحاجات زي الزفت زي بقية خلق الله. لكن حياتها في الواقع حاجة، وحياتها في الفن حاجة تانية خالص... 

يعني منى زكي مش بتقلع الكيلوت وهي خارجة مع أحمد حلمي. وسناء جميل مكانتش هي نفسية في الحياة.. 

والفيلم مجرد نسخة من 18 نسخة، وممكن نعترض على حاجات ونرحب بحاجات ونفسر ونقرأ ونعيد القراءة في العمل الفني وفي أداء أبطاله. لكن صعب أوي إننا نفضل كده متربسين ومصممين نبرك مكاننا زي البهايم!!!

author-img

أخبار التاسعه

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    الاسمبريد إلكترونيرسالة