JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
أحدث المواضيع
Startseite

محمد عبد المجيد يكتب : الجنرال الهشّ!


لم يلعن العرب والمصريون في المئة عام المنصرمة نفاق إعلامي كما لعنوا أحمد موسى!

يمنحك شعورا أنه يعمل حاملا لمنشفة الحمّام لدى الرئيس، ولا مانع من وضع الحذاء في قدم فخامته، ثم التأكد من وسامته، وأخيرا الخروج للاستديو لتقديم برنامج يضع فيه رئيس الدولة قبل خالق الكون العظيم، وأحيانا في نفس الصف!

لا ينافسه في التطبيل والنفاق وتلميع الإفك إلا خالد الجندي وعماد الدين أديب وتامر أمين.

لو نطقت الأموال لبصقت على أرضية الاستديو الذي يُقدم فيه أكاذيبه وافتراءاته، لكنه يعود إلى بيته في حماية دولة بكامل أجهزتها، ويستطيع أن يطيح بأي وزير أو محافظ بعد اتهامه أنه لم يستجب لتوجيهات الرئيس.

يملك قدرة عجيبة على عرض الخبر ونقيضه، الرأي وعكسه، المديح والهجاء في نفس الزعيم الذي غضب عليه السيسي!

إعلامي جنرال فهو يدخل الحرب في شرق ليبيا مع المشير حفتر، ويصوب مدافعه لأردوغان، ويتوعد آبي احمد بضرب سدّ النهضة، ثم يتحول الجنرال إلى عسكري في يومه الأول بمعسكر التدريب ويمتدح في كل الذين رشقهم من الاستديو بقذائفه، ولا تبدو عليه علائم الخجل ولو للحظة واحدة.

يسافر قبل الرئيس أو في طائرته لتنظيم حفل ومظاهرات الأفاقين والأفاكين والمُقوصة ظهورهم؛ فهو يعرف كيف يجعل طبيب الفلاسفة فيلسوف الأطباء أكثر مما فعل أسامة سرايا عندما وضع مبارك بالفوتوشوب قبل الرئيس الأمريكي في (الأهرام)، وكانت فضيحة عالمية، لكن الإعلاميين المصريين لا يخجلون من أنفسهم!

قوة جوبلزية  تتضاعف كلما انتشى الرئيس بانحطاط النفاق، فهو دولة داخل استديو إذا خرجتْ روح الرئيس انهار الاستديو على من فيه.

تأتيه الأوامر في الصباح أن يشتم حُكّام قطر، وفي المساء هو على استعداد أن يلعق حذاء الشيخ تميم والشيخة موزة.

أحمد موسى هو الوجه المظلم للإعلام المصري رغم أنه إعلام لا فرق فيه بين قِرْد و..  بين قِرْدٍ آخر!

يتصل به ضابط الأمن قبل برنامجه فيرتعش، ويتبلل سرواله؛ فالأوامر من القصر عكس ما قاله قبلها بدقائق، فيلتزم الصمت، والخضوع، والخنوع، والخشوع!

مهمته أن ينفخ في الرئيس حتى لو كان منفاخه مثقوبا، وأثرى أثرياء مصر يلهثون خلفه ليعرف الرئيس أن اللصوص يساهمون في قصائد المديح، فتزداد القنوات التلفزيونية الخاصة بإعلاناتها الحمقاء، ويأكل الجميع المال الحرام في بطونهم.

جنرال بأسلحة فاسدة، لكنها تتلقى قوتها من بهجة الرئيس ورضاه وسعادته كلما أصبح النفاق جبالا فوق جبال!

أحد أعمدة غسيل المخ الجماهيري ويستطيع أن يتهم شباب ثورة 25 يناير أنهم متآمرون ضد استقرار الوطن الذي كان يمثله المخلوع الحرامي.

أحمد موسى يخجل أي مصري شريف من الإشارة إليه كإعلامي مصري، لكن رضا الرئيس قبل رضا الله، في الفهم السقيم للعصر الحالي.


NameE-MailNachricht