ما أن قررت التوقف قليلا عن الكتابة ، و بعد ما صارت الأجواء أكثر قتامة ، و اصطرابا ، جراء إنسداد كل الأفق -- ووفق ما بدا لي الأمر - نحو الانتقال السلمي السلس لما هو أفضل ومستحق لمصر وشعبها ، والتي لا تستحق أن تهوي هكذا إلى هذا الدرك والمنزلة التي صارت إليها - لا تاريخيا ولا حضاريا و لا زمانيا ولا مكانيا- والتي دلت عليها مؤشرات أممية وضعتنا في ذيل الأمم حتى العربية منها . ومن تلك المؤشرات مثلا مؤشر التعليم ، ومؤشر الشفافية ، ومؤشر الفساد وغيرهم ..! .
وبعد هذا القرار الذاتي إذن أداهم و أباغت بتغريدات المدعو إيدي كوهين ، والذي يصف نفسه بصحفي بدولة الكيان - وهو ، وكما يشاع عنه ، مقرب من دوائر الموساد الاستخباري الصهيوني - الأمر الذي دعاني و ألح على للرد على تلك التغريدات ، و التي سوف أضعها في التعليقات .
وتغريداته تلك لا يمكن ، ولا يجب الصمت أزائها والسكوت عليها ، وكان ينبغي أن يكون هناك رد رسمي عليها طالما أن هذا الشخص يشغل منصب رسمي بدولة الكيان ، حتى ولو كان صحفي كما يزعم .
ويقول في تغريدته الأول - وغالبا متهكما : " سوف أرشح نفسي لإنتخابات الرئاسة المصرية الحرة والنزيهة للغاية جدا في الدورة القادمة ضد السيسي بعد أن أشتري الجنسية المصرية كما أقرت الحكومة ..." انتهى الاقتباس ..
ولو تناولنا تلك التغريدة بشيء من التحليل فيحق لنا أن نتسائل :
- ماذا دفع كوهين للتجرأ علينا بهذا الكلام والذي لم يحدث من قبل على مدى التاريخ المصري بأسره ..!
- كما لم يسبق من قبل لأي مسؤول أو حتى مواطن عربي عادي ، وعلى الرغم مما يربطنا بأشقائنا العرب من روابط تاريخية ، وغيرها من أواصر الدم وحتى المصاهرة ، أن تجرأ يوما وقال ما قاله كوهين في حق مصر ، كما لم يسبق لمصري ، وبالمثل ، أن قال مثل ذلك الكلام بحق أي دولة عربية أخرى ، أو حتى دولة الكيان ، فماذا دفع - مرة أخرى - وحفذ كوهين بأن يقول مثل هذا الكلام ..؟!
- طب ما مصير أي مصري - باستثناء موسى مصطفى موسى طبعا - لو قال حرفيا ما قاله كوهين ، وذلك على الرغم من أن الدستور يسمح له بذلك ..؟! ، وهذا يطرح بدوره سؤال عن مصير من أرادوا منافسة السيسي في انتخابات الرئاسة السابقة ، بدءا من أحمد شفيق ، ومرورا بسامي عنان ومساعده هشام جنينه الرئيس السابق للجهاز المركزي للمحاسبات ، والذي أكتشف أن تكلفة الفساد في مصر تصل لحوالي 600 مليار جنيه - يعني تمن مونوريل تقريبا ، و قصر رئاسي..! - ثم أحمد قنصوة ، وحتى عبد الله الأشعل ، وحيث قلب وحرض إعلام العار - وربما أيضا جهة ما - ابنته عليه ، وحتي يبدو في نظر الناخب ، وفي نهاية المطاف ، إنه غير أهل للرئاسة ، على الرغم من إنه استاذ القانون الدولي في الجامعة الأمريكية ولكنه عيبه الوحيد أنه كان مدني ..!
- ثم ماذا يدفع كوهين ، وفي ضؤ ما سبق ذكره ، على اعتزامه خوض انتخابات الرئاسة ، و تهكمه عليها ، ووصفها بأنها حرة ونزيهة للغاية جدا ..؟!
- ثم هل الجنسية المصرية يسهل بيعها والتفريط فيها بهذا الشكل ، والذي دفع كوهين لأن يقول ما قاله ..؟! ، ثم هل هذا يعني إنها بيعت لصهاينة مثلا من قبل ، ومن مواطنيه ..؟!
- أم يفهم ، و إجمالا ، من هذه التغريدة أن دولة الكيان باعت حلفائها في مصر ، كما باعوا السادات من قبل رغم خيانته لمصر من أجلهم وبيع قضايانا القومية لهم بثمن بخس ، أو حتى بدون مقابل ..؟!
-------------------
أما تغريدة كوهين الثانية فيقول فيها : " سيطر على مصر تسيطر على كل العرب هذه هي الحكاية وهذا ما فعلنا ..." ..انتهى الاقتباس .
-فهل يقصد كوهين من ذلك ، وباختصار ، أن مصر باعت العرب لهم مثلا ..؟!
- وهل هذا يعني أنه قد دانت لهم السيطرة على مصر الآن ..؟!
مش ناقص بقى غير انه يقولنا ، وربما في تغريده ثالثة : " نشكركم لحسن تعاونكم " ..!