حين أبدع الكاتب المصري الكبير أسامة أنور عكاشة شخصية زينهم السماحي كان يريد توصيل رسالة هامة لعموم المصريين الذين انعطف بهم الرئيس السادات انعطافاً حاداً بكامب ديفيد وبالانفتاح الاقتصادي ورصد بعين الكاتب كيف تؤثر هذه الانحرافات على السمات المميزة للشخصية المصرية !!
والذي يريد أن يتذكر معي حقيقة الشخصية المصرية عليه فقط أن يعود إلى قصص وحكايات ثورة 1919 التي واجه فيها المصري البسيط القوة الأعظم في العالم حينها – بريطانيا العظمى – واستطاع إيصال أحد أبناء الفلاحين الى مقعد رئيس الوزراء – سعد باشا زغلول - ثم قائدا لبرلمان مصري أصيل يتحكم في خيرات مصر ويدير ميزانيتها بعقلانية وليس باسلوب طابونة الحاج سعيد على الهواء مباشرة !!
كانت الشخصية المصرية تتمتع بالكرم والشهامة والجدعنة والطيبة بحكمه وأيضا الصلابة والنجدة واحتضان العروبة ، و بالتأكيد قبل ذلك وبعده ، عشق الوطن وكيف يتداعى المصريون دون نداء وقت المحن والشدائد !!
انفتاح السادات المفاجئ سمح لطبقات طفيلية من الطبيعي أن تكون موجودة في أي مجتمع بالسيادة والتمدد ، وصار السباك – مع احترامي لكل المهن الشريفة – افضل حالا من أستاذ الجامعة كما وضح الكاتب أحمد عبد الوهاب في فيلمه الشهير انتبهوا أيها السادة !!
إن الجيش المصري هو مصنع الرجال وهذه حقيقة غير قابلة للتشكيك فيها ، وأنا ممن خدموا في هذا الجيش وممتن لكل الخبرات التي تعلمتها أثناء خدمتي العسكرية ، وكيف جعلتني أكثر صلابة وقوة وثبات على المبدأ ، وإلا لماذا يتعرض دائما لخيانات ومؤامرات وطعنات من الخلف حاولت توضيح بعضها في برنامجي الذي تم إيقافه #رؤية ، ولهذه المؤسسة تاريخ يخبرنا كيف انها تستطيع التماسك بسرعة مذهلة بعد كارثة كبيرة كالتي ظلم فيها واستدرج لها عام 1967 ، وعمليا فإن مؤسسة الجيش هي المسؤولة عن حكم مصر وثرواتها منذ عام 1952 ، فهل نشهد في الأيام أو الأسابيع المقبلة ، عملية إعادة إحياء للشخصية المصرية كما رسمها الكاتب المصري الفذ أسامة أنور عكاشة ، لتكون بديلا عن شخصية الوصولي والانتهازي والاناني الفاسد الجشع ، الذي لا يمانع أن يسحق الجميع مقابل تعظيم ثرواته وامتيازاته وما نتابعه في #ماسبيرو خير شاهد على ذلك ، وفي النهاية نكتشف أن ثروات المصريين مهربة للخارج !!
ليست دعوة لإعادة النظرية الاشتراكية المقبورة وقد ثبت فشلها عالمياً ، ولكنها دعوة لتعظيم فكرة العدالة الاجتماعية - وأذكر على سبيل المثال أني حصلت على مبلغ مالي أثناء فترة تجنيدي من صندوق رعابة المقاتلين فجأة وحين سألت عن السبب اكتشفت انها من طرق الرعاية والتكافل داخل الجيش وتم ذلك دون واسطة أو حتى طلب تقدمت به - و لعلنا ننجح أيضا في ترسيخ فكرة التضامن والتكافل في مجتمع متصالح مع مكوناته ، مجتمع أعاد عقلائه السلم الأهلي ، وآليات التحاور الناضج ، مجتمع غير مقسم لــ #خرفان و #معيز ، فأهل الشر الحقيقيين هم فقط من يريدوننا أن نستمر في هذه الدوامة العبثية ، وعندها نستبدل من اتهمنا أمام العالم بأننا " مش لاقيين نآكل " بمن يقولون لنا من جديد " ارفع راسك فوق انت مصري "