الموسيقار العالمي "عمر خيرت" في حياته يوم لا ينساه أبدا، عندما قال له عمه "أبو بكر خيرت" رحمه الله وكان عميداً لمعهد "الكونسرفتوار": "أنت هاتسقط السنة دي علشان أنا عمك"!!
المهم أن رسوبه كان في مادة البيانو التي يحبها وتفوق فيها.!!
ويحكي عن تلك الواقعة قائلا: كان عمري وقتها ١٣ سنة عندما إلتحقت بأول دفعة يتم قبولها في معهد "الكونسرفتوار" وذلك سنة ١٩٥٩. وكان عمي عميداً للمعهد وهو شخصية لها مهابة، وكنت أخشاه وأحبه في ذات الوقت.
ويضيف الموسيقار "عمر خيرت" قائلا: أستاذي "أبو بكر خيرت" لم يكن يعرف شبهة المجاملة، وكان أساتذة أجانب هم الذين يقومون بتقيمنا، وأتذكر أنه بعدما إمتحنت في مادة البيانو أن أتصل بي في المنزل، وطلب مني أن أمر عليه غدا في مكتبه ولم أنم ليلتها .. ترى لماذا يطلبني وهو لم يفعل ذلك من قبل؟؟
وزاد من مخافتي أن إتصاله كان بي شخصياً، ولم يتصل بوالدي .. وتساءلت عن طبيعة المقابلة التي تنتظرني.
وفي اليوم التالي ذهبت إليه وقلبي يرتجف، وطلب مني عزف القطعة الموسيقية التي عزفتها في الامتحان، ففعلت، وإطلعت إلى وجهه فرأيته معجبا بي، لكنني فوجئت بما لم أتوقعه أبدا: "أنت هتسقط السنة دي علشان أنا عمك"!! .. من إمتحنك أخبرني أن تلك المقطوعة خارجة عن المقرر وليست ضمن المنهج.
قلت: لكن الأستاذ هو الذي طلب مني عزف هذه المقطوعة أمام الخبير الأجنبي.
أجاب على الفور: مشكلتك أنت بالذات ليس لها حل، ولا استطيع التدخل فيها لأنك قريبي!!
ورغم أنني شعرت بالظلم وقتها إلا أنني نظرت بعد ذلك إلى عمي كمثل أعلى في النزاهة، ووضعت نفسي مكانه عندما كبرت وإلتمست له العذر .. والحمد لله أن هذا الرسوب لم يؤثر في مسيرتي الفنية، بل ورأيتها وكأنها نوع من التحدي بضرورة التفوق في البيانو بالذات وهذا ما فعلته.