مش المدرب هو السبب .. لكنه الفساد الذي أصبح منهج حياة في بلادنا ...
بالتأكيد أن مصر لديها عمالقة في كرة القدم فلا يمكن أن يكون تعدادنا مئة مليون نسمة وليس من بيننا 11 شخص يمتلكون الموهبة والجدارة الكروية لكن للأسف لن تراهم في الملاعب يمثلون الوطن وربما لن تراهم في الأندية من الأساس لأن الإدارات المصرية المتعاقبة من صنَّاع الفساد وناشروه قد حاربت المواهب وأبعدت المُستحقين وكالت بعدة مكاييل وحرمت العديد من الأندية من شرف المنافسة على البطولات طوال عقود طويلة .. لقد شاهدنا بأنفسنا من قبل المدرب الوطني الناجح المُتوَّج بالبطولات تهاجمه الأقلام وتهاجمه الصحف والقنوات الوطنية على الهواء ... ولأن المال الكروي في مصر قد تم استخدامه في إفساد كرة القدم وليس في إصلاحها ولأننا يحكمنا الغرض والتعصب ويحكمنا الانتماء والهوى ولأن الكرة في مصر تُدار كباقي المجالات كلها بالمحسوبية والمزاج والرشاوي ولي الذراع ولأن الإعلام المصري لا يعرف الحياد ولا يعرف دوره كصانع للقيم ومرسِّخ لها ... بالإضافة إلى أن أحد أكبر أمراض الكرة في مصر هو حب الذات من اللاعبين وحب الظهور والأنانية وإيثار النفس على مصلحة الفريق وهي كلها أمراض صنعها الإعلام الجهول وصنعتها الصحافة الرسمية وصنعتها أقلام المثقفين وصنعتها الجماهير المتعصبة وصنعتها الميديا الجنونية وصنعتها الأندية بنفسها ...
ولأن الاهتمام في مصر بالأندية وبطولات الأندية ولاعبي الأندية ومدربي الأندية ومحترفي الأندية وعقود الأندية أكثر من الاهتمام بالمنتخب القومي ستظل الكرة في بلادنا يحكمها ويصنعها الهواة والمفسدون وقلما تحقق وجودًا حقيقيًا في المحافل الدولية