JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
أحدث المواضيع
Startseite

على أبو هميلة يكتب : حكايات في ماسبيرو


الحكاية الأولي .. ابريل ٢٠٠٨ 

كان كثير من اصدقائي وبعض الزملاء النبلاء يعتقدون انني مخرج موهوب .. وكنت دائما أرى أنني اقدم ما أؤمن به وما يصدقه عقله وقلبي .. وكان لدي في بعض الأحيان مديرين يساعدوني جدا على تقديم أعمالي التى كانت غالبا ما تحتوي على محتوى يناهض كثيرا الأوضاع ومن هؤلاء الرائعة نانو حمدي ..والمحترمة الرائعة نجوى عزام ..والصديق المثقف الشاعر واللامع جمال الشاعر .. في عام ٢٠٠٨ طلبتني نانو حمدي لعمل تليفزيوني يمثل مصر في مسابقة عربية ..وكنا نعمل معا في قناة مهرجان الإذاعة والتلفزيون ..وكان ذلك سببا في تواصلي مع السيدة سوزان حسن رئيس التليفزيون وحدث نوع من الاحترام المتبادل والتقدير لدرجة أنني كنت في تواصل معها ومع مكتبها واستمرت الأمور كذلك ..وفي أبريل ٢٠٠٨ كان من عادة الشئون الماليه وغيرها تأخير الماليات على أبناء القنوات الإقليمية .. و وكان من عادة الأقاليم أن تقوم فيها وقفات احتجاجية .. وكانت القناة الثالثة التي قضيت فيها عمري كله كواحد من مخرجيها وفيها اصدقاء العمر ورفاق الرحلة النبلاء عصام سعيد ..حسام العلوي وشريف محمد وايمن عياد وطبعا عبداللطيف ابوهميلة وغيرهم الكثيرين مشاغبين جدا ودائما هو الذين يقودون مظاهرات ماسبيرو. ( ايام ما كان في في مصر مظاهرات ووقفات احتجاجية )  قمنا بعمل وقفة احتجاجية وتجولنا في ماسبيرو بالهتافات من القناة الثالثة حتي وصلنا مكتب رئيس التليفزيون في الدور الثامن .. وكنت في مقدمة المحتجين .. خرجت السيدة سوزان حسن تشوف الموضوع والمسافرين والمتظاهرين جايين ليه  فؤجئت سوران حسن بي كأول وجه أمام الباب الزجاجي 

نظرت إلي نظرة عتاب وسألتني : علي انت بتعمل ايه ؟ 

نظرت خلفي الي الزملاء والأصدقاء وقلت لها : انا مع الناس ..حيث يوجد الناس اكون معهم ..  وطلبت سوران حسن منا بعض الزملاء للتحاور معها حول المشاكل ( هي الثالثة اصلا كانت كلها مشاغبين وملف المشاكل على طول )

 فلاش باك  عودة إلى ٢٠٠٢  

فى ٢٠٠٢ دخلت مسابقة الفيلم التسجيلى في مهرجان الإذاعة والتلفزيون وعملت فيلم اسمه دماء علي الاسفلت .. وده كان تاني سنة ادخل فيها المهرجان بعمل بعد فيلم عرائس السماء عن الفدائيات الفلسطينيات في العام الذي سبقه وله قصة أخرى )  وكان من العادة أن رئيس التليفزيون يشاهد الافلام وكانت السيدة زينب سويدان رئيس التليفزيون فشاهدت الفيلم واعجبها جدا واشتدت بى كمخرج وكنت وقتها اقدم اعمال برامجية أثارت انتباهها كثيرا ..المهم انه نوع من الاحترام المتبادل بيننا ..وكالعادة كانت مسألة تأخير الحقوق الماليه مسألة عادية معنا في القناة الثالثة وكالعادة نحتج ونتظاهر ونذهب حتي المكتب .. 

دخلت المكتب مع الزملاء ..ونفس نظرة سوزان حسن وقالت زينب سويدان : علي ايه ده هم المبدعين بيتظاهروا  ؟ 

اجبت عليها : هم المبدعين لا ياكلوا ..لا يلبسون ..هو حضرتك الاستاذ وحيد حامد والاستاذ مروان حامد بيشتغلوا من غير فلوس ..المبدع لازم ياخد حقه عشان يقدر يعيش مش يبدع .. حكاية أخرى .. ٣٠ ابريل ٢٠٠٩ 

كانت التحضير بمظاهرات التليفزيون التي بدأت في  ١ مارس واستمرت ٣ ايام احتجاجا على ما سمي حينها بالتطوير والاستعانة بعاملين من خارج ماسبيرو واقتحام الغرباء علينا المبني العريق والاسفاف في الصرف عليهم .. وكنت واخي وصديقي الغالي عصام سعيد من الداعين للتظاهر و قمنا بجهد مع الزملاء في القناة الأولي والثانية وكل الزملاء المشاغبين في الثالثه بالدعوة والدعم 

في ليلة التظاهر فوجئت تليفون من مدير مكتب سوزان حسن بعد أن أخبر المخبرين انني سأكون غدا في الشارع مع المتظاهرين ..و حوار طويل حول التظاهر وعدم الخروج للشارع وكذا وكذا .. وحول المخبرين ومن هم  أخبرتها أنني اعرفهم .. ولكن لك أن تبلغ السيدة سوزان حسن أنني كما انا مع الناس دائما ..وحين يكون الناس في الشارع ..فأنا في الشارع لأنني ضد كل ما يحدث في ماسبيرو اراه خرابا المبني الكبير ( ايام ما كان مبني كبير ) 

حكايه أخيرة في ماسبيرو .. ٢٢ يناير ٢٠١١ 

بعد مظاهرات ٢٠٠٩ كان السيد انس الفقى وزير الإعلام يحاول بشتى الطرق أن يحتوي ما حدث في  مارس ٢٠٠٩ .. وكان انس الفقي ذكي جدا واثق جدا في نفسه كنت اسميه الطاووس لاعتزازه جدا بما يفعل وكان قارئ جيد جدا وصاحب نظرية تختلف معها ولكنه كان مؤمن بيها .. والتقيت بانس الفقي أعقاب حركة اختيار قيادات جديدة بعد المظاهرات فقد رشحتني سوزان حسن رئيسا للقناة الثامنه وكان أحد احلامي أن أجعل من الثامنة وقناة مصرية وثائقيه 

واعترض أنس جدا على الترشيح فأنا واحد من الذين قادوا المظاهرات ضده ..والتقينا بعد ذلك حينما قال  أحد الموجودين أنه يثق جدا في ثقافتي وخبراتي و ايضا قال إنني معارض وناصري ولكن لا احد يستطيع ألا إن يقول إن علي ابوهميلة عاشق لتراب الوطن  

المهم طلب انس الفقي أن يلتقي بى .. وكان لقاءا عاصفا  وماخرج منه الوزير أنه أمام شخص واضح صريح ووقح .. ولكن المؤكد انني صادق جدا .. وصارت صداقه كبيرة مع انس الفقي . ومازلت احتفظ كثيرا بمحبة وتقدير لانس الفقي .فقد صرنا اصدقاء حقيقي ..و استمريت كما انا مخرج في القناة الثالثة حتي ثورة يناير ولا زلت احفظ قدر كبير من المحبة لانس الفقي .. 

في صباح السبت ٢٢ يناير ٢٠١١ كنت في لقاء انا وعصام سعيد في مكتب انس الفقي  كان انس استشعر القلق في الدعوة ل ٢٥ يناير ..وكان اللقاء أيضا عاصفا  وخلال اللقاء تركت مكتب الوزير. خرجت غاضبا وكان الحبيب عصام سعيد يحاول أن يكون أكثر هدوءا  ونزلت للقناة الثالثة بعد أن قلت للوزير انتوا مش ها تخلصوا غير بثورة .. 

بعد ذلك بساعات وبينما أنا في النادي الاهلي كلمني انس تليفونيا .. وكانت العادة أن يكلمني بعد اي لقاء ليقول لي أن أمن الدولة بيقول كذا والأمن القومي بيقول كذا ..وأمن التليفزيون بيقول كذا .وكان من عادتي أن اضحك واقول له : قولهم اننا اصدقاء .. طرفي نقيض ولكن اصدقاء . وكما أن لي اصدقاء من كل التيارات ..الصداقة ابقي من السياسة 

..لكن هذه المره قال لي اني : انت نازل المظاهرات يوم الثلاثاء  قلت له طبعا ..انا نازل في أي مكان ينزل فيه الناس ..انا مع الناس دائما وابدا .. دار حوار ساخن كان محوره  أن الأجهزة تلومه أنني صديقا له وداعيا للتظاهر واحد المشاغبين و كذا وكذا وكذا .. المهم قلت له : سيادة الوزير ..انا نازل المظاهرات أما الأجهزة حضرتك قول لهم انا ما اعرفوش .. ده شخص مجنون ..انما سأظل مع الناس و منهم مادمت حيا .

ختام وللابد. حينما يوجد الشعب والمصريون ..سأكون  دائما



NameE-MailNachricht