JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
أحدث المواضيع
Startseite

محمد عبد القدوس يكتب : إحسان عبد القدوس في ذكرى رحيله


الوحيد من عباقرة مصر الذي يتميز بمواهب ثلاث 

أنا بالطبع منحاز إلى حبيبي أبي، لكنني أقول بمنتهى الموضوعية أنك إذا درست سيرته بدقة فستجد أنه يتميز بثلاث مواهب إجتمعت معا في شخصه، وبذلك تميز عن غيره من المبدعين.

وأشرح ما أعنيه قائلا أنه كان صحفي شاطر جداً .. رفع كل المطبوعات التي تولاها إلى القمة في التوزيع خاصة "روزاليوسف وأخبار اليوم" التي تجاوز توزيعها أكثر من مليون نسخة في عهده وذلك لأول مرة في تاريخ الشرق الأوسط كله.

وكان ذلك أوائل السبعينات من القرن العشرين الميلادي .. وعدد سكان مصر لم يكن يتجاوز الأربعين مليون نسمة من بينهم عدد كبير من الأميين .. يعني ضرب رقم قياسي في التوزيع بين من يعرفون القراءة والكتابة.

وأساس نجاحه بالإضافة إلى عبقريته الصحفية كان الحب الذي يجمعه بمن يعملون معه في كل مطبوعة تولى رئاستها .. فهم يعتبرونه قدوتهم ومثلهم الأعلى، وأتذكر وأنا صغير أن زملاءه في "روزاليوسف" كانوا ينادونه باسم "سانو" وهو الاسم الذي اشتهر به في بيته وبين أصدقاءه المقربين.

وتميز حبيبي "سانو" بين كل الصحفيين المتميزين الذين ذاع صيتهم بأنه كان أديباً من الطراز الأول أشتهر في مجال الرواية خاصة في قدرته على التعبير عن مشاعر المرأة بدقة، والغالبية العظمى من قصصه تحولت إلى أفلام سينمائية ولا ينافسه في هذا الأمر سوى الأديب "نجيب محفوظ" .. وربنا يرحم الجميع.

والمجال الثالث الذي أشتهر فيه الكتابة السياسية، وفي يقيني أنه أحدث ثورة في هذا المجال .. وقبل "إحسان عبدالقدوس" كانت  الكتابة في هذا المجال من أهل التخصص وحدهم، وهي عادة مليئة بالمعلومات .. والأستاذ "هيكل" كان القدوة في هذا المجال بمقاله الشهير الأسبوعي في "الأهرام" "بصراحة" الذي ظل يكتبه لمدة ١٣ سنة في زمن "عبدالناصر"، وأربعين شهر في زمن "السادات" وبلغت ٧٥٠ مقال تقريباً قبل أن يترك رئاسة التحرير في عام ١٩٧٤، وبعدها بسنوات قليلة رأينا "سانو" يحدث ثورة في كتابة المقال السياسي حيث بدأ يكتب في مجلة "أكتوبر" التي أصدرها "أنيس منصور" بتكليف من "السادات" سلسلة من المقالات تحت عنوان "على مقهى في الشارع السياسي" عبارة عن "دردشة في السياسة" بين رجل عجوز وشاب متمرد جالسين على "مقهى" يدخنون الشيشة، وكانت هذه طريقة مبتكرة في الكتابة السياسية، ونقل هذا "المقهى" إلى جريدة "الوفد" برئاسة المرحوم "مصطفى شردي" رحمه الله عند إصدارها عام ١٩٨٤.

وهكذا حبيبي أبي له مواهب ثلاث لم تجتمع في غيره .. 

وأسألك: هل تعرف أحد غيره من عباقرة مصر تميز في أكثر من مجال؟؟ 


NameE-MailNachricht