JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
أحدث المواضيع
Accueil

د. أشرف الصباغ يكتب : أبناء محسن بيه و ميكروباص أصحاب ولا أعز


بدلا من أن تترك النخب تحت التشطيب وجحافل اللجنجية، أبناء محسن بيه المخلصين، الحراك المجتمعي يسير بهدوء، وتتخلى قليلا عن وهم ضرورة سيطرتها على كافة الأمور حتى تلك التي لا علاقة لها بها، وتلك التي تنشأ بنتيجة حراك مجتمعي وثقافي حقيقي، بدلا من كل ذلك، التقطت جحافل الحمقى ومعاول هدم الدولة المصرية الحراك المهم والذكي الذي ظهر مع عرض أحد الأفلام التي أنتجتها شركة أجنبية بممثلين مصريين ولبنانيين، وحولته إلى "ميكروباص" تافه وساذج، ودفعته إلى منطقة السذاجة والتسطيح كعاداتها. 

يبدو أن هناك لوبي غريبا يظن أنه يلعب لصالح النظام السياسي، بينما هو في حقيقة الأمر يعمل على تدمير القواعد الحقيقية للدولة المصرية العظيمة. هذا اللوبي الأحمق يمتلك المسوغات القانونية للتعامل مع السلطات القضائية والنيابة العامة من جهة، ويتمتع بنفوذ ما في البرلمان وفي الإعلام من جهة أخرى. أي في ثلاثة سُلُطات مهمة. وفي خضم الحراك الثقافي والفني المهم الذي نتج بفعل وعي العديد من المثقفين المصريين ووعي الكثيرين من "العفاريت الإلكترونيين" الحريصين على عدم الانزلاق إلى تفاهات النخب تحت التشطيب واللجنجية، ظهر أشخاص يمنحون أنفسهم ألقابا غريبة مثل مستشار يرفع قضية ويظل يتحدث بلغة ركيكة وأفكار مفككة لمدة 20 دقيقة أمام كاميرا مجهولة، معلنا أنه رفع دعوى يطالب فيها بكلام فارغ لا علاقة له بالعقل أو الضمير أو الثقافة أو الفن لدرجة أنه وصل إلى أحداث 25 يناير 2011 ليكيل لها الاتهامات مع ترسيخ العديد من القيم السلفية والرجعية والتي لا علاقة لها بالفن أو الثقافة أو المستقبل. كما ظهر أشخاص آخرون يقولون إنهم أعضاء في البرلمان وفي الوقت نفسه يعملون في الإعلام وفي البرامج الموجهة، ضاربين بذلك عرض الحائط بكل القوانين والأعراف، وخالطين بين السلطات في مرحلة تحتاج فيها مصر إلى دولة القانون والمنظومات القضائية المستقلة وإلى إعلام مصري حقيقي يقوم بدوره المهني والاجتماعي والتاريخي كسلطة حقيقية تروح ثمار جهودها إلى كل من الشعب والدولة بمؤسساتها الوطنية على حد سواء. 

يخرج علينا أشخاص غرائبيون يتحدثون بألسنة سلفية ورجعية ودينية، ضاربين عرض الحائط حتى بكلام رئيس الدولة عن ضرورة ما يسمونه بـ "تجديد الخطاب الديني" وتحسين سمعة البلاد وتطوير عقولها ومؤسساتها. وبخروج هؤلاء وبتصاعد نشاطات اللجنجية الحمقى، تم تحويل حراك مجتمعي وثقافي وفني بسيط وهادف إلى "ميكروباص" يعتم على كل شيء، ويهدر طاقة الجميع مقابل تحقيق أهدف رخيصة وقصيرة النظر. علما بأنهم يدركون جيدا أن لا سلطة لهم على شركة نيتفلكس ولا على ممثلي ومخرج ومنتتج الفيلم المذكور. ولكنهم يريدون أن يزيطوا في الزيطة على أعتاب الاحتفال بثورة 25 يناير، ويحولوا وعي الناس ورغبة المجتمع في حراك حقيقي إلى "هري" و"حماقة"، بينما ينتظر الناس في حزن ويأس وبؤس موجة ارتفاع أسعار، وهبوط سعر العملة الوطنية أمام الدولار.. 

لقد حولوا الحراك المجتمعي والثقافي بما يملكون من نفوذ في سلطات القضاء والبرلمان والإعلام إلى وصلة "ردح" منحطة يندى لها جبين أي مصري محترم يحترم بلده ويقدره ويتمنى له النهوض من تلك الحفرة التي أوقعه فيها أمثال هؤلاء الحمقى الذين يدمرون البلاد والمجتمع باسم السلفية والعادات والتقاليد تارة، وباسم الدين والنوازع الوهابية التي تشرَّبوها خلال عملهم مع دول أجنبية وتعاونهم مع مؤسساتها التي منحتهم الحظوة والمال مقابل تخريب بلادهم.

NomE-mailMessage