JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
أحدث المواضيع
Startseite

مجدي الحداد يكتب : الانطباع الأول أحيانا لا يدوم

 


عندما طالعت  خبر بعنوان : " أحزاب وهيئات مصرية : لم يبق إلا المقاومة " ؛

 قلت في نفسي ؛ ماذا حدث ..؟! 

وما هو هذا التطور أو التحول الدرامتيكي الذي طرأ فجأة على المعنيين الأصلاء الحقيقيين ، وأصحاب الشأن المصري ..؟!

وما أن قرأت الخبر  حتى أكتشفت أنه مثل تلك العناوين الخادعة التي تجذبك لقراءة شيء معين قد تولد للتو إنطباع لديك بأنه يندرج إلى مثل تلك المواضيع التي تشدك وتجذبك جذبا لقراءتها ، وذلك باعتبارها من أولويات القراءة والاهتمام لديك . و إذا بها تصدمني عندما داهمتني بمحتوي غير الذي توقعته تماما ، وحيث كانت تتحدث عن الشأن الفلسطينيي ، و عدوان جديد من عداوات و إعتداءات قطعان المستوطنين الصهاينة - والمدعومين غالبا من قبل ما يسمى بقوات الدفاع الصهيوني ، أو بالأحرى جيش الإحتلال ، وكذا قوات الأمن الصهيوني ، وذلك لأنهم أجبن من أن يقوموا بذلك بمفردهم ، وبمعزل عن تلك القوات - ومحاولتهم الإستيلاء على قطع أراضي جديدة يملكها فلسطينيون بالصفة الغربية المحتلة موضوعا وتدار شكلا بما يسمى ب " السلطة الفلسطينية " ، والتي ترتبط هنا برباط وثيق - وربما هذا هو الشرط الرئيسي لبقاءها - مع حكومة الإحتلال الصهيوني من خلال ما يسمى بالتنسيق الأمني والذي هو فحواه أو مضمونه ، و باختصار ، أن تقبض أو تسلم أو حتى تتخلص من أي عنصر فلسطيني نشط يقاوم الإحتلال .

وعلى أية حال ما توقعته في الخبر ، وبعد كل هذا الإنسداد لأي أفق لأي حراك إجتماعي أو سياسي ، أو كلاهما معا ، ومشروع . وتلذي لا تخطأه عين ولا عقل . ومع تسلط قوات الأمن وتغلغلها حتى في حياة المصريين الخاصة - وليس فقط حوا ما يجب ، ولا يجب أن يسمعون ويرون من برامج و أخبار ومسلسلات و أفلام ، وكذا ما يجب أن يأخذوه أو يمنعوا عنه من مواد تموينية ، وكخطوة تمهيدية لإلغاءها نهائيا ، وحيث كانت الخطوة الأولى في هذا الطريق ، أو حتى المنع التلقائي طويل الأمد لها ؛ وحيث انه بعد منع المتزوجين الجدد من الحصول عليها ، ستكون الخطوة الملازمة لذلك هو منع تجديدها ثانية حتى للورثة بعد وفاة أصحابها ..! - على أية حال فإن ما توقعته ، وبعد تلك " الخنقة " - وليس فقط القبضة - الأمنية هي دعوة المصريين إلى المقاومة السلمية مع سلطات الإحتلال - وممكن تمشي أيضا ؛ إختلال - الداخلي ، والتي باتت ، وفي واقع الحال ، أخطر و أكثر شراسة من الإحتلال الصهيوني ذاته بالنسبة للفلسطينين ، وذلك لأن الصهاينة لم يمنعوا الفلسطينين من الانتفاع بأي من مواردهم المائية المعروفة ، بينما حاكم مصر العسكري منع المصريون من الإنتفاع بأهم مورد ، بل المورد الرئيسي للمياه لديهم ، وهو النيل من خلال توقيعه المشؤوم على إتفاقية المبادئ .

وهو في الحقيقة لم يكتف فقط بقطع شريان حياة المصريين ، بل أحال حياتهم ، وحرفيا إلى حالة من العذاب ، أو العذابات اليومية ، وذلك من خلال سياساته العدوانية الهدامة ، والتي ما فتئ يداهمنا بها صباح مساء ، من ضرائب ورسوم جديدة ومتزايدة ، و رسوم تصالح ، وارتفاع معدلات كل ذلك ، و إتاوات مفروضة - ومرفوضة طبعا - في كل خطوة تخطوها في بر مصر ، وحتى مع كل تلك الضرائب و الرسوم والإتاوات ، لا نجد أي خدامات موازية لها ، أو حتى تحسين جودة ما هو متاح منها ، وحيث - وباعترافه هو شخصيا - لا تعليم ولا صحة ولا تشغيل ولا شغل حتى لاحد من أزمة البطالة ، وفوق ذلك التعذيب والتنكيل لكل من يجرأ بالجهر من الشكوى مما يحدث له من موت بطئ - وفي أحيان كثيرة وكئيبة يتحول إلى موت سريع من خلال الإنتحار الفردي أو العائلي ، وغير المسبوق في كل تاريخ مصر - من قبل أجهزة بطش النظام ، و أحيانا لا يقع العقاب فقط على من يعارض أو يعترض على سياسات الموت البطئ أو السريع ، ولكن يمتد أحيانا كثيرة إلى التنكيل بأبناءه وربما أسرته كلها حتى ولو كان منهم مؤيدا للنظام أو غير معترضا أو مباليا على كل تجاوزاته العدوانية والعدائية ..!

و أخيرا ؛ كم كنت أرى ، وأتمنى أن تكون أولوية الدعوة لتلك الهيئات والأحزاب المصرية موجهة ضد سلطات الإحتلال الداخلي في مصر أولا ؛ ولما بقى نتحرر إحنا الأول ، نبقى ندعو غيرنا للتحرر . والسؤال هو ؛ أفلا يقابل إستيلاء الصهاينة على أراضي الفلسطينيين بالقوة لدينا نزع ملكية الأراضى بدعوى المنفعة العامة ..؟! ، و أفلا يقابل ظاهرة " الترانسفير " الصهيونية تجاه الفلسطينيبن ، ظاهرة الإخلاء القسري للمصريين في جزيرة الوراق مثلا ، وشمال سيناء ، وغيرهما ..؟!

ثم لماذا نحرم أيضا من مواردنا وثرواتنا في المتوسط ، وفوق ذلك تزيد الضرائب علينا ، وتفرض أخرة جديدة كل يوم ، قم نحرم حتى من نيل مصر ..؟!

فعل هي حرب إبادة على المدى الطويل ..؟!

وقمة الاستخفاف ، والسفه والسخف ، والاستفزاز ، أن يقول : " خايف أموت قبل أن أحقق ما تمنيت أن أحققه " ؛ ما يعني ، وفي نهاية المطاف ، فقدان الأمل نهائيا في التداول السلمي في السلطة .

ولا يسعني في الختام إلا أن استعير عبارة د. يحي القزاز  " المقاومة هي الحل " .

NameE-MailNachricht