انقضى شهر العسل الذي قضاه محبوب مع زوجته نانسي الشحات بين جزر المالديف و تايلاند و عادا إلي مصر إلي شقتهما الفاخرة في احدى مناطق ضواحي القاهرة الجديدة ذات الأسماء الأجنبية! كان لديهما خادمة من احدى دول جنوب شرق آسيًا و طاه و سائق
كانت نانسي سعيدة لكن محبوب لم يكن كذلك وكان يتجنب المكوث في المنزل فترات طويلة شاغلا وقته بعمله الإعلامي في تقديم برامج التطبيل و النفاق و المديح في برنامجه الخاص و الظهور ضيفا على القنوات السعودية و الاماراتية لتمجيد و نفاق الحاكم
كان محبوب قد طلب من أبو النجا الشحات تزكيته لدى قناة سعودية يمتلكها أحد الأمراء النافذين في المملكة و المعروف بتردده على مصر كمستثمر في مجالات متنوعة و انخراطه في أعمال وأنشطة اعلامية و ثقافية و رياضية و بلغ تدخله في الشأن المصري حدا أكسبه كراهية العديدين فمل منه المصريون ولا سيما الشباب من مشجعي الاندية الرياضية و شرعوا في الهتاف ضده و إهانته في الملاعب بأغاني بذيئة للغاية
رتب الشحات ميعادا لمحبوب مع الأمير كما وعده، كان اللقاء فاترا فلم يكن الأمير مقتنعا ب محبوب كواجهة إعلامية مرموقة تجذب المشاهد و يتذكر سقطاته في بداية عمله حين كان يخلط بين المدن و العواصم المختلفة و أسماء الشخصيات و الأحداث التاريخية و يمد المشاهدين بمعلومات مضللة أو خاطئة من محض خياله
أكد الأمير المحبوب أن القناة التى يمتلكها مكتفية حاليا بالاستاذ نمر هديب و ليسوا في حاجة لخدماته و شكره و أنهى المقابلة
لاحظت نانسي أن زوجها محبوب يتجنبها و دائما ما يجلس بمفرده في غرفة مكتبه أو في الشرفة و عندما حاولت ملاطفته و الحديث معه نهرها بشدة و بدأ في السب و اللعن في الزواج و تطاول عليها و على والدها متهما اياه بالتخلي عنه بعدم الوقوف بجانبه ودعمه بما يكفي لينتقل للقناة السعودية التي تجزل العطاء بالدولار للإعلاميين
كانت نانسي تعلم انها ليست جميلة و كانت تحب محبوب رغم انه لم يكن يبادلها اي مشاعر أو عواطف بل كان يؤدي واجباته الزوجية بصورة روتينية رتيبة كما لو كان أحد عمال الصيانة ثم يغط في نوم عميق
اتصلت نانسي بوالدها و ألحت فحدد ميعادا لمحبوب في بيته وذهب محبوب لحماة المستشار أبو النجا الشحات ليشكو له من تعسف الأمير معه
محبوب: يرضيك يا سعادة المستشار الأمير يرفض تعييني في القناة و يزحلقني كده! كله من الزفت نمر هديب اللي واكل الجو و القناة رفعت مرتبة و مخصصاته ل ١٠ مليون دولار في السنة
الشحات: طيب ما انت بتاخذ ١٠ مليون برضه
محبوب: اه بس جنيه مصري معاليك
الشحات: و ايه رأيك انه ها يعينك و رجله فوق رقبته وهو يبوس على دماغك كمان.
محبوب: ازاي يا باشا؟
الشحات: هو الأمير في زيارته لمصر مين اللي دائما لازق له و طالع معه في كل الصور و يرافقه في كل تحركاته؟
محبوب: رجل الأعمال أحمد الصادق صاحب شركات مواد البناء والاسمنت و السيراميك ..رجل بتاع ربنا و فاتح ملجأ للبنات و يرعاهم حتى المرحلة الجامعية ..الله يكرمه و يعمر بيته و يبارك في عمره
ابتسم الشحات ابتسامة واسعة أظهرت أسنانه الضخمة الصفراء و زاد الشارب الكث وجهه بشاعة قائلا: بتاع ربنا ايه و ميزان حسنات ايه! أول مرة اشوف ضبع يخلف جحش! الصادق ده اقذر شخص في بر مصر! و غاوي بنات صغيرة و نص ثروته كسبها من توريد البنات للأمير
محبوب: يا سلام ..طيب ازاي! ده كلام لا يًُعقل اذا كان هو ولا الأمير مش محتاجين كده اساسا ! و بفلوسهم ممكن يجيبوا احلى موديلات و ستات في العالم كله
الشحات: غبي زي ابوك! ده انحراف جنسي و سببه مرض نفسي اسمه بيدوفيليا يا جاهل يا ابن الجاهل… هم غاويين بنات أقل من ١٨ سنة و فقرا ..و لعلمك أحسن وقت عندهم لمعاشرة البنات لما تكون لسه واصله الملجأ متربة و شعرها منكوش و رائحتها تقرف الكلب
محبوب: خلاص يا عمو ها أرجّع مش قادر
الشحات: البلد دي ممسوكة بيد من حديد و كل شئ مسجل على سيديهات صوت و صورة و يطلع وقت اللزوم يا مغفل! روح انت لمراتك و ما تزعلها ابدا علشان انت عارف انا ممكن اعمل فيك و في ابوك واهلك كلهم ايه؟
هي مكالمة واحدة من لأحمد الصادق والموضوع يخلص
بعد أسبوع من لقاء محبوب مع الشحات ظهر محبوب مع سمو الأمير على شاشة القناة السعودية وهو يوقع عقدا بقيمة ١٠ مليون دولار لتقديم برنامجين أسبوعيا الأول يختص بالشئون المصرية (والتطبيل للقيادة السياسية) في مصر والثاني بعنوان "نظرة على الخليج" و يهدف لدعم موقف التحالف في حربه على اليمن
خاتمة مؤقتة: لا جديد تحت الشمس
عسران بخير و أمان
و أولاده يعملون و يكسبون و يكونون الثروات الطائلة من دم الشعب المقهور المخدوع
أن ينال عسران و اسرته جزاءهم العادل جراء ما اقترفوه من سرقة و نهب و فساد أمر بعيد المنال في الوقت الراهن السلطة الحاكمة شريك عسران و كل عسران