أما خميس الابن الأصغر لـ عسران و أكثرهم انخراطا في نشاط والده الإجرامي فقد انقطع عن الدراسة فور حصوله على الثانوية العامة بصعوبة ومشقة بالغة ورفض محاولات عسران لمساعدته في الحصول على شهادة جامعية باي طريقة او إرساله للدراسة في الخارج مثل أخيه محبوب.
كان عسران فخورا بمحبوب فقد استقل بنفسه بعيدا عن أساتذته أحمد كوسا و نمر هديب و تمكن من تطوير قدراته في النفاق والمداهنة و التهليل لكل ما تقوم به القيادة السياسية حتى أصبح له برنامجا يبث فيه الأكاذيب والترهات و المبالغات الفجة بعنوان -انجازات الاسبوع مع محبوب
نشأ خميس محبا للسفر و السياحة و قضى عطلة الصيف بين الصفين الثاني والثالث الثانوي في جولة في اوروبا مع بعض ابناء المسؤولين من الطبقة المخملية من أصدقاء والده و أعجبته الحياة في جنوب إيطاليا بصفة خاصة و صمم على قضاء فترة طويلة هناك
بعد حصوله على الثانوية سافر خميس لايطاليا بفيزا دراسة صورية دفع فيها عسران مبلغا كبيرا. تعلم خميس اللغة بسرعة بسبب عشقه للحياة هناك و رغبته في الانخراط في المجتمع الإيطالي بقوة
اتخذ خميس صديقة ايطالية تدعى مونيكا و أقام معها في شقة بمدينة باليرمو و كان ينفق عليها ببذخ شديد مما أثار دهشة مونيكا و الحت عليه في السؤال عن مصدر هذا المال الوفير حتى ضاق بها ذرعا و صارحها بطبيعة نشاط والده الإجرامي و تجارته في المخدرات و السلاح و تخصصه في فرض الإتاوات وتلقى الرشاوى و الإكراميات من الأهالي لقضاء حوائجهم مستغلا صلاته المتشعبة بالطبقة السياسية في القاهرة و الفاسدين من نواب البرلمان ومجلس الشيوخ
اخذت مونيكا تضحك بشدة حتى كادت تفقد الوعي و قالت: هذا ما كنت تخفيه عنه طول الوقت يا خميس؟
خميس: في الحقيقة كنت أخجل من كون والدي مجرم معروف في مصر و لا يمتهن مهنة محترمة مثل والدك؟
مونيكا: والدي!!! هههه والدي اشهر من نار على علم في باليرمو
خميس: لعله مهندس كبير أو طبيب معروف هناك؟
مونيكا: لا بصراحة ابي هو جيوفاني دي ماريو و بصراحة كده هو من زعماء المافيا و نشاطه الأساسي تهريب الكو**كايين لالبانيا و صربيا و تركيا و بلاد عربية كمان!! تحب تتعرف عليه؟
خميس: طبعا ده احنا كده ممكن نعمل شغل كبير
اصطحبت مونيكا خميس لمقابلة جيوفاني الذي تردد اولا في الموافقة على زيارته لكن خميس استطاع خلال اليوم الذي قضاه في مزرعة جيوفاني أن يكتسب ثقته بل و موافقته على شحنة صغيرة لمصر كتجربة مبدئية
لم يستطع خميس تمالك اعصابه من الفرح بانتزاعه موافقة جيوفاني و اتصل بـ عسران و اخبره عن نيته ارسال شحنة من الاحذية الايطالية الفاخرة لميناء الاسكندرية و تأكيده على ألا يقترب منها أحد من رجال الجمارك او يلمسها اطلاقا
فهم عسران العريق في الإجرام على الفور ما يعنيه خميس!…. و طمأنه قائلا: اعتبرها وصلت زي ما هي بالبلاستيك حواليها… انت نسيت ان ملك الجمرك الحاج "مراد عمران" الذي أوصاه بطل الحرب والسلام -الله يرحمه- على اسكندرية قبل ما يموت يبقى اخويا و حبيبي…ابعث يا خميس ابعث..جزم شنط ..و بدل رجالي و خصوصا المبطنة الله يكرمك٠