وهذا ليس سؤالا عن الاتحاد السوفيتى بقدر ما هى دعوة للبحث فى اسباب الفشل والهزائم فى تجارب امم وشعوب العالم وفى تجاربنا وتاريخنا الحديث من باب أولى، حتى لا نكررها ونتجنب ذات المصير.
فهل كان الاستبداد ام النظام الاشتراكى ام عنصرية الروس ضد باقى القوميات ام تفوق الغرب واختراقاته ام ماذا، هو السبب الرئيسى لانهيار الاتحاد السوفيتى وتفككه؟
وفى تجاربنا العربية، لماذا عادت كل أو غالبية الدول العربية التى استقلت بعد الحرب العالمية الثانية الى مستنقع التبعية؟
وكيف آل بنا الحال بعد ما يزيد عن مائة عام من نضال الشعوب وكل تضحياتها الى العجز عن تحقيق اهدافنا الكبرى فى الاستقلال والديمقراطية؟
ولماذا عجزنا خلال قرن من الزمان، انظمة ومنظمات وحركات مقاومة عن تحرير فلسطين؟
وكيف انتقلنا من اللاءات الثلاثة (لا صلح، لا تفاوض، لا اعتراف) الى الهرولة الى التطبيع مع اسرائيل والتحالف معها؟
ولماذا اختفت كل الدعوات الى الوحدة و التضامن العربى، لتحل محلها انقسامات وصراعات ومحاور وحروب طائفية وعربية/ عربية، تستهدف المزيد من التفتيت والتجزئة؟
ولماذا فشلت من داخلها او ضربت من خارجها، كل تجارب التحرر الوطنى والقومى فى مصر والعراق وسوريا وليبيا؟
ولماذا انتقلت قيادة المنطقة من دول عربية كبرى مثل مصر وسوريا والعراق، الى عائلات وممالك وامارات النفط والغاز؟
ولماذا فشلت كل التيارات والقوى السياسية المعارضة من اسلاميين وقوميين وماركسيين وليبراليين، متفرقين او مجتمعين فى تحرير اى دولة عربية من انظمة الحكم التابعة والفاسدة والمستبدة؟
ولماذا فشلت كل ثوراتنا العربية التى تفجرت فى العشر سنوات الاخيرة؟
واسئلة أخرى مماثلة وكثيرة ..
لا يجب ان يثير طرحها اى مشاعر من اليأس والاحباط، وانما هى لاثارة وتحفيز العقول والهمم للبحث عن الاجابات الحقيقية والشجاعة كشرط حتمى وأولى لتحقيق النصر والنجاح القادم لا محالة باذن الله.