JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
أحدث المواضيع
Accueil

حكايات إحسان عبدالقدوس :يقدمها:محمد عبدالقدوس


 حبيبي أبي يحكي عن نفسه بطريقة غريبة وملفتة للنظر

مقال قديم لحبيبي "سانو" وهو الاسم الذي إشتهر به في بيته وبين المقربين منه.

يتعلق بعيد ميلاده، وستلاحظ حضرتك على الفور أن مقاله مكتوب بطريقة غير تقليدية وملفتة للنظر.

وبدأ كلامه بالقول:

 (أول يناير قبل سنوات)..

في مثل هذا اليوم وفي منتصف الليل تماما وبينما كان التاريخ يقلبه صفحات الزمن من عام إلى عام، والعالم يرقص ويتبادل الأنخاب والقبلات تحية لعام ۱۹۲۰، وكان المصريون في ثورتهم يحصدهم رصاص الإنجليز ليخمد في حناجرهم صوت الحرية والاستقلال. دوت "واء.. واء" في أذن الوجود تبشر بمولدي السعيد!! 

واستمرت حياتي إلى اليوم، صورة من ليلة مولدی : 

رقص ودموع، ودم وقبلات ولكمات  وضحكات وعرق، وظلمات تبددها الأنوار.. ولا أذكر في حياتي أني ربحت ربحا سهلا أو حققت أمنية بمجرد أن طلبتها من الله، أو خطوت خطوة اعتمدت فيها على الحظ وحده..

كتبت أول قصة في حياتي عندما كنت في العاشرة من عمري ، وكانت قصة تمثيلية أردت من اطفال الحي أن يقوموا بتمثيلها، ولكن أحد أقربائي وكان يقوم بالإشراف على حياتي المدرسية لمح القصة في يدي فضربني ضربا مازالت آثاره فوق جسدي، ومزق القصة، فحاولت الانتحار ثم فضلت عنه أن أهرب من المنزل، وقد هربت ليلتها وأعدت كتابة القصة على ضوء مصباح الشارع وقمنا بتمثيلها في اليوم التالي..

وكتبت أول خبر صحفي عندما كنت في السنة الرابعة الابتدائية بمدرسة "خليل أغا" الملكية، وكان خبرا عن نجل المغفور له "زكي الإبراشي" باشا وكان طالبا معي في نفس المدرسة، وقدمت الخبر إلى "مصطفى أمين" بك وكان يتولى تحرير باب الطلبة في جريدة "روزاليوسف" فهنأني عليه ثم مزقه، وأعاد كتابته وعرضه على الأستاذ "التابعي" فهنأه عليه ثم مزقه وكتبه من جديد!!

وعلم ناظر المدرسة أني أنا الذي أوصل الخبر إلى الجريدة، فناداني وضربني "قفا" ثم صادرني من المدرسة لأنه لم يستطع أن يصادر المجلة.. ورفت!

وعندما كنت في الرابعة عشرة من عمري أردت أن أسافر إلى الإسكندرية في الصيف فمنعني والدي ومنع عنى النقود وكان لى "حصالة" صغيرة كنت أحتفظ بها للأيام السود وكانت تحوي تحويش العمر كله.. واعتقدت أن أيام الصيف في القاهرة هي الأيام السود فحطمت الحصالة وكان بها خمسة جنيهات أخذتها وهربت إلى الإسكندرية، وقضيت هناك ثلاثة وثلاثين يوما كنت خلالها أطهى طعامي بنفسي  وأغسل ثيابي بيدي وأكنس وأمسح الكابين الصغير الذي كنت أقيم فيه..  وكتب عني يومها الأستاذ "فكري أباظة" بك في جريدة المصور مشيدا باعتماد الشباب على نفسه, وقد اعتبرت نفسي يومها عظيما من العظماء الذين تكتب عنهم الصحف، رغم أنه كان يسرني أن أعتمد على والدي لا على نفسي في التصييف !!

والصورة التي بين يديك لجدي "محمد عبدالقدوس" مع أطفال عائلته وبينهم حبيبي فوق رأسه مباشرة بين إثنين يلبسون "الطرابيش". 

وأسألك: أليس ما كتبه عجيب وملفت للنظر؟؟ 

NomE-mailMessage