1- حسني مبارك
العراق حاربت إيران وصدام احتل الكويت والعراق اتفرض عليها عقوبات والأمريكان احتلوا العراق وصدام اتشنق..الأمريكان ضربتهم فضيحة إيران-كونترا ومونيكا لوينسكي، برجين التجارة اتضربوا، والمارينز سحقوا كابول وبغداد، صقور ومحافظين ثم رئيس أسود..ألمانيا كانت جزأين، شرق شيوعي وغرب رأسمالي، السور سقط وبقت دولة موحدة، هيلموت كول بطل الوحدة القومي، ثم هيلموت كول بطل فضيحة التبرعات، شرودر يأتي ويسقط، وميركل تفوز مرتين بالإنتخابات..موسكو كانت في مرحلة إنفراجة في علاقتها بواشنطن، حرب الفضاء بدأت، وسباق التسلح اشتعل، وأفغانستان راحت في الرجلين، ومعها الإتحاد السوفياتي..نهاية التاريخ وجورباتشوف بطل البريسترويكا، والروس مكنوش لاقيين السجائر والخبز، والبلد كلها أوشكت علي الإفلاس عام 1998 بعد سقوط الروبل، يلتسين يموت وزمرته تُسجن أو تُصفي، القيصر الجديد يأتي، مكنش قيصر، كان ظابط استخبارات مغمور وفي 10 سنين قدر يسترد جزء من هيبة موسكو بأدواته المفضلة السلاح والجاز..كان لسه فاليري جيسكار ديستان بيلم شنطه بعد فضيحة الماس اللي خده هدية من بوكاسا آكل لحوم البشر في إفريقيا الوسطي، وميتران يدوب بيرتب الإليزيه، قبل ما يبعت طيرانه يضرب جيش القذافي الغازي لتشاد بدل المرة إثنين، 14 سنة قبل ما يموت بكانسر، ويصعد خصمه اللدود شيراك، يسافر القدس ويفكر نفسه وسيط، فيتعرض لمضايقات من الجنود الإسرائيليين، يتضايق ويرجع يركز في مشروع أوروبا الموحدة..أوروبا كانت يادوب سنة 1981 تجمع اقتصادي اسمه EEC وقعدوا 10 سنين يتخانقوا مع تاتشر علي وثيقة كراكسي عشان يأمنوا عضوية للمملكة المتحدة مع استثناءات، الوحدة تكبر، والزعماء يتجمعوا ويوقعوا معاهدة ماسترخت، ويعملوا سوق إقتصادي كبير بدون تعريفات، وعملة موحدة، والإتحاد اللي كان 12 عضو، بقي 27 في 2007 وماسترخت بقي جنبها لشبونة..شيراك عارض غزو العراق وتوماس فريدمان كتب مقاله الشهير في نيويورك تايمز ‘‘حربنا مع فرنسا/ Our War with France‘‘، وشيراك رجع صالح بوش، وراح شيراك وجاء ساركوزي وفرنسا رجعت الناتو بعد 40 سنة غياب.
إفريقيا 1981 كانت حزب واحد وزعيم ملهم، بس شوية دول عدّلوا أحوالهم بعد 1990 وعقدوا مؤتمرات شعبية وبدأوا عملية دمقرطة بطيئة، شوية نجحوا زي بنين وكينيا، وشوية خفتت صراعاتهم مع إنتهاء الحرب الباردة زي أنجولا، ومانديلا خرج والفصل العنصري سقط، بس كان في شوية لازم يتعلموا الدرس بثمن باهظ، سيراليون وليبيريا وزائير إلي حروب أهلية، ورواندا إلي أفظع إبادات النصف الثاني من القرن العشرين، ب 800 ألف في 100 يوم في 1994 قبل ما تفوق وتوصل 2011 وهي أعلي إقتصادات القارة نموًا..الصين كانت لسه بتكتشف العربيات، الناس مكنوش بيركبوا غير العجل في بلد دخلها القومي كان 280 مليار $ سنة 1981 وفي 2011 كان الدخل القومي 8000 مليار $، والجيش عند جيرانهم في كوريا الجنوبية كان بيدبح سكان مدينة جوانجو بعد حصارها سنة 1981، كانت سيول يادوب بتنتج ب 100 مليار، وفي 2011 وصلت لألف مليار $ ونظام حكم ديمقراطي..جنبهم الهند..كان يحكمها أنديرا غاندي، قُتلت علي يد حراسها السيخ بعد سحق المعتصمين في معبد أمريتسار، ثم جاء ابنها راجيف غاندي، وانتهي به الحال قطع متناثرة بعد تفجير فتاة سيرلانكية نفسها أثناء تقديمها باقة ورد له، إحتجاجاً علي تورط الجيش الهندي في حرب الحكومة السيرلانكية ضد متمردي التاميل، والبلد لما بدأت تشم نفسها، وتبص في الإحتياطي لقت أقل من مليار $ سنة 1991، وفوقهم 80 مليار $ مديونية، بعد إرتفاع أسعار النفط عقب حرب الخليج، وإنهيار نظام المقايضة مع الإتحاد السوفياتي، ثم يأتي تشيد أمبرام ومونتيك سنج ويقودا الهند للخروج من كابوسها الإقتصادي ويُصبح ناتجها القومي 2,5 تريليون $..سيرلانكا نفسها بدأت أطول حرب أهلية وأنهتها في عهد مبارك بعد 26 سنة قتال..مهاتير محمد وضع ماليزيا علي خريطة الإقليم الآسيوي، وظهر مصطلح النمور الآسيوية في الأدبيات الإقتصادية، الديكتاتوريات العسكرية تتهاوي تباعًا في أميركا الوسطي واللاتينية، لولا دا سيلفا في البرازيل، والمكسيك تُصدر ب 300 مليار $ لأميركا وناتجها القومي يُصبح تريليون $..قطر كانت إمارة غاز خارج نطاق الخريطة، وبقت بتعمل وساطات في لبنان والسودان، وتركيا قفزت إلي مجموعة العشرين، ولبنان أنهت حرب أهلية بحصيلة مائتي ألف قتيل وإتفاق الطائف، الصهاينة دنسوا بيروت في أول عهد مبارك وانسحبوا من الجنوب في أوسطه وضربوه مرة تانية في آخره، ورفيق الحريري خلع العقال السعودي وبقي زعيم السنة، و1000 كجم متفجرات نقلته للرفيق الأعلي، ولجان تحقيق دولية، وجاء الشيخ سعد، ومن خناقة لخناقة مع حزب الله، اللي مكنش موجود من 30 سنة وبقي ركن في السياسة اللبنانية.
جلال أمين - إن لم تخني الذاكرة - كان قد استخدم مقاربة مماثلة وهو يُفصّل في مفهوم ‘‘الدولة الرخوة‘‘ علي إمتداد كتابه مصر والمصريون في عهد مبارك، وقمت بإقتباس الفكرة مع التوسع كثيرًا في سرد شواهد 30 سنة تغيّر فيهم العالم من 1981-2011..30 سنة حرفيًا سقطت فيها دول وانبعثت، وانمحت أخري من الخريطة بتذكرة ذهاب بلا عودة، وصعدت قوي إقتصادية عملاقة، وتشكّلت أقاليم إقتصادية وازنة، وتحولّت أنظمة حكم من شمولية لديمقراطية، ومرّ زعماء وأتي آخرون..فقط المتكلس مبارك نجح بصورة استثنائية أنه يحط مصر بره الحضارة من بابه..دور مصر إيه في الإقليم والعالم في عهده أمام كل تلك الأحداث الجسام؟ شاهد مشافش حاجة..تستغل فراغ قوي؟ لأ..تقلد اللي تقدموا؟ لأ..تفرض نفسها كوسيط؟ لأ..تبقي أي حاجة في الكوكب؟ لأ..تقزمت واضمحلت وتضاءلت حتي بات الكل يعبث في كل فناء حيوي حولها..30 سنة، لن تتذكر فيهم سوي الإفقار والرمية علي أرصفة المستشفيات..عسكري بليد أفقد مصر كل دور ممكن، علي الهامش في إفريقيا، وذيل في رجل السعودية في الإقليم العربي، وصديق للصهاينة يبيع لهم الغاز اللي مكناش لاقيينه في بيوتنا برخص التراب..الشيبة اللي علي رأسه ، شيبة راحة وتكلس وعفن، شيبة واحد لا شال في يوم هم بلد، ولا سعي علي ولادها، شيبة
2-وضاع الشعب ياولدى
الثورة رفضت ان يكون لها " عقل " وظنت ان المظاهرات هى هدف فى حد ذاتها
مثلها مثل الطفل الذى وجد لعبه طريفه فظل يلهو بها رافضا ان يفكر فى المستقبل وفى الخطوة القادمه ..
الثورة كانت تمزح وتمارس " الطفوليه " و" الهبل الثورى " بينما كان نظام مبارك يحلل ويخطط ويدرس خصومه جيدا ..
كان نظاما " غبيا " هذا مؤكد ... ولكن " الغبى المنظم " يهزم " الذكى الاهبل "
تماما كما تهزم السلحفاة الارنب فى سباق الجرى ...
اعتمد النظام على نقطة ضعف القوى الثوريه وهى عدم اكتراثها بتكوين تنظيم ثورى يقود الثوره , وارتاحوا جدا لتصدى الاخوان لملء الفراغ التنظيمى للثورة لسببين :
1 ـ انهم يعرفون الاخوان جيدا ويعرفون اساليبهم وتكتيكاتهم ومن السهل عليهم السيطره عليهم فى الوقت المناسب على عكس تنظيم ثورى جديد يكون مجهولا لهم ولايعرفون كيفية التعامل معه .
2 ـ هم يعرفون ان للاخوان كتنظيم سياسي خصومات هائلة مع شرائح متعدده فى المجتمع ومنها الاقليات الدينيه والاقليات السياسيه فكان كل ماعليهم ان يتعاونوا مع الاخوان ويتركونهم يتصدرون المشهد ويتركوا للتفاعل السياسي الحزبى التقليدى ان يأخذ مجراه وان ينسى الناس الثورة ويتذكروا فقط الخلافات السياسيه التقليديه ..
لقد شغلوا الشعب بالصراع السياسي الحزبى فتم امتصاص الطاقة الثوريه فى العاب انتخابيه متكررة خرجت منها الثورة كسيحه ومكروهه ..
لقد امتصوا الصدمه الثوريه وحولوا الطاقة الثوريه من وجهتها : شعب فى مواجهة النظام الى : احزاب فى مواجهة الاخوان ...
انا لااريد ان القى الحمل بالكامل على الثوار والاخوان لان لهم بعض العذر والذى وان كان لايبرر هذا السقوط الثورى الا انه يمنع " العار الثورى " ..
وهذا العذر هو ان النظام القديم استثمر فى تحركاته المؤسسه العسكريه بحكم رصيدها المعنوى لدى الشعب المصرى ..
المصريون تقليديا يحبون الجيش ويقدرونه بل ان الثوار صفقوا للدبابات وهى تدخل ميدان التحرير فى مشهد عجز العالم عن فهمه لانه بالنسبة اليهم فنزول الدبابات له معنى وحيد هو ان النظام قرر التصدى للثورة مع ان الثوار اعتبروا نزول الدبابات نصرا للثورة وظلوا يخدعون انفسهم بهذا الوهم حتى بعد موقعة الجمل وقيام الدبابات بفتح الطريق للمعتدين بل ودخل الجنود الدبابالت واغلقوها على انفسهم تاركين الثورة تواجه مصيرها