هل كان كفار قريش يتمتعون بقيم وأخلاقيات يفتقدها معظمنا ..؟
انظر اليهم حين وصلوا الى مفترق الطرق مع رسول الله وأيقنوا بخطره على سلطانهم وقرروا الخلاص منه بقتله ..
لم يجرءوا على تسور بيته وانتهاك حرمته وتربصوا به خارجا ليفتكوا به عند خروجه خشية أن تقول العرب أنهم انتهكوا حرمة بيته وبناته..
ومن سبقهم من البغاة كانوا افضل منا حالا ،،
فها هو النمرود يناظر ابراهيم عليه السلام على الملأ ويقارعه حجة بحجة حتى اذا جاء ابراهيم بحجة لم يقدر على مقارعتها بأخرى بهت ولم يقدر على الرد ..
ورغم ذلك خرج ابراهيم من بين يديه فى مجلسه وبين جنده سالما ..
وها هو فرعون الذى كان يقول لقومه :
أنا ربكم الأعلى .. وما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد
( كما يفعل بعضنا اليوم بكل جرأة )
يجمع الناس لمناظرة موسى رغم قدرته على قتله او حبسه او نفيه ..
وانتهت المناظرة بفوز موسى ورغم ذلك خرج موسى من يدى فرعون سالما ..
أما نحن رغم كفرنا بكل هؤلاء وإيماننا بالله العدل نأبى على غيرنا أن يختلف معنا ولو قيد أنمله ،،
وإذا كان لنا عليه سبيل فعلنا به الأفاعيل ..
كل البغاة عبر التاريخ كانت لهم حدود أخلاقية لا يتخطونها ..
أما نحن وحكامنا فى كل منطقتنا العربية فقد قررنا أن ننتهك كل الحدود والحرمات مع كل من يختلف معنا ولو كان مجرد اختلاف فى الرأى ..
حاول النظر لتفاصيل الصورة من أدناها لأعلاها ،،
من الأخ الذى يتجبر على أخته ليحرمها من حقها فى ميراث أبيهما ،،
الى الجار الذى يتجبر على جاره بسلطة يملكها أو يملكها أحد أحبابه ،،
الى مسئول صغر أم كبر يستغل موقع مسئوليته فى غير ما أسند اليه ويتجبر على من هم تحت مسئوليته ،،
فهل نحن أسوأ من جاء من نسل آدم عبر التاريخ ؟؟
وكيف نقرأ قوله تعالى :
( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ) ونحن على هذا الحال المزرى ؟؟!!
وهل نرى أننا بما نحن عليه نستحق أن يخاطبنا ربنا سبحانه بقوله الكريم فى هذه الآية أم أننا بتنكبنا عن الطريق المستقيم قد أخرجنا أنفسنا من نطاق مظلة آيته ؟؟!!
سؤال أسأله لنفسى وفى نفسى غصة مما نحن عليه .،