البعض عند حدوث أزمة على مستواه الشخصى أو العام يصف الأيام بأنها سودة والسنين بأنها أسود من قرن الخروب ! وكل عام فى مثل هذه الأيام يطلقون على حملة تخفيضات على السلع الجمعة السوداء لأن هذا الـ black Friday كان مرتبطًا بالأزمة الإقتصادية والأوضاع المالية التي حصلت في أمريكا عام 1869 وتوقفت حالة الشراء والبيع وركدت البضائع لتعلن الدولة عن تخفيضات كبري عن السلع والمنتجات لتنشيط الأسواق...فربما سمى بذلك لأنه كان أسوداً على التجار أبيضاً على المستهلكين...وهكذا الأمريكان يظللون أيام معينة فى حياتهم باللون الأسود فهناك الثلاثاء الأسود يوم إنهيار بورصة وول ستريت وهو إنهيار لسوق الأسهم الأمريكية ففي يوم الثلاثاء 29 أكتوبر 1929 حيث ضربت أسواق الأسهم العالمية أزمةٌ عاتيةٌ لم تشهد لها مثيلاً من قبل...
ومصر لم تنجو من التسمية من قبل الصحافة وجماعات حقوق الإنسان والمعارضة حيث إعتبروا يوم حادثة الأربعاء "الأسود"هي حادثة جرت في مصر يوم 25 مايو 2005 أمام نقابة الصحفيين حيث إعتدى بعض مؤيدي مبارك بحضور رجال الأمن جسديًا على الصحفيات المتواجدات صدفة والمتظاهرات أمام نقابة الصحفيين إعتراضًا على التعديلات الدستورية التي أجراها الرئيس السابق في 2005 المعروفة "بمواد التوريث" وكان ذلك اليوم من أبشع أيام مبارك فى إنتهاك حق المعارضة العلنى فى الاحتجاج وكانت مثل هذه الممارسات مسمارا فى نعش عهد مبارك وخطة التوريث...
وفى السعودية إعتبروا ذلك الأربعاء أسود حيث حادث فيضانات جدة على ساحل البحر الأحمر غرب السعودية وأماكن أخرى فى مكة حيث حدثت تلك الفيضانات في يوم الأربعاء 25 نوفمبر 2009م وأدت إلى مصرع 116 شخص وأكثر من 350 شخص مفقود وبعض الطرق المياه إرتفعت فيها المياه لمنسوب المتر ويعتقد بأن الكثير من الضحايا غرقوا داخل سياراتهم...وكشفت الفساد الذى تغرق فيه واحدة من أغنى دول العالم والتى لم يكن لديها شبكة صرف مناسبة لمواجهة الأمطار بل والصرف الصحى...
وفى يوم أسود آخر لم يكن مواطنو الولايات المتحدة الأمريكية يدركون أن شروق شمس الخميس 24 أكتوبر 1929 سيحمل معه إنهيارا تاما للاقتصاد الأمريكى استمر لسنوات لاحقة وأدى لتشريد آلاف الأسر بعد فقدان وظائفهم وأعمالهم ويعد هذا اليوم لاحقا الشرارة الأكبر وأحد الأسباب الرئيسية لنشوب الحرب العالمية الثانية والكساد الكبير...
وفى لبنان كان السبت الأسود بداية الحرب الأهلية اللبنانية
6ديسمبر 1976...
أما الجزائر فكان لها نصيب من مثل هذه التسميات فالسبت الأسود والذى إجتاحت فيه الفيضانات العاصمة فى 10 من نوفمبر سنة 2001 وأودت بحياة المئات في الوقت الذي لازال فيه هاجس هذه الكارثة سكان العاصمة مع حلول موسم الامطار كل عام...
أما يوم الأحد الأسود السودانى فكان يوم الإستفتاء على تقرير مصير الجنوب السوداني ولأن النتيجة معروفة كما تشير كل الدلائل بالإنفصال عن الوطن الأم فإن هذا يعني بالنسبة لكل عربي من المحيط إلى الخليج يوماً أسود في حياة الأمة العربية لأن في هذا اليوم ستبتر أرض عربية من الجغرافيا بل ستسرق هذه الأرض بل أنها ستنتهك وتغتصب وتسلب والمؤلم والمحزن أن الأمين على وحدة تراب هذه الأرض لا يمانع في إنفصالها بل إنه يقول سيفرح مع الآخرين الذين يختارون الانفصال هذا في حال اختيارهم مثل هذا الخيار وهو يعلم جيداً أنهم إنفصاليون وسوف يختارون الانفصال..
وهناك يوم آخر الأحد الأسود 20/5/90
مذبحة عيون القارة فى قطاع غزة على يد إرهابي صهيوني راح ضحيتها 19شهيد...
وأنا أعتبر أن يوم هزيمة عرابى وإحتلال مصر يوما أسودا ويوم إعلان دولة إسرائيل يوما أسودا ويوم 5يونيه 1967يوما أسودا...وكل يوم ينام فيه فى بلادى طفل جوعان لأنه لايجد الرغيف أو مطرودا من المدرسة لأنه لايجد ثمن الكتاب هو يوما أسود...
والله يمن علينا بين الحين والحين بما يبيض أيامنا ولكن هل نسعى نحن لتبييض أيامنا فى أوطاننا...أم سيظل مبلغ همنا أن نبيض الصور والقرارات والذمم !
وعلى رأى ذلك الحاوى بتاع زمان جعلها الله بيضا على الكريم سودة على اللئيم !