JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
أحدث المواضيع
الصفحة الرئيسية

حسام الغمري يكتب : لم يجــد الشــعب من يحــنو عليه !!


كنت أشارك احدى الغرف مع متحدث من السودان الشقيق وكان يطلعنا بحماس عن الحراك المناهض لانقلاب البرهان وقال بعفوية : لا يمكن أن يقبل السودانيون ما قبله المصريون فدماؤنا ساخنة !! 

بلعت لساني لعدة أسباب منها أن باقي عبارات هذا الشقيق كانت تحمل حباً حقيقياً لمصر والمصريين ، كما أنه كان يتحدث بعفوية وحماس من يتهيأ لمليونية في صباح اليوم التالي ، والسبب الثالث أني على المستوي الشخصي لم أكن أمتلك دفاعاً مقنعا ولست ممن يجادلون بداعي العصبية القبلية أو السفسطة لا سيما وأني منذ التفريط في #تيران_وصنافير تحديداً يراودني سؤال : كيف قبل الشعب كل هذا ؟ 

أجل يطمئنني تاريخ هذا الشعب بأنه ينتفض في اللحظة التي يقسم فيها الجميع داخليا وخارجيا أنه استسلم للأبد ، ومع ذلك يجب أيضاً أن أعترف لأول مرة أن النظام الحالي بدأ وهو يتمتع بحاضنة شعبية مهمة ، وأن 30 يونيو وان كان بها من المغالطات والمبالغات ما بها ، إلا أنها كانت تعبر عن إرادة شعبية واسعة ونوعية وهذا هو الأهم ، فالجيش والشرطة والقضاء ورجال الإعلام والصحافة ورجال الأعمال وفلول نظام مبارك – رغم رفضي لهذا التعبير العنصري – ومعظم أساتذة الجامعة والمثقفين ، حتى داخل الأوساط الشعبية كان هناك شرائح واسعة تدعم الإطاحة بالرئيس محمد مرسي ، ولعلي أذيع سراً ، أو دعوني أقول مشاهدة شخصية أن المربع السكني الذي كنت أقيم فيه داخل مصر احتفل بإطلاق الصواريخ والألعاب النارية بعد إلقاء بيان 3 يوليو ، على الأقل استطيع أن أؤكد بصفة شخصية أن الدوائر التي كنت أتحرك فيها في ذلك الحين غالبيتها كانت تدعم مسار 3 يوليو ، بل ان البعض اعزى رفضي لهذا المسار بخلل أصاب قواي العقلية ، ومع ذلك ورغم أني لست كما يتهمني اعلام النظام بأني من عناصر جماعة الإخوان كنت حينها وكأني أبصر المستقبل وأرى المصير الذي ستؤول إليه بلادي بمجرد نجاح هذا الانقلاب ، بل لقد كتب مرة على صفحتي في " الفيس بوك " قبل 30 يونيو 2013 أني ابرأ إلى الله من الدماء التي سيجلبها هذا المسار ، وكنت أقصد دماء الجميع ، جميع أبناء مصر دون تفرقة أو تحيز أو تمييز !! 

كان مسار 30 يونيو يتمتع أيضا بدعم خارجي غير مسبوق ، من أمريكا وروسيا والصين وأوروبا عدا تركيا والخليج عدا قطر ، وبالطبع كان الكيان من أبرز داعميه ، ولكن هل مازال يتمتع النظام بهذا الدعم غير المسبوق والذي لم يتمتع به أي حاكم مصري عبر تاريخها ؟

أرسل لي أحد القضاة رسالة خاصة بعد حلقة قدمتها على قناة الشرق كان ضيفها عبر الهاتف وزير العدل الأسبق المستشار أحمد مكي قائلا : لا تلم القضاة فنحن ما عدنا كذلك وأنا شخصيا أعمل منذ 2013  كـــ " خوجة " أي مدرس في إشارة منه أنه يتلقى الاحكام ويلقيها كما يتلقى " الخوجة " المنهج الدراسي ويلقيه على التلاميذ !! قاضي آخر أرسل إلى قائلا : كنت اسخر منكم حتى عام 2018 ، وكنت أتعفف عن متابعتكم ، فلقد كنت اعتبركم حمقى !! ولكني الآن أعترف بأنه لولاكم لكنت مازلت أظن أن مصر بخير !! 

رسائل أخرى وصلتني من ضباط في الجيش بالطبع لن أسرد ما فيها لحساسية الأمر ويكفي البيان الصادر قبل أيام عن أسر الضباط المعتقلين سياسياً ، ورسائل أخرى من رجال أعمال كبار وفنانين ، واعلاميين بخلاف مئات الرسائل من الأوساط الشعبية أذكر منها رسالة قال صاحبها : أنا صاحب محل ملابس من المنوفية وأعيش على أمل أن تفعلوا شئياً فأنا لم أبع قطعة ملابس واحدة منذ ستة أشهر وقد تضاعفت كل الفواتير لا سيما فواتير الكهرباء !! وحين تأتيك هكذا رسالة من محافظة المنوفية الكريمة يجب أن أنتبه !! 

والمشهد الخارجي يعكس أيضا  تآكلا سريعا في الحلف الذي ابدى دعما كبيراً للنظام ، فالفضائح تتوالى من فرنسا وأمريكا وإيطاليا وهولندا وأخيراً قرأنا بيان الخارجية الألمانية الذي بعد إهانة للكرامة الوطنية لمن يعرف حقيقة معنى الكرامة الوطنية ، ولكننا من أوصلنا أنفسنا وبلادنا لهذا !! كما تبتعد الإمارات والفتور يصبغ العلاقات مع السعودية والكويت ، أما المغرب العربي فمنه انطلقت هتافات تصف النظام بأنه عدو الله !!!  

وتظل أخطر كلمة في هذا الانقلاب هي أول جملة تلاها على الشعب : لم يجد الشعب من يحنو عليه !! 

والآن نستطيع أن نؤكد بثقة أن الشعب ما وجد بعد ثمانية أعوام غير الخوف الشديد ، وقمع الحريات ، وتأميم الاعلام والفن ، بخلاف الجوع والفقر والديون وهدم المنازل والتهجير القسري ، وواقع اقتصادي شرحة ببلاغة د. هاني توفيق وكفاني عناء سرده !! 

والآن يتهيأ النظام لبيع مصر بالقطعة وقد حصن نفسه بقوانين وتشريعات عبر ذراعه البرلماني تجعل كل شيء يبدو قانونيا ووفق اللوائح ، وأكاد أجزم أن الغالبية التي تتابعنا في صمت - قال لي أحد رجال الأعمال : أتابع صفحتك يوميا ولكن لا أظهر أي تفاعل فما الفائدة التي ستعود عليّ إن أنا اعتقلت مثل صفوان ثابت أو حسن راتب – الغالبية تعلم أن مصر تباع وقد بدأ البيع بمجمع التحرير برمزيته ، وما خفي كان أعظم ، ومع ذلك لا يبدو في الأفق غير استسلام مخزي لهذا الواقع الأليم ، وهكذا تتردد في أذني يومياً العبارة التي قالها الشقيق السوداني واصفا شعبه " دمنا حر لسنا كالمصريين " ، فصمت ، وصمت أيضاً مدير الغرفة وهو أحد أبرز رموز الثورة المصرية ، فهل يقترب الفجر الذي نتابع عودة إشراقه في تونس والسودان 

هل تحدث المفاجأة التي يحدثنا عنها كتاب التاريخ  

قل عسى أن يكون قريبا

author-img

أخبار التاسعه

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    الاسمبريد إلكترونيرسالة