المجاهد الشيخ حسن طوبار، شيخ إقليم المنزلة بمحافظة الدقهلية والزعيم الشعبي له وشيخ العرب كما أطلق عليه القادة الفرنسيون، أحد أغنياء مصر في عهده، والقائد والمحرض لأعنف مقاومة شعبية ضد الحملة الفرنسية وجيشها المحتل في نهاية القرن الـ 18
يعتبر الشيخ حسن طوبار احد عناوين المقاومة ضد الحملة الفرنسية على مصر ..
قصة مصرية خالدة من قصص البطولة و الفداء و التضحية ..
بدأت القصة عندما احرق جنود الحملة الفرنسية قرية "الجمالية "في مدينة الدقهلية ، فاصيب الشيخ حسن طوبار بالهم و الغم و رفض مقابلة الجنرال الفرنسى "فيال" فى دمياط ، قائلا : "ان ما احدثه فى نفسه احراق الجمالية من القلق و الهم يمنعه من مقابلته و ان هذا العمل سبة عليه فى هذه الجهات لان اهالى الجمالية يعتبرون انفسهم فى حمايته"
و حين ارسل نابليون بونابرت قائد الحملة الفرنسية بعض الهدايا الى "فيال" ليقدمها باسمه الى "طوبار" حتى يستميله بها ، كتب فيال الى الشيخ حسن يستدعيه لتسلم هذه الهدايا ، فرفض حذرا من ان تكون وسيلة للقبض عليه ..
هكذا كان حسن طوبار يخادع الفرنسيين عن خططه و مقاصده و وفقا لما يذكره عبد الرحمن الرافعى فى الجزء الاول من "تاريخ الحركة القومية و تطور نظام الحكم فى مصر" ، فطوبار كان الزعيم الوطنى الذى يشعل نار الثورة فى مختلف البلاد الواقعة بين دمياط و المنزلة و المنصورة و بينما كان يثير الاهالى فى بلاد البحر الصغير كان فى الوقت نفسه يجمع مراكبه فى بحيرة المنزلة لمهاجمة الفرنسين و كان الرجل فى نظر الفرنسيين عنوانا للمقاومة و العصيان ..
قاد طوبار المقاومة فى نطاقه الجغرافي و رفض مملأة الفرنسيين بالرغم من ثرائه الواسع و املاكه دون النظر الى احتمالات تعرض ممتلكاته للخطر بسبب مقاومته ، حيث كان يعتبر احد اثرى اثرياء القطر المصري ، و لهذا بقى خالدا فى تاريخ مصر بوصفه من قيادات مقاومة الاحتلال الفرنسي لمصر ..
و يذكر الرافعى ان طوبار كان محبوبا للغاية من سكان تلك المنطقة و هم يشتغلون بالصيد فى بحيرة المنزلة ، و كان لهم اسطول يزيد عن 600 مركب ، و بعض المصادر الفرنسية تقدره بالف و يزيد ..
و فى ممتلكات طوبار اراضى زراعية و مصانع لنسيح القطن و متاجر ، و لم يسمع الفرنسيين عن طوبار الا الثناء و المديح له ، و ارسل له نابليون عبر الجنرال فيال سيفا من الذهب ، و ابقاه فى منصبه ، لكنه رفض الجاه و النعيم و الثروة ، و بدأ يذهب للقرى الصغيرة يحرض اهلها على الحرب و يراقب وسائلهم ، و جهز من امواله الخاصة اسطولا بحريا من القوارب التى حاربت الفرنسيين فى بحيرة المنزلة و هاجمتهم فى دمياط ، و اوشكت أن تخرجهم منها ..
و يقول الرافعى نقلا عن الجبرتى : "وجد نابليون انه لابد من اخضاع هذا الزعيم بالحرب و انه لن يكون له سلطان على هذه المنطقة الا بالقضاء عليه ، فامر بتجريد حملتين كبيرتين احدهما بحرية و الاخرى برية ، و استطاعت الحملتان ان تخضعا طوبار و تدخلا المنزلة يوم 5 اكتوبر 1798 ، و لم يكن امام طوبار إلا الفرار الى الشام و دخل الفرنسيين منازل طوبار و قصره ، و لكنهم لم يجدوه ، حتى عاد طوبار الى مصر من غزة باذن من نابليون ، و اراد القائد الفرنسى ان يؤمن هجومه على دمياط او غيرها فامر بارسال إبن طوبار للقاهرة تحت المراقبة ، اما الاب حسن طوبار فأقام بدمياط ، و لما تولى كليبر قيادة الحملة بعد مغادرة نابليون مصر شدد كليبر المراقبة على طوبار حتى مات فى مثل هذا اليوم 29 نوفمبر 1800 ..
و فى الصور مقبرة المناضل حسن طوبار بمدينة المنزلة ، محافظة الدقهلية ، و بقايا قصره و خطاب من ابراهيم باشا بن محمد على الى شلبى طوبار شقيق الزعيم حسن طوبار بتاريخ 1807..
رحم الله رجال الوطن المخلصين
عن صفحة الشهيد : إبراهيم الرفاعي