الأزهر والكنائس والكاتدرائيات ومعابد الفراعنة والسيخ والبوذيون ليست أكشاك يبنيها البعض ليدير على هواه شؤون البلاد والعباد وكل هذه المنشآات ظللت تمارس وظيفتها فى حدود أمور العقيدة والطقوس الدينية وكان ببغداد الكثير من الابنية الدينية وانطلقت من بغداد نهضة علمية رائدة عبرت حتى الى اوربا
بينما الكنيسة فى هذا الوقت فى اوربا مارست دور الكابح والمعوق للتفدم فى أوربا وقاومت بدايات النهضة حتى تجرأ وانتفض السياسيون والسلطات الحاكمة لتحجيم دور الكنيسة ثم فصل الدين عن الدولة وامتثلت الكنيسة لكل هذا
أما الأزهر فلم يكن دوره معوقا بل كان طليعيا حين انطلقت منه ضد الحملة الفرنسية ثورتى القاهرة الأولى والثانية وبعدها قاد رجاله مشروع الخروج عن سلطة العثمانيين بتنصيب محمد على الذى شرع فى بناء مصر الحديثة القوية المتعلمة ، والازهر كان ينفتح ويتقدم من داخله فكانت البعثات إلى أوربا لقياداته الواعدة.
وعلى نفس المستوى المتقدم داخل الأزهر كان حضوره خارج أروقته مهما
وملفتا فحين تفجرت ثورة 1919 للمطالبة بالإستقلال كان مصاحبا لها القفزة التاريخية التى دفع بها الشيخ على عبد الرازق ( الإسلام وأصول الحكم )
ثم إضاءة أخرى على الطريق حين اشتعال ما عرف بالمعركة بين الحجاب والسفور التى وقف الأزهر فيها بعيدا عن الخوض فى غمارها معتبرا انها قضية مجتمعية لا شأن للعقيدة بها وأنها تتعلق بثقافة المجتمع فهذا قروى وريفيي وآخر مدني وساحلي وهكذا وانها ليست قضية أخلاقية ولا تمثل مجاراة للمقدس ولا معارضة معه وظل السجال محتدما بين المثقفين والمتفرنجين من جهة وبين المحافظين فى الجهة المقابلة .
وحين أطلت على مصر تورة يوليو كانت العبرة متوفرة منذ محمد على فبنى عليها واندفعت مصر فى اتجاه العلم والتحديث والفن والإستناره والسيادة والتردد زراعية وصناعيا
وغيرها من الأسس الأصيلة التى تدفع بمصر إلى الأمام نهضويا وثقافيا مع استحداث التألق السياسى والريادة التحررية على مستوى العالم
ولم يغفل أوضاع الأزهر وحقه فى الريادة الفكرية وجدارته بالمكانة على امتداد العالم الإسلامى من أندونيسيا إلى موريتانيا فكان موقعا للإشراق العلمى والفقهى والاشعاع العقيدى حتي تلاوة القرآن على مستوى الدول الإسلامية وانصهر مع العلم المدنى كالطب والهندسة وغيرها
فمن يعيد لنا أزهرنا الذى نحبه ونفخر به
وقبل هذا فمن يجرؤ ويعود بالأزهر إلى ما قبل ( الجبهة العليا لعلماء الأزهر الممولة سعوديا منذ الثمانينات )
تعليقات
إرسال تعليق
أترك تعليق