نجحت ورشة عمل مكثفة أشرف عليها الأستاذ الإعلامي الكبير "أحمد كوسا" بنفسه في فك عقدة لسان محبوب عسران، بذلت جهود مضنية و تمت الاستعانة بمدربين محترفين و أساتذة في التخاطب و الحوار و فن الالقاء و أكد كوسا لمحبوب أن فريق الإعداد تم اختياره من أوائل طلبة اعلام و اقتصاد و حقوق و آداب من الذين لم يتم اختيارهم للعمل بالجامعة أو مراكز البحوث أو السلك الدبلوماسي أو النيابة بسبب أصولهم الطبقية المتواضعة
احمد كوسا: عاوزك تحط في بطنك بطيخة صيفي يا محبوب وراك عيال تموت في القراءة و البحث و الكتابة و التلخيص ها يخلونك تطلع في البرنامج و لا كأنك زكي نجيب محمود و لويس عوض و محمود أمين العالم مضروبين فى بعض
محبوب: مين دول؟
أحمد كوسا: و الله أنا سمعت انهم جامدين قوي و لقيت اسماءهم متعلقة في مبنى الأهرام اما كنت شغال هناك و مره واحدة شفت برنامج مسجل لواحد منهم ما استحملتش ٥ دقائق بيقولوا كلام كبير كده.. الدولة الحديثة و العقد الاجتماعي و عصر النهضة مفهمتش حاجة غير أن الكلام ده اولا يودي في داهية و ثانيا ما بيجبش فلوس
وضعت استراتيجية عامة و خطة مفصلة لمحبوب و طلب منه الالتزام بها بكل دقه عند ظهوره مع احمد كوسا أو الاستاذ الكبير " نمر هديب" الذي اشتهر بأنه أغلى مقدمي برامج التوك شو و عرف عنه صراخه المتواصل طوال البرنامج و تدليسه العجيب و قدرته على إقناع المشاهدين بما يريده النظام
كان كل المطلوب من محبوب أن يقاطع بجمل قصيرة مثل ..يا سلام..هو ده الكلام اللي بنى الدول و نهض بها…طبعا الحزم و الشدة هو طريق النهضة..الحكم العسكري هو صمام الامان لأن شعبنا مستهتر و يحتاج للضبط والربط ..ما هو لو تركنا شوية صيع عندهم بالكثير ٣٠ سنة يؤثرون على الرأي العام الشعبي الدولة ستنهار..الدولة هي النظام والنظام هو الدولة
قام فريق الإعداد بامداد محبوب بقصاصات لأقوال مزيفة منسوبة لشخصيات مثل تولستوي و دوستويفسكي و روسو و فولتير و تشرشل و ديجول و برتراند راسل و غيرهم كانت كلها تصب في اتجاه ترسيخ سلطة أبوية قادرة وفاعلة تتركز في رئيس الدولة و تصوره قديسا طاهرا أو ولي من أولياء الله لا يأكل ولا يشرب و لا ينام من هول وضخامة المسؤولية الملقاة على عاتقه فهو الأب الرحيم الحنون و رب الاسرة المصرية و كبيرنا كلنا و من يعارضه فهو بلا شك عميل موتور مأجور من قوى عالمية تستهدف مصرنا الحبيبة
فى احدى المرات حاول محبوب أن يبتكر و يبدع و يثبت للجميع أنه قادر على الاعتماد على نفسه فقال أنه عندما كان يدرس بفسادستان شاهد تمثالا ضخما للزعيم "ابراهيم سيدروف" الذي حكم جمهورية فسادستان خمس و أربعين عاما و لولاه لما وصلت فسادستان الي ما هي عليه الآن من رقي و تقدم و ازدهار و أنه يعتقد أن السيد الرئيس الحالي يسير بمصر علىً نهج سديروف و سيصل بنا إلى القمة بمشروعاته و انجازاته التى تفوق الخيال و يتابعها العالم بكل انبهار
بعد البرنامج مباشرة هجم الدكتور مدحت رئيس فريق الاعداد على محبوب و قبض على عنقه قائلا : ايه اللي هببته ده يا حمار يا طربش الله يخرب بيتك؟
محبوب: احترم نفسك يا دوك و نزل ايدك انا بتكلم على اللي شفته لما كنت هناك
مدحت: شفت ايه يا قفه يا مقطف بودان! التمثال ده شفته امتى؟!
محبوب: بعد شهر من وصولي فسادستان سنة ٢٠١١
مدحت: و معرفتش ان الرجل ده اتشال وسجنوه و تكونت حكومة جديدة و شالوا التمثال و سيحوه في مصنع حديد تسليح و الراجل ده اعلنوا انه كان ظالم وجاهل و مفتري و قتل ٢٦ ألفا من المعارضين خلال الخمس وأربعين سنة اللي حكمهم!! انت البعيد كنت هناك و مش داري باللي بيجرى حواليك!! انت كنت بتنيل ايه هناك؟
محبوب: روق علينا يا عم مدحت شوية احنا غلطنا في البخاري؟! هو يعني الناس ها تراجع ورانا ده اللي بيتفرجوا على البرنامج غلابة و ملهمش في القراية و بعد البرنامج بيتفرجوا على فيلم و لا ماتش و يتخمدوا يناموا
مدحت: التزم بالنظام و الورق و السكريبت اللي محفظينه لك بالعافية اوعى تفتكس تاني ربنا يأخذك انت و ابوك و احمد كوسا و نمر هديب في يوم واحد