تعافى أحمد نجل الاستاذ جعفر بسرعة و عاد الى حالته الطبيعية إثر محاولته الانتحار بعد حصوله على صفر في الثانوية العامة!.. كان أحمد على يقين تام أن أوراق إجابته تم تبديلها لصالح محبوب عسران فصمم على أن يجتاز الثانوية العامة بالمجموع الذي يستحقه و تمكن أحمد في العام التالي من الحصول على ٩٧٪ والتحق بكلية الاقتصاد و العلوم السياسية جامعة القاهرة ولم يدهش عندما وجد نفسه زميلا لمحبوب عسران الذي رسب في جميع المواد و لم ينقل للفرقة الثانية
احتار عسران في أمر ولده فقد بذل كل ما في وسعه ليدفعه للنجاح ولم يتورع عن إستخدام كافة الوسائل غير المشروعة و حاصر لجان الامتحانات و هدد المراقبين بالسلاح و احتجز رهائن و فعل الافاعيل لكى يحصل محبوب على الاعدادية! و دفع مئة ألف جنيه لسيد شلبي مدير المنطقة التعليمية لكي يبدل أوراق إجابة محبوب البيضاء بأوراق إجابة أحمد في الثانوية العامة فماذا يفعل عسران أكثر من هذا؟
في احدى الامسيات صمم عسران على أن يجد حلا لهذه الكارثة، أخذ عسران زجاجة ويسكي و فرش حشي*ش وذهب لسيد شلبي لقضاء السهرة
عسران: الواد سقط في كل المواد و بيعيد السنة! هو انت متعرفش حد في الجامعة؟ أستاذ ولا عميد نظبطه و يزق الواد ابو مخ جبس ده شوية؟
سيد شلبي: دي جامعه يا عسران بك و دي كلية من كليات القمة صعب توصل لسكة الأساتذة هناك
عسران: و الحل ؟
سيد شلبي: ابعث محبوب يدرس في دولة من دول الاتحاد السوفيتي السابق
عسران: سابق هو مات؟
سيد شلبي: تقريبا و دلوقتي ها نشوف لك بلد بس يكون آخرها "ستان" تبعث محبوب هناك و انت رجل مقتدر و عندك مال قارون اللهم لا حسد
عسران: خلص الموضوع ده بمعرفتك يا سيد
سيد شلبي: اعتبره انتهى.
ابتهج محبوب بقرار والده إرساله للدراسة في الخارج و كاد يرقص من الفرحة عندما علم أن والده سيرسله للحصول على بكالوريوس السياسة و الاقتصاد من جامعة بجمهورية فسادستان بآسيا الوسطى فقد كان يريد أن يجرب السفر للخارج و حياة الانطلاق رغم ان عسران كان يترك له الحبل على الغارب و يعلم تمام العلم بفساده الأخلاقي و جموحه في الشراب و مصاحبة العاهرات
سافر محبوب مع مجموعة من الفاشلين من أبناء قيادات هامة في الدولة و استأجر كل ثلاثة شقة بجوار الجامعة
كانت الدراسة صورية تماما كان محبوب يذهب في الصباح لأخذ ورقة بلغة لا يفهم منها حرفا واحدا من سكرتيرة حسناء ذات شعر اسود ناعم تعقده على شكل ذيل فرس و نهدين بازين يبرز نصفهما على الأقل من قميصها المفتوح
يذهب محبوب لمكتب في مبنى مجاور للجامعة و يسلم الورقة و معها مبلغ مائتي دولار يوم الاثنين ثم يعود يوم الجمعة لاستلام الأبحاث جاهزة و مرتبة كل مادة في ملف بلون مختلف عن المادة الأخرى
كان محبوب سعيدا بالحياة الجامعية في فسادستان إذ كان تقريبا لا يفعل شيئا طوال الأسبوع سوى مشاهدة القنوات الفضائية العربية في النهار و الاباحية ليلا، كانت الفودكا رخيصة و الأفيون الفاخر يهرب من الحدود الأفغانية بانتظام لفسادستان وإن لم يكن رخيصا حيث كانت فسادستان مجرد محطة عبور لأوروبا، كان الجمعة و السبت احب ايام الاسبوع لمحبوب وأصدقائه إذ كانوا يترددون على ناد ليلي للرقص و التعارف ترتاده الجميلات من أهل البلد و من الأقليات الروسية والاوكرانية الموجودة بفسادستان و تمثل نسبة ليست قليلة من تعداد السكان.
بعد أربع سنوات عاد محبوب لمصر و هو يحمل شهادة البكالوريوس في الاقتصاد و العلوم السياسية و في نفس الاسبوع رتب له عسران مقابلة مع السيد الدكتور شريف أمين سكرتير عام حزب "مستقبل مشرق" الذي رحب بانضمام محبوب كأمين عام مساعد للشباب
و في اليوم التالي اصطحبه والده لمقابلة الاعلامي المعروف "أحمد كوسا" في قصره بالمريوطية الذي وعد عسران أنه سيتبنى محبوب و بعد فترة إعداد و تدريب قصيرة سيدفع به للظهور كمشارك في تقديم برنامج توك شو و تحليلات سياسية مع إعلامي معروف بقناة ندى البلد
تلقى كل من شريف أمين و أحمد كوسا هدية قيمة من عسران الضبع عبارة عن شيك لحامله بخمسين ألف دولار يصرف من أحد بنوك دوقية ليشتنشتاين