لو كنت تكره ثورة 25 يناير أو تعارض مطالبها ،أو كنت ممن يرفضون أصلا فكرة الثورة، فسيادتك حر و لديك أسبابك التى تقنعك وتقنع من يفكرون بذات الطريقة،
وفى الغالب الأعم فأنت تستهدف الحفاظ على مصالحك التى تتناقض مع فكرة التغيير للأفضل ، لكن السلطة والقوة والنفوذ وترسانة القوانين التى تحمى المصالح الفئوية والطبقية ، لا ينبغى لها أن تكون مسوغا لتشويه القيم التاريخية الشعبية النبيلة العظيمة ، أو الإستهانة بالدماء الطاهرة التى أريقت و التى قدمتها الأمة للتخلص من الإستعباد ومخططات التوريث ؟
كما أن الشعوب لا ترتكب جريمة عندما تدافع عن أبسط حقوقها وعن إستقلالها وعن مستقبل أبنائها ،بل أن شرعية النظم السياسية تسقط إذا وجهت تلك النظم فوهات قوتها الخشنة أوالناعمة ضد إرادة الغالبية الكاسحة من الناس، من أجل حماية فئات وشرائح قليلة مارقة تستحوذ على كافة الثروات والخيرات ولا تسمح لغير المنتمين إليها بمجرد الحلم والأمل ؟
إن الأمر اليقين و الحقيقة الثابتة التى لن تتغير،هى أن الخامس والعشرين من يناير لم ولن يكون أبدا تاريخا يذكرنا بخطر يتهدد مصر العظيمة الحرة الأبية الحنونة الحاضنة لكل أبنائها، لإنه بكل تأكيد كان موعدا عظيما لمولد "معجزة خارقة" ، أعادت نفخ الروح فى الأمة المصرية بأكملها، من أجل أن تتقدم إلى الأمام وتتبوأ مكانتها الطبيعية وسط الأمم العريقة، لولا تآمر المتآمرين ؟