JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
أحدث المواضيع
Home

د. ممدوح قليد يكتب عسران الضبع 9 : (مصطفى عسران يلتحق بالحربية)


كان القدر رحيما بعسران في ولده "مصطفى" الذي يصغر "محبوب" بعامين

 كان مصطفى أكثر ذكاءً من محبوب و لديه بعض القدرة على الدرس و التحصيل لم يكن متفوقا و لكنه على الأقل استطاع اجتياز الشهادات العامة بمجموع يتراوح بين 65  -70%؜ 

أمعن عسران التفكير طويلا فيما ينوي أن يفعله مع مصطفى لقد ضمن لمحبوب وظيفة في الإعلام الرسمي بقناة “ندى البلد” تحت إشراف و حماية كل من أحمد كوسا و نمر هديب وهما من المقربين للسيد الرئيس نفسه و كثيرا ما يرافقاه ضمن الوفد الإعلامي الذي يسبق الزيارة الرسمية

كما أن محبوب يشغل الآن منصب أمين مساعد الشباب بحزب "مستقبل مشرق" الذي يعتبره الجميع حزب الدولة و الذي يدعمه السيد الرئيس بصورة غير مباشرة

في النهاية تيقن عسران أن ما يريده لمصطفى لن يتحقق إلا بدعم قوي و مباشر من الاستاذ شريف أمين رئيس حزب “مستقبل مشرق” نفسه، طلب عسران موعدا و ذهب لمقابلته في فيلته الفاخرة بالتجمع الخامس

 شريف: اهلا يا معلم عسران …بالنسبة لمحبوب مش عايزك تقلق خالص هو دلوقتي تمام وماشي زي ما كوسا و هديب بيقولوا له بالحرف الواحد

عسران: لا انا عاوز خدمة أهم بكثير… عايزك تدخل الواد مصطفى حربية

شريف: انت باين عليك أغبى من محبوب بكثير! انت رجل سبق اتهامه بخمسين ستين قضية قبل كده

عسران: كلهم براءة سيادتك

شريف: ايوه بس انت رجل سمعتك زي الطين

عسران: انا صفحتي بيضاء زي اللبن الحليب و كمان ابن عم ابوي الكبير كان ضابط من أبطال حرب أكتوبر و استشهد في الدفرسوار الله يرحمه و لم ينجب و من حق عائلة الضبع أن أحد افرادها يكمل مسيرة الشهيد في خدمة القوات المسلحة

شريف: دي حجة كويسة و ممكن اكتب مذكرة وتوصية بكده و نسأل الله التساهيل! و الواد اخلاقه زي محبوب كده ؟!

عسران: لأ الواد ده طالع متدين شوية مش عارف لمين لا بيشرب ولا بيعشش ولا يحب المشي البطال

شريف: طبعا يا معلم انت عارف انا لازم اراضي ناس كبيرة و مهمة في البلد علشان مصطفى يعدي

عسران: اوامرك يا شريف بك؟

شريف: مليون دولار

عسران: ايه! ايه؟

شريف: ده مش كثير ابنك ها يبقى باشا و لمًا يطلع معاش برضه ها يفضل باشا ..يا محافظ..يا رئيس مجلس مدينة..يا رئيس مجلس ادارة..يا ملحق عسكري في الخارج …انت عاوز تأخذ كل ده بأقل من مليون دولار؟

عسران: اوامرك ..نقدي ولا شيك لحامله

شريف: لا كاش المرة دي!..ابن خالتي دبلوماسي و طالع المانيا الاسبوع الجاي  ها يأخذهم في الحقيبة الديبلوماسية

عسران: و سيادتك لك حساب في ألمانيا؟

شريف: لأ ها يحولهم على حسابي في سان مارينو

عسران؛ مش مارينو دي خرفان استرالى يا سعادة البيه

شريف: انت تجيب الفلوس و تخرس خالص يا خروف ..هههه

————————

تخرج مصطفى من الكلية الحربية ولم يكن في سجله ما يشين بل كان حسن السير و السلوك و اشتهر عنه إطاعة الأوامر بكل دقة . كان مصطفى يعلم أنه ليس ذكيا و يفتقد القدرة على التفكير النقدي و الابتكار لهذا تفرغ تماما لتلبية كافة طلبات و رغبات رؤسائه ولم يكن يتورع عن النفاق و المداهنة و تقمص شخصية الخادم و السفرجي فعند دخوله مكتب ضابط أعلى منه رتبة يقوم بإفراغ طفايات السجائر في سلة المهملات ثم يخرج منديله لتلميع زجاج المكتب بعد أن يكون قد رتب الأوراق و الملفات ثم يجلس منكسا رأسه و ضاما رجلية بطريقة مثيرة للضحك و كأنه فتاة في السابعة عشر تقابل خطيبا محتملا في صالون بيتها و في وجود أسرتها

أطلق عليه زملاؤه لقب "مصطفى سيكا" حيث اشتهر أيضا بقضاء حوائج القادة العائلية من اصطحاب الزوجات والأطفال للنادي بسيارته و للتقديم بالمدارس و التطعيم و التسوق و غير ذلك.

نال مصطفى آعجاب القيادات و ترقى سريعا و نقل من سلاح المشاة لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية و هاله ما رآه من تعاملات غير مشروعة و تكسب الكثير من القيادات عن طريق السمسرة و التوصية على مقاولين بالاسم و العمولات و غير ذلك من الألاعيب و بدأ لعابه يسيل للاشتراك في لعبة الملايين

علم عسران بنقل مصطفى لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية و ذهب لمقابلته في شقته التي اشتراها له في منطقة بيفرلي هيلز  في نهاية الأسبوع

عسران: مبروك يا درش ربنا كرمك و ها تعوض لي المليون دولار اللي دفعته علشان أدخلك الكلية

مصطفى: بس انا مش عارف ولا فاهم في المقاولات و السمسرة و الكلام ده 

عسران: بسيطة ها ارتب لك اجتماع مع صديقى المقاول بكر أحمد بكر ..عارفه طبعا.. صاحب شركة "الوطن العربي للبناء و التشييد" ها يفهمك الأمور بتمشي ازاي

مصطفى: بس المواضيع دي خطر يا بابا ولو اتمسكنا ها نروح في داهية

عسران: بطل هبل ما العملية باينة و واضحة وضوح الشمس ..طريق ٥٠ كيلو يكلف ٦-٧ مليار ازاي؟!ههههه مفروش ايس كريم بالقشطه ولا متسفلت باللوز و الجوز 

في الميعاد المحدد قابل مصطفى الملياردير بكر أحمد بكر الذي أطلعه على كل الحيل والألاعيب عن المناقصات و العطاءات و كراسة الشروط و كل الأمور الفنية الدقيقة و كيفية اعطاء الشكل القانونى الأشياء هي في الأصل مخالفة للقانون.

في نهاية العام اشترى مصطفى فيلا بمنطقة أرقى تشتهر بكثرة  ملاعب جولف و الحدائق والبرك الاصطناعية.

ذهب عسران ليبارك لمصطفى على الفيلا الجديدة وبعد قضاء السهرة قام مصطفى و قبل رأس عسران وهو يناوله حقيبة جلدية باهظة الثمن و يقول؛ جاء الوقت لرد جميلك يا سيد المعلمين المليون دولار اللي دخلتني بها الكلية ربنا طرح فيها البركة و بقت اثنين! ايه رأيك بقى؟

ضحك عسران قائلا: على كده كمان سنتين ها تشترى قناة “ندى البلد” اللى بيشتغل فيها اخوك محبوب؟!

أجاب مصطفى: القناة و حزب "مستقبل مشرق" كمان برئيسه و الاعضاء اللي فيه! ده احنا اسياد البلد يا آبا

author-img

أخبار التاسعه

Comments
No comments
Post a Comment
    NameEmailMessage