JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
أحدث المواضيع
Startseite

محمد يونس في مغامرة صحفية داخل دولة البلطجة 3 : دولة المعلم وشرعنة البلطجة


إذا أردنا حقاً لهذا الشعب أن يتنفس هواءً نقيا، يجب إزالة كل مظاهر البلطجة الذي يتبناها “المعلم”

دولة “المعلم” و “شرعنة البلطجة” خطر حقيقي يضرب السلم الاجتماعي في مقتل

تمتلئ مصر للأسف الشديد بأعداد غفيرة من البلطجية والمجرمين، الذين تم تفريخهم وتربيتهم في حظيرة النظام البائد، تحت إشراف بعض القيادات الموالية للوزير حبيب العادلي، وتم رعايتهم ليضمنوا عدم نضوب منابع الجريمة ومن ثم يمكنهم بين الحين والأخر القبض علي مجرمين “بدم بارد” لكي تستمر الحكاية، ولكن “المعلم” أو “الإمبراطور” لا يتعين النظر إليه وتناول قضيته في هذا الإطار الضيق فقط، وإنما يتعين تناول جرائمه والبحث عنها وفيها بوصفها كاشفة عن ملامح حقبة زمنية عفنة، خلاصة القول، لا أري في “المعلم” مجرد بلطجي ارتكب العديد من الجرائم تحت سمع وبصر قيادات أمنية مرموقة وقد أن الأوان لفتح ملفه من جديد وتوقيع العقاب المستحق عليه، وإنما أري في شخصيته وصحيفته الجنائية وعلاقاته تجسيداً لملامح نظام بائد بكل عوراته وسوءاته الفاجرة.

“المعلم” ليس محض بلطجي فحسب، وإنما جزء من “الحقيقة” المسكوت عنها حتي ألان، والتي تكتظ بأسرار “الدولة القبيحة”، هو جزء ممن يديرون أعمالاً يجرمها القانون، ويتوارون خلف أعمال البر والإحسان حتي يستحوذوا علي قلوب ومشاعر البسطاء وأصحاب المنافع، فإذا أردنا حقاً لهذا الشعب أن يتنفس هواءً نقياً فيجب إزالة كل مظاهر البلطجة الذي يتبناها ويرعاها “المعلم”.

من المؤسف والمحبط أن ما يحدث علي أرض المحروسة حالياً، أمراً في منتهي العبث ولا يليق بحجم الإنجازات الهائلة التي يتحدث عنها الإعلام بشكل دوري ومنتظم وكأن الحياة وردي والدنيا ربيع والجو بديع، أنا لست بصدد الهجوم أو الناقم علي هذه الإنجازات “حاشي لله” ولكن واجبنا إنارة الطريق وتسليط الضوء للسادة القائمين علي أمور هذا الشعب، ونهمس في أذانهم اليوم وأمس وغداً، أن البلطجية تلقي كل أنواع الدعم والمساندة، وكلما كنت بلطجياً قوياً مثل “المعلم” وشلته تمارس كل أنواع البلطجة وتشيع كل أشكال الرعب في قلوب الشرفاء، ستجد معاونة ومساندة ودعماً أكبر، وتتدخل الحكومة “لشرعنة” البلطجة وهو أمر زاد عن الحد وبلغ الظلم مداه. 

أما الشرفاء المحترمون، وهم الغالبية الكاسحة، يتجرعون المرارة، ويعتصر قلوبهم الألم، وأصابهم اليأس والإحباط، وفقدوا الأمل من “شرعنة البلطجة”، وهنا الخطر الحقيقي والداهم الذي يضرب السلم الاجتماعي في مقتل، ويهدد الأمن والاستقرار ويشيع الفوضي، ويجلب الوبال، فإذا غاب العدل، وانتشر الظلم، فبشر بنذر غضب السماء، للقصاص من الداعمين والمساندين للظلم.

“المعلم” وشلته الإجرامية يتخذون من أحد الملاهي مقراً لهم، ويعملون في قضاء حوائج الناس مقابل أجر معلوم، فقد يلجأ لهم شخص تعرض لسرقة كي يعيدوا له المسروقات، وقد يستعين بهم شخص لاسترداد شقة سكنية من مستأجر، أو استرداد دين من شخص يماطل في سداده، بأختصار بلطجية يؤدون وظائف الدولة الغائبة، ولا يتورطون في عنف دموي يقودهم إلي العقاب الشديد، استطاع “المعلم” تكوين شبكة من البلطجية تتبادل هذه الخدمات، فإذا أردت خدمة في إسماعيلية علي سبيل المثال فلا داعي لأن ينتقل البلطجية من القاهرة إلي الإسماعيلية، لأن بلطجية “المعلم” في الإسماعيلية أدري بشعابها، ويكفي إتصال تليفوني بالبلطجي المسئول في الإسماعيلية ليقوم بالواجب، والحساب عند “المعلم” طبعاً، ومن تفاصيل “شرعنة” هذه الأمور فهناك سواتر مهنية وقانونية لهذه التجمعات، مثل مكاتب تأجير العقارات والمقاولات، وشركات الاستيراد والتصدير، وشركات الأمن والحراسات.

هل هذه الأمور تحدث في الخفاء بعيداً عن أعين رجال الأمن العام الشرفاء؟، الإجابة ليست في صالحهم علي الإطلاق. 

أما الشغل التقيل واللعب مع الكبار يحتاج إلي أدوات أخري مثل البودي جاردات والحراس الشخصيين، واستخدامهم في حسم بعض صراعات المصالح بين الكبار، وهذا نوع وخدمة مختلفة يقدمها “المعلم” من البلطجة الأذكي، والاغلي سعراً، وهذه الخدمة تحتاج إلي ترتيبات أخري ولقاءات أكثر سرية مع صاحب المصلحة، داخل إحدي المنتجعات السياحية في حضور رجالات وشخصيات عامة ومرموقة، وهذا النوع يختلف تماماً عن ظاهرة بلطجة الشوارع الخلفية أو المسجلين خطر، دي أسمها المصلحة “الشيك”، الذي يتفق عليها “المعلم” مقابل أرقام خيالية أو نسب مع أصحاب هذه المصالح القذرة، وما خفي كان أعظم، وللمعلم وأقرانه سابقة شهيرة ومعلومة لدي الأجهزة في غسيل الأموال لبعض رجال المال والأعمال.

ويبدوا أن أعمال البلطجة التي يرعاها “المعلم” وشلته لم تنتهي عند هذا الحد، هناك نوع أخر من البلطجة تحت مسمي “الغفرة”، وشعارهم “شخلل علشان تعدي”، “أحنا الحكومة”، وهذا النوع من البلطجة يحتاج إلي كميات كبيرة من الأسلحة النارية، التي تستخدم في عمليات التهديد والابتزاز.

صاحب هذه المصلحة هو صديق “المعلم” الانتيم وهو يحمل أيضاً صك “معلم”، يمتلك أطراف المدن والظهير الصحراوي بأكمله، حتي أصبح اليد الحاكمة لأي مدينة جديدة جاري أعمال التشييد والبناء بها، يقوم رجال أنتيم “المعلم” بتهديد أصحاب الشركات القائمة بأعمال التشييد والبناء في المدن الجديدة، لدفع إتاوات نظير حراسة معداتهم خلال فترات الليل، والشركة التي تقاوم ولا تدفع تتعرض للسرقة من سيارات ومعدات وخامات وهكذا، ولم يتوقف الأمر عند ذلك، ولكن يتم إجبار بعض الشركات علي شراء مواد البناء المستخدمة في الأعمال من “أسمنت وجبس ورمل وحديد وخلافه من الشركات التي يمتلكها “أنتيم المعلم”، ولنا تجربة سابقة تسببت  في مقتل صاحب محلات الفقير، عندما توجه إلي مزرعته في مدينة أكتوبر لمتابعة الأعمال فيها كعادته، لكن هذا اليوم لم يمر كسابقه، بل شهد نهاية مأساوية له، علي يد ٥ بلطجية حضروا إليه في المزرعة، وطلبوا منه دفع “إتاوة” شهرية قدرها ١٢ ألف جنيه، لأنهم يتولون حراسة المنطقة ويحمونها من السرقة، لكن “الفقير” أبلغهم بأن لديه حراس في المزرعة ولا يحتاج إلي خدماتهم، فكانت تلك الكلمة أخر كلماته ليرد عليه البلطجية بوابل من الرصاص من البنادق الاَلية، ليسقط الرجل قتيلاً أمام سائقه.

هل ننتظر  مائة “فقير” حتي تنتبه أجهزة الدولة لخطورة هذا الملف علي أرواح وأمن المواطنين الشرفاء؟

أما بلطجة “الحاج” رجل “المعلم”، تختلف نوعاً ما عن سابقيها، لأنه ابتكر وتعاون مع شخصيات تدعي العمل في مجال الصحافة، يتم التنسيق معهم واستخدامهم في الإيقاع بضحية “الحاج” عن طريق الكتابة والنشر عن شخص علي رأسه بطحة، ليتم إستدعائه واستدراجه من قبل “الحاج” في شركته الخاصة التي تعمل في مجال الحراسات والأمن، لتسوية الأمور معه ومع رفقاء المصلحة الشمال لكي يتم وقف حملة النشر عنه، وعندما يدخل ضحية الابتزاز الفخ برجله اليمني، يجد ما يسر عينه من بودي جاردات وأسلحة وخلافه من أدوات الترهيب ولزوم الجلسة، وتبدا عملية التفاوض بينهم علي أساس أن “الحاج” هو رجل الخير الذي يتبني جلسة الصلح والتهدئة بين ضحية الابتزاز وبين مدعي العمل في المجال الصحفي والإعلامي، ولم يعلم الضحية أن المعلومات التي ذكرها نصابين الزفة في موضوعاتهم الصحفية الجبارة المزيلة في أخرها بجملة شهيرة وهي بالمستندات والصور والفيديوهات وشوية أكلشيهات محفوظة لزوم حبكة النصباية، مصدرها هو “الحاج” نفسه الذي خطط وتكتك ونصب الفخ للفريسة وطلعوا علي المسرح عريان، ليجد أمامه السجن ومن خلفه بلطجية “الحاج” ولا مفر أمامه غير الاستجابة لطلبات وأوامر مجموعة من النصابين والمحتالين وقراصنة الأموال الشمال. 

“الحاج” وشغل الآثار لم يتم نشره إلا بعد التدقيق والمراجعة والتواصل مع أطراف الدائرة المشبوهه

السؤال ألان، كيف يري نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي هذا “المعلم”؟، وكيف يسمح  له ببناء إمبراطورية جديدة لرعاية البلطجية والخارجين عن القانون؟، وهل أمن المصريين لا يعني الرئيس السيسي ولا يضعه ضمن أولويات سيادة القانون وإستقرار الوطن؟ سيادة الرئيس نعلم جيداً أن الإرث ثقيل ونتحمل مع سيادتكم معاناة البناء والتغير، ولكن ما عاد لدينا صبر لتحمل التجربة القاسية للإصلاح الاقتصادي التي تتبناها حكومة سيادتكم، إلي جانب فرض جبايات علينا من البلطجية والخارجين عن القانون، في إطار الحماية والسيطرة علي الشارع بأكمله وفي غياب وتعامل أمني غير مفهوم أو مبرر، وترك الحبل علي الغارب لمثل هؤلاء ينذر بكوارث قادمة لا محالة، وتركنا فريسة سهلة لهؤلاء ولقمة صائغة لهم، يجعلنا نشعر بالخطر علي أرواحنا وأموالنا، .. سيادة الرئيس تعلم جيداً أن الفساد والخروج عن القانون اَفة كبري تلتهم جهود التنمية والبناء، لذا يجب عليك ألان وليس غداً في محاربة هذا الإفساد الممنهج الذي أصاب الجميع باليأس، .. سيادة الرئيس الخوف يداهمنا والقلق يقتلنا والإحباط تملكنا، فليس لها من دون الله كاشفة.

NameE-MailNachricht