نهاية سبعينات القرن الماضي..اعمل مدقق حسابات (مراجع )بوزارة الاسكان والتعمير العراقية..
الرفيق المناضل بالقوي عمك صدام حسين يصدر قرارات باستبعاد الشيوعيين كذلك الغير بعثيين المشكوك في ولائهم من الوزارات ذات التعامل الجماهيري مثل التعليم..الداخلية ..الخارجية..الخ..
الي الوزارات البعيدة عن الاحتكاك بالمواطنين..أبرزها وزارة الاسكان والتعمير ..مدرسين واساتذة جامعات تم الحاقهم كاداريين ومحاسبين بمشاريع الاسكان (لضمان فشلهم واتهامهم بالفساد)..
المهم قبل تلك الأيام كانت معرفتي باليساريين قاصرة علي لقاءات عابرة بمقاهي المثقفين بوسط القاهرة
(الموظفين المصريين بصفة عامة..تكنوقراط..بيروقراطيين لاتشغلهم السياسة او التفكير
..تشغلهم الحوافز الشهرية والتزويغ ساعات العمل)
انطباعاتي الشخصية عن اليساريين حتي تاريخه اعلاه _اعتبروني مخطئا حتي لاارجم بحجارة اليسار _ كالتالي :
1_ اليساريون أساتذة تنظير..ألفاظ كبيرة مجعلصة. . ممارسات عملية واحتكاك بالبشر= زيرو ..والله اعلم!!
( اليساري .. يتكلم كتير ..يسكر ..ينام زي الملايكة..ربما خطيئة السادات الابرز : حاصر اليساريين ..اطلق الحبل علي الغارب لمن لحومهم مسمومة!! )
2_ اليساريون في الاغلب..سلفيو التفكير.. نصوصيون ..اذا كان المسيحيون ينقسمون إلي كاثوليك
..ارثوذكس...الخ..المسلمين/ سنة ..شيعة و..و..
الاخوة اليساريين..تروتسكين ..ماويين.. اناركيين و..و..الخ..
3_ معلومات اليساري المضمونة هي عن :شوارع هانوي ..كفاح الشعب الفيتنامي ..الزعيم هوشي منه..كفاح الشعب البوليفي ضد الامبريالية العالمية ..
أكثر من معلوماتهم عن كفاح خالتك ام احمد اللي فارشه علي ناصية الشارع تبيع جبنة ومش قديم وفجل وجرجير..بتجري علي يتامي!!
4_ اليساري العربي يملك أفكار ومبادئ عامة جذابة لكن لايقدم برنامج عمل وخطط لتحقيق هذه الاهداف النبيلة ..
5_ حرصا علي سلامتك العقلية والبدنية لاتناقش إي يساري في اي ممايعرضه عليك من أراء..
لو خالفته سيتهمك بالعمالة لكل أجهزة استخبارات العالم والرجعية والامبريالية العالمية..
ماحدث وقتها ..لأول مرة ازامل في العمل يساريين حقيقيين..
الانطباع المؤكد عن هؤلاء الأصدقاء.. انهم شديدي الأمانة والنقاء الثوري ..رومانسيون.. يعشقون البكائيات والشعر والغناء والخمر الرخيص!!
تبقي لي بعض الذكريات المحدودة تجمعهم مع رفاقهم المصريين كالتالي :
1_ الواقعة الاولي : ربما قصصتها لكم من قبل..موقعة الغيارات الداخلية الملونة:
في السبعينات. .ظهرت موضة الغيارات الداخلية الملونة ..ذهبت لشراء أطقم منها ..لاحظت ارتفاع اسعارها. .فاصلت البائع .. عرض على شراء غيارات حمراء بربع الثمن..فرصة لايهم اللون..ارتديتها. .عندما لاحظها صديقي اليساري..همس باذني: هسه عرفتك..انت رفيق مصري..هاي اللون الأحمر دليل علي ميولك التقدمية ..حياك الله يارفيق..لاذهب في التو لاخلع كل غياراتي الداخلية الحمراء..لأعود مرتديا قميص و بنطلون علي اللحم كيوم ولدتني امي. ..
الجبن سيد الاخلاق يامولانا ..ليلة في سجن ابوغريب كفيلة بأن تجعلني اعترف باشتراكي في جريمة قتل سيد شباب أهل الجنة منذ اكثر من الف وأربعمائة عام !!
2_ الواقعة الثانية : موقعة احمد عدوية :
جائني صديقي اليساري ملتهب العينين من أثر البكاء..ايه الخبر ؟!!..سمعت مطرب مصري ثوري..يغني.. إيش قد اغاني ثورية !!بيغني ايه ياعم الرفيق ؟..اسمه ايه ؟ ليجيب : احمد عدويه ..يغني : حبة فوق وحبة تحت..يقصد التفاوت الطبقي في المجتماعات العربية الانهزامية ..
عبثا احاول افهامه ان التفاوت الطبقي الذي يقصده عمنا عدوية هو التفاوت بين صدر ومؤخرة الراقصة اللعوب !!
3_ حفل غنائي بأحد نوادي الموظفين: تحييه مطربة عجوز من مخلفات الحرب العالمية الاولي..ربما مطلقة معذبة هاربة من أحكام نفقة وتبديد منقولات ..مطلوب دخولها بيت الطاعة لزوج عربيد مشرد من معتادي الاجرام.. الحفل في الهواء الطلق..الموائد عامرة بالمزات والبيرة وعرق البلح..المطربة تغني بصوتها الشجي اغنية قديمة : "انا ياطير ضيعني نصيبي ..حيرت لااني لهلي ولااني لحبيبي"..
الرفاق البعثيين العتاة يحتلون معظم الموائد الأمامية ..وحيدين علي مائدة منعزلة انا ورفيقي اليساري..
الرفيق تذكره الأغنية برفيق شيوعي قديم مات في سجون صدام سمعاها سويا منذ سنوات وسنوات ..يبكي ..يطالب طيبة الذكر بالاعادة مرات ومرات..الطيبة تستجيب .. يلتفت رفيق بعثي عتيد ازعجه التكرار..يصيح بالرفيق الشيوعي : هسه تسنكر خشمك..لو هسه ادبك بالسجن !!
يسنكر المسكين خشمه ..اسحبه من ذراعه مهزوما او بمعني اصح كلانا مهزومين !!
عندما نخرج تهب علينا نسائم دجلة القريب..يهمس غاضبا : هاي البعثي القواد ايش قد ثرثري اخو القحبة.. بنظرة واحدة ضيع مفعول خمس زجاجات بيرة واتنين عرق بلح..
نغني سويا وحيدين ضاحكين بعيدا عن متعهدي توريد البشر لسجن المدينة :
انا ياطير ضيعني نصيبي. ..."
نرشح لك
أنس دنقل يكتب : قراءات متناثرة من الذاكرة
http://www.masafapress.com/2021/11/blog-post_14.html
أنس دنقل يكتب : أركبوا الحمير !!
http://www.masafapress.com/2021/11/blog-post_3.html
مقال د. أحمد خالد توفيق : هذا حدث بالفعل !!
http://www.masafapress.com/2021/11/blog-post_69.html
عبد العظيم حماد يكتب : الفلفل الأسود مقياسا للأصلاح والإفساد
http://www.masafapress.com/2021/11/blog-post_19.html
حسام الغمري يكتب : سر ميتا فيرس و سجون السيسي الجديدة