محمد كامل خضري يكتب : الصدمة


عايزين نلم من بعض علشان زميلنا ومديرنا السابق "فرحات" رمز الرجولة والطهارة علشان نجيب له هدية ونعمل له حفلة صغيرة نفرق فيها شوية جاتوه وبيبسى لأنه سيخرج للمعاش هذا الأسبوع...طبعا الذين كانوا يكرهونه لم يدفعوا ولم يحضروا وخدوا اليوم ده أجازة عارضة علشان مايشوفوش وشه...أعرف من كان فى نفس موقفه كانت هديته خلاط وهو من هو أى والله خلاط لعمل العصير...

فرحات هذا شخصية موجودة بيننا أنهى الخدمة بعد أن إحترق فى الوظيفة وخرج بسكر وضغط وإنزلاق غضروفي...

جسدها فؤاد المهندس فى المشهد المسخرة فى فيلم البيه البواب أثناء تكريمه "الأستاذ فرحات" يوم خروجه للمعاش 

وفى ذلك الحفل البهيج الذى شرفه بالحضور حندوسة بيه مدير المصلحة...تم تكريمه بتقديم ثلاث شهادات إستثمار بمبلغ ثلاثين جنيها وبعد إلقاء قصيدة تشيد به وبنزاهته لف له زميله القصيدة ووضعها فوق علبة الشهادات القطيفة فى مشهد عبثى تهكمى وخروجه من المصلحة يامولاي كما خلقتني...

كانت هذه قصة مكررة للموظف العمومى تختلف فى التفاصيل من مكان لمكان ولكن تتفق فى المضمون...فرحات بعدما خرج للمعاش وإضطرته الظروف الحياتية الضاغطة أن يؤجر شقته مفروشة ويسكن فوق السطوح ويعمل سكرتيرا لعبد السميع بيه البواب...

فكم موظفا مثله تلقى مثل هذه الصدمة ؟! وماذا فعل ليتلاشاها؟!

 البعض عاش فى الدور وبروز شهادة التقدير بتاعت المصلحة وعلقها فى الصالون مع صورته فى الحفلة مع رئيس المصلحة والبعض فهم الليلة وخلى شهادة التقدير ملفوفة زى ماهى ولا علق صور ولا عارف أصلا حطها فين وعلى رأى طلال مداح...وإيش أسوى بالورق...بعضهم مات كمدا بعد صدمة التعويم وانهيار قيمة العملة وقد حدث ذلك فى دول كثيرة مثل روسيا والأرجنتين والبرازيل والمكسيك وبعضهم واجه الحقيقة وأدرك أنه أصبح نسيا وبدأت رحلة الدخول إلى الثقب الأسود الذى هو المعاش وإضطر أن يشتغل أى حاجة بعد أن هوى من برجه العاجى فى ظل المعاشات المتدنية والغلاء الفاحش وبالذات الذين كانوا يعملون فى جهات خدمية لاتعطي خبرات فنية يمكن الإستفادة بها والتى لاتمنح  مكافآت ذات قيمة عند إنتهاء الخدمة أومعاش تكميلى...

نصيحتي لكل شاب لاتسجن نفسك فى الوظيفة الحكومية فالمتغطي بيها عريان وأجعل لنفسك أكثر من مصدر للدخل وعلم أفراد أسرتك أن يكون لديهم مهارات كسب المال"إنفاق المال مهارة فطرية لاتحتاج إلى تعليم"من خلال تسويق أعمال تجارية أو منتجات يدوية لأصدقائهم ومعارفهم أو العمل لدى الغير جزء من الوقت...ولايغرنك يسر حالك حتى لو كنت حرامى فى المصلحة أو تشغل منصب كبير المرتشين بها فسيأتى اليوم اللى تتحبس فيه فالمال الحرام لايدوم...

كان الله فى العون *

تعليقات