الإعلامي المصري محمد السطوحي كتب على صفحته على فيس بوك تعليقا على تطورات الوضع في السودان بعد الاتفاق بين المجلس العسكر و حمدوك رئيس الوزراء المحدد إقامته منذ عدة اسابيع وموقف القوي المدنية من هذا الاتفاق .. قال الأعلامي المصري محمد السطوحي : تطورات السودان تؤكد أن مانقوله ونكتبه ليس لمجرد النقد ولكن من أجل الصالح العام. فقد توقعت تراجع الانقلاب العسكرى بعد وقوعه مباشرة وحذرت من قناعة السودانيين بدعم مصر للانقلاب وطلبت اتخاذ موقف أكثر توازنا حتى لا تتأثر مصالح مصر مع السودان وقضية سد النهضة بعد عودة المدنيين.
البعض رد بأن موقف الحكومة المدنية لايدعم مصر بما يكفى فى قضية السد، لكنهم ينسون أن هؤلاء المدنيين كان موقفهم سلبيًا أساسًا من مصر لأنها اكتشفت فجأة أن من كان يوصف ب (البشير الاخوانجى) صار صديقًا مقربًا وتم دعمه فى مواجهة الثورة الشعبية التى أطاحت به (وللتذكرة حذرت وقتها من ذلك أيضًا). وكانت النتيجة أن تركنا الساحة خالية لإثيوبيا وأبى أحمد للتوسط والوصول إلى اتفاق المشاركة بين المدنيين والعسكريين. ومع هذا فإن موقف المدنيين كان معقولًا وكانت وزيرة الخارجية مريم الصادق المهدى تبدو أحيانا أقوى فى تصريحاتها عن السد من سامح شكرى. ثم إن مصر ليس لها موقف قوى أساسًا من إثيوبيا حتى تطلب من الآخرين دعمها فيه.
لكن الآن ومع عودة عبدالله حمدوك بحكومة مدنية كيف نتصور موقفه من مصر بعد أن قرأ تسريبات عن زيارة الفريق البرهان السرية للقاهرة عشية الانقلاب؟ وماذا سيقول عما نشرته صحيفة (وول ستريت جورنال) بشأن مطالبة اللواء عباس كامل للبرهان بأن "حمدوك لازم يمشى" لعلاقته مع إثيوبيا ولأنه يرفض تقوية العلاقة بإسرائيل (هذا ما تقوله الصحيفة). وقد دعمت إسرائيل الانقلاب أيضا لعلاقتها القوية مع البرهان وقيادات الجيش السودانى، وتم الكشف عن زيارات سرية متبادلة بين الجانبين خلال الأسابيع الماضية حتى إن واشنطن طلبت من إسرائيل التدخل لإقناعهم بعودة المدنيين.
الآن تم التوصل إلى اتفاق جديد لعودة حمدوك لكنه سيواجه عقبات كبيرة فى التنفيذ بعد أن فقد الشارع السودانى ثقته فى العسكريين، وسيكون على مصر أيضًا استعادة هذه الثقة مع الشعب والحكومة الجديدة بعد أن عبّرت وزيرة الخارجية مريم المهدى عن خيبة أملها فى الموقف المصرى. كانت تشكو بعد الانقلاب من عدم رد سامح شكرى على اتصالاتها، دعونا نأمل -إن عادت- أن تكون ،هى أو غيرها، من الحنكة والحكمة مايسمح لهم بالرد على اتصالاته!
والجدير بالذكر أنه قد أعلنت المبادرة الوطنية ظهر أمس بين المجلس العسكري في السودان ومجلس الوزراء السوداني الذي تعرض للاعتقال والحبس منذ منتصف أكتوبر الماضي وقد أعقب ذلك مظاهرات حاشدة للقوى المدنية والشعب السوداني مستمرة حتى الأن وجاء نص المبادرة المعلنة أمس:
في مبادرة وطنية صادقة وجامعة تنادت التنظيمات والأحزاب السياسية وقوى الكفاح المسلح الموقعة على اتفاق جوبا، والمكون العسكري والقوى المدنية، ورجالات الطرق الصوفية والإدارة الأهلية، والدكتور عبد الله حمدوك، وتوافق الجميع على الآتي:
1/إعلاء شأن الوطن ووحدته وسلامة أراضيه وشعبه، والتعافي والتسامي فوق الجراحات من أجل مصالح البلاد العليا.
2/عودة الدكتور عبد الله حمدوك رئيسا لمجلس وزراء الفترة الانتقالية،
3/الاستمرار في إجراءات التوافق الدستوري والقانوني والسياسي الذي يحكم الفترة الانتقالية.
4/اطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين.
5/استكمال المشاورات مع بقية القوى السياسية بإستثناء المؤتمر الوطني.
6/نطالب جميع الأطراف الالتزام بالسلمية.
هذا وسيعلن الاتفاق رسميا في وقت لاحق اليوم بعد التوقيع على شروطه والاعلان السياسي المصاحب له.
المبادرة الوطنية الجامعة