JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
أحدث المواضيع
الصفحة الرئيسية

د. ممدوح قليد يكتب : اللقاحات و الخصوبة في الجنسين


أثارت العديد من الصحف و المواقع على الشبكة العنكبوتية و المنشورات على منصات وسائل التواصل الاجتماعي الشكوك عن آثار مزعومة  للقاحات COVID-19 المعتمدة حديثا على الخصوبة في الانسان. حقيقة لم تكن الآثار الضارة على الخصوبة أحد الأولويات في التجارب المبدئية على اللقاحات المعتمدة في الوقت الحاضر لكن لا يوجد دليل على أن لقاح COVID-19 له أي تأثير على الخصوبة في المستقبل. 

من المعروف أن النساء الحوامل أكثر عرضة للمضاعفات المرتبطة بـ COVID-19 و قد تزداد المضاعفات لدرجة تستدعي دخول المريضة وحدة العناية المركزة  أو تؤدي للوفاة، ولكن هناك زيادة بسيطة في التهابات المشيمة أو موت الجنين ، مما يؤكد أهمية تطعيم المقبلات على الزواج أو الذين ينوون الحمل في المستقبل. هناك شبه إجماع من منظمات دولية متعددة تختص بتقديم المشورة بشأن انتفاء العلاقة بين الخصوبة ولقاح COVID-19.حيث تشير جميع الدراسات الأولية إلى أنه لا يوجد رابط ، ولا في الواقع أي سبب نظري لماذا قد يؤثر أي من لقاحات COVID-19 على الخصوبة؟.

 يجب تعميم الرقابة والتحكم في نشر المعلومات المضللة في الصحافة والإنترنت المتعلقة بتأثير اللقاح على الخصوبة في المستقبل من أجل منع تسرب الشابات المقبلات على الزواج من التطعيم. ومن الضروري أن يتصدى الأطباء و العلماء لهذه المعلومات لهذا و يجب أن يكون مقدمو الرعاية الصحية على علم و دراية بأحدث التوصيات المعتمدة من الجهات الدولية  والبحوث العلمية المنشورة (١).

حذرت منظمة الصحة العالمية من أن العالم يتعامل مع وبائين. الأول بالطبع هو الانتشار العالمي للفيروس التاجي SARS-Cov 2 والثاني الذي لا يقل خطورة!  هو انتشار المعلومات المضللة والمعلومات الخاطئة. 

هناك فيض من المعلومات كاذبة أو المضللة عن الفيروس و العلاجات واللقاحات والأقنعة وكل ما يتعلق بالوباء.

بعض هذه الأكاذيب أو أنصاف الحقائق تستخدم عمدا من قبل بعض التجار أو الشركات للمساعدة في بيع الأعشاب الطبية و مكملات الفيتامينات و الكتب الإرشادية وأقراص الفيديو الرقمية، أو لمجرد الشهرة و الدعاية التسويقية. الغالبية العظمى من الناس ربما سمعوا معلومات مضللة من زميل بالعمل أو صديق أو قريب، أو شاهدوها كفيديوهات على منصات التواصل الاجتماعي أو سمعوها من بعض الفنانين أو النشطاء المشاهير أو حتى السياسيين في الدول الكبرى. 

و مما يؤسف له انخراط بعض الأطباء و العلماء في ترديد معلومات مزيفة أو مضللة بناء على قناعات شخصية أو أفكار غير واقعية أو خيالات مرضية نتيجة اقتناعهم بما يسمى "نظرية المؤامرة".

 في دراسة استقصائية للبالغين في الولايات المتحدة أجرتها مؤسسة عائلة كايزر the Kaiser Family foundation يعتقد أن ما يقرب من 8 من كل 10 أشخاص لا يدرون أو ليسوا متأكدين من مدى صحة معلومة شائعة واحدة على الأقل عن الوباء. ويعتقد حوالى 46 فى المائة من الناس او انهم غير متأكدين من مصداقية ثلاثة أكاذيب تتعلق بـ الجائحة ، ويعتقد 32 فى المائة أو أنهم غير متأكدين مما إذا كانت اربعة او اكثر من التصريحات الخاطئة صحيحة او خاطئة .  22 في المئة فقط من البالغين في الاستطلاع لم يصدقوا أي من التصريحات الكاذبة.   

على سبيل المثال إحدى الشائعات الخبيثة بشكل خاص هي أن لقاحات الفيروس التاجي تسبب العقم. وفي الاستطلاع قال 8 فى المائة من الاشخاص انهم يعتقدون أن هذا البيان كاذب. لكن  23 في المئة من الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع كانوا غير متأكدين مما إذا كانت الدراسات‏ قد أظهرت وجود صلة بين اللقاحات والعقم أم لا. المؤسف أنه عندما ينشر المشاهير معلومات غير صحيحة فأن العديد من الناس يصدقونهم!

في الآونة الأخيرة، قال آرون رودجرز اللاعب الأمريكي المعروف في فريق غرين باي باكرز إنه كذب بشأن تطعيمه بسبب المخاوف من أن لقاح COVID-19 قد يسبب العقم، كما ذكرت مجلة بيبول people. ويأتي ذلك في أعقاب تغريدة مغنية الراب الأمريكية -و التي تعود أصولها لدولة ترينيداد و توباكو بالبحر الكاريبي-  نيكي ميناج التي يتابعها ٢٢.٦ مليون شخص على تويتر فقط بأن صديق لابن عمها في ترينيداد عانى من تورم الخصيتين و العقم بعد حصوله على اللقاح. وقد اعترض وزير الصحة فى ترينيداد وتوباغو على هذا الادعاء الكاذب ، و طلب البيت الابيض من ميناج الاتصال بأحد أطباء العاملين بالبيت الأبيض للاجابة عن كافة تساؤلاتها وفقا لما ذكرته شبكة سي ان ان. 

لا يقوم الفنانون و الرياضيون والمشاهير فقط بنشر شائعات كاذبة حول لقاحات COVID-19 والعقم بل أن تلك المعلومات المضللة موجودة في كل مكان.

 في كيبيرا، وهي إحدى المناطق العشوائية الغير مسجلة رسميا  في العاصمة الكينية نيروبي، يسمع متطوعو الصحة المجتمعية شاغلين رئيسيين حول الحصول على اللقاح الأول هو  "هل يمكنني الإنجاب بعد ذلك؟" والثاني هو "هل يمكنني الحصول على اللقاح إذا كنت مصابا بالسكري والسرطان [أو مشاكل صحية و أمراض مزمنة أخرى]؟" 

يقول إداه أوغوغو، منسق برنامج الرعاية الصحية الأولية في المنظمة الدولية غير الربحية NGO: CFK Africa التي تساعد في منظومة توزيع اللقاحات. "السكان الأصغر سنا خائفون من العقم. أما المواطنون الأكبر سنا فمن الاوهام و الغيبيات".

ما يجب فعله أولا هو طمأنة الناس بأن اللقاح لن يتعارض مع أدويتهم التى يتعاطونها بصفة يومية بل قد يساعد أولئك الذين يعانون من مشاكل صحية مزمنة مثل السكري و ارتفاع ضغط الدم على تجنب أخطر مضاعفات COVID-19.

يقول أوغوغو، "عندما يتعلق الأمر بالخصوبة، هناك أولئك الذين يقتنعون بسرعة  ان اللقاحات آمنة لكن العديدين يطلبون مزيدا من الوقت للتفكير و التقصي. إن أقل بقليل من 7 في المائة من البالغين في كينيا يحصلون على التطعيم الكامل، ويرجع ذلك في الغالب إلى عدم توافر اللقاحات، ولكن المعلومات المضللة تلعب دورا أيضا في عدم إقبال الكينيين على مراكز التلقيح. 

وجدت إحدى الدراسات أنه لا يوجد فرق في معدلات الحمل بعد نقل الأجنة embryo transfer  لدى النساء اللواتي كان لديهن أجسام مضادة ضد الفيروس التاجي من التطعيم أو العدوى مقارنة بالنساء اللواتي لم يكن لديهن أجسام مضادة، حسبما أفاد الباحثون في تقارير الخصوبة والعقم في سبتمبر.

في التجارب السريرية الخاصة ب اختبار اللقاحات، حدث الحمل العرضي في كل من مجموعة اللقاح ومجموعة المكافحة غير المطعمة control بمعدلات مماثلة، كما تظهر البيانات المنشورة في أبريل ب مجلة Immunology Reviews  (Nature  مراجعات علم المناعة. وكانت معدلات الإجهاض متشابهة أيضا كما أفاد الباحثون في دراسة بمجلة لانسيت نشرت في 21 أكتوبر بعنوان نظرة على حالات الحمل في تجربة لقاح استرازينيكا. 

كما تظهر البيانات الحقيقية الواردة من إسرائيل عن أكثر من 15,000 امرأة حامل فوائد اللقاح حيث تم تطعيم حوالي نصف الحوامل باللقاح من شركة فايزر وشريكتها الألمانية BioNTech. حوالي 2 في المئة أصيبوا بفيروس كورونا — معظمهم بين الجرعتين الأولى والثانية. ولكن بين النساء غير المطعمات، استمر معدل العدوى في الارتفاع، ليصل إلى حوالي 4 في المئة بحلول نهاية الدراسة، مما يشير إلى أن التطعيم يمكن أن يمنع العدوى أثناء الحمل، حسبما أفاد الباحثون في يوليو في المجلة الأمريكية JAMA. 

من الواضح ان النساء الحوامل اللواتي يصيبهن COVID-19 أكثر عرضة لولادة أطفالهن قبل الأوان وقد يتم إدخالهن إلى وحدة العناية المركزة أو يتوفين بمعدل أعلى من النساء غير المصابات، وفقا لدراسة نشرت العام الماضي في المجلة الطبية البريطانية.

والرجال الذين يصابون  بمرض COVID-19 قد يكون لديهم مستويات أقل من هرمون الذكورة تستوستيرون وانخفاض في عدد الحيوانات المنوية بعد العدوى، وربما يكونون أكثر عرضة لضعف الانتصاب. وليس من الواضح ما إذا كانت أي من هذه المشاكل ستستمر على المدى الطويل.

ولكن هذه هي عواقب COVID-19، وليس اللقاحات. لم يضر لقاح فايزر ميرنا mRNA بإنتاج الحيوانات المنوية، حسبما أفاد باحثون في يونيو في المجلة الامريكية الطبية JAMA، مما أضاف المزيد إلى الأدلة الكثيرة المتوافرة على أن اللقاحات آمنة. 

وفي أحدث تقرير لمنظمة الصحة العالمية  WHO عن إدارة "المعلومات" أو ما يسمى بـ طوفان المعلومات عن COVID-19، سواء كانت صحيحة أو خاطئة، التي يواجهها الناس كل يوم - وضعت WHO  استراتيجيات قصيرة الأجل وطويلة الأجل لجعل الناس أكثر حصانة و أقل عرضة للمعلومات المضللة.

من الممكن تلخيص التقرير بما ورد في نهايته: "وقد أدى كل من تداول المعلومات المضللة وحملات التضليل الخبيثة أو حتى الغير مقصودة إلى اتخاذ إجراءات في جميع أنحاء العالم تعرض الناس لخطر أكبر لانتشار الفيروس التاجي وجعلهم أكثر عرضة لما يترتب على ذلك من أضرار".

وضع مكتب الجراح العام الأميركي قائمة بمراجع مهمة لمساعدة الناس على مكافحة الأكاذيب الخاصة بالفيروس و المرض و اللقاحات و كذلك فحص المعلومات التي يرونها أو يسمعونها. وينقسم هذا الدليل المرجعي إلى مجموعة أدوات لتعليم الناس كيفية مكافحة المعلومات المضللة في المحليات و مجتمعاتهم الصغيرة بما في ذلك التحدث - ويفضل أن يكون شخصيا وليس عبر الإنترنت - إلى الأصدقاء وأفراد الأسرة الذين ربما اقتنعوا بنظريات المؤامرة و دعوتهم لمراجعة أنفسهم و تلقي المعلومات من المصادر الرسمية المعتمدة (٢) . 


Sources: 1- Schaler L, Wingfield M. COVID-19 vaccine - can it affect fertility? Ir J Med Sci. 2021 Oct 15:1–3. doi: 10.1007/s11845-021-02807-9. Epub ahead of print. PMID: 34651258; PMCID: PMC8516490.

2- Tina Hesman Saey: No, COVID-19 vaccines won’t make you infertile. Data show the vaccines do not cause infertility, but getting coronavirus can. ScienceNews, Nov. 11, 2021.

author-img

أخبار التاسعه

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    الاسمبريد إلكترونيرسالة