حمال الجمل على فيسبوك : مشروع محور عمق أفريقيا الرأسي


الكاتب الصحفي الكبير جمال الجمل كتب بوست صباح اليوم على فيسبوك تناول فيه خبر أنشاء محور رأسي يمر عبر قارة إفريقيا يربط عمق القارة بشمالها وقد أبدى الجمل أستغرابه أن يمر الخبر بلا ضجيج رغم أهيمته  وقال الجمل : 

لكم وحشة ومحبة

معتكف للانتهاء من كتاب تسجيلي صعب يحتاج إلى كل تركيزي

وغيابي "المؤقت" ليس اعتكاف الانقطاع عنكم، بل اعتكاف المحب الذي يزيده البعد شوقاً وليس نسياناً

وبعد...

أرجو أن تنتبهوا لبقية البوست وتناقشوا الموضوع المطروح فيه باهتمام فيما بينكم، نتمنى أن نسبق الطرح بتكوين رؤية وطنية، لا تقتصر على مجرد التعليق على قرارات مصيرية يفاجئنا بها سادة الشرق الأوسط الجديد

.في زحمة التصريحات السياسية اللي مالهاش لازمة، قرأت تصريحا مهما  عن تفكير القاهرة في محور رأسي يربط عمق القارة الأفريقية بشمالها في البحر المتوسط

المشروع عظيم من الناحية النظرية، ويتفوق على قناة السويس فيما يتعلق بالملاحة المستقبلية، لأنه (كما فهمت من الجزء البسيط المعلن) محور نقل نيلي من بحيرة فيكتوريا الى المتوسط يوازيه محور بري مزدوج (يعني طريق قاري للشاحنات وسكة حديد)

من الناحية العملية لا تستطيع مصر تنفيذ مثل هذا المشروع لا بإمكاناتها الاقتصادية المثقلة بالديون والأعباء، ولا بقدراتها الدبلوماسية غير المقنعة مع دول حوض النيل

وهذا يفتح الطريق لقصة جديدة من قصص التدخل الخارجي (كما حدث في مشروع قناة السويس قديما)

من النزاهة أن أوضح لكم أن المشروع ليس اقتراحا جديدا ضمن مشروعات الكباري والقطار فائق السرعة وغيرها في هذا العصر، لكن توجد إشارات عنه منذ عقدين تقريبا، وربما أكثر!

الأسئلة هنا مهمة وواجبة قبل التورط:

ما مصلحة مصر من طرح مشروع لا تقدر على تنفيذه عمليا؟

وما علاقة هذا "المحور الثلاثي العميق" باستراتيجية "الطريق إلى افريقيا التي تطرحها أمريكا، والتي تشق من خلالها مجموعة من الطرق، بدأت بتأمين الساحل الأطلسي في غرب أفريقيا، ثم تأسيس قوة أمريكية وفرض الهيمنة في القرن الأفريقي، ثم تفكيك ليبيا لتحويلها إلى "استراحة طريق وساحة مفتوحة للخدمات الاقتصادية والاستخباراتية الغربية، ثم حدث ما حدث في اليمن لفرض السيطرة الأمريكية على باب المندب (مباشرة أو بوكيل إقليمي)، ثم فقدنا تيران لتحويل البحر الأحمر إلى ممر ملاحي دولي في شرق افريقيا، والآن يظهر اقتراح المحور الثلاي لوصل المتوسط بعمق القارة المطروحة على مذبح النهب الاستعماري

قد تكون لنا مصلحة، لأن شق الطرق عادة يعود بالمصلحة على الجميع، المليونير الذي يضمن الوصول إلى مشروعاته، والعمال، والعابرون، واللي بيقعد على الطريق بفرشة بطيخ

وأخشى بكل أسف أن نكون مدفوعين لطرح المشروع لصالح المليونير، بينما نصيبنا لن يزيد عن "عامل تحصيل كارتة الطريق" أو صاحب فرشة البطيخ

المشروعات العظيمة التي لا تقدر عليها، لا تبيعها لغيرك وتتحول إلى مجرد سمسار أو موظف عنده

دعواتي بالخير لبلدي وناسها الطيبين

تعليقات