JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
أحدث المواضيع
Accueil

محمد رفعت يكتب : أين قناة الأطفال المصرية ؟


تربى وجداننا على برامج الأطفال في الاذاعة من "بابا شارو" وحتى "أبلة فضيلة"،  وعشنا السنوات التي لم يكن التليفزيون يذيع فيها سوى برنامج يومي واحد تقريبا للأطفال تقدمه المذيعة نجوى ابراهيم مع الممثل سيد عزمي "بقلظ". 

وعاصرنا ونحن كبار برامج التخلف العقلي التي كانوا يطلقون عليها برامج الأطفال، وتعتمد على مذيعات من "الوزن الثقيل" يدرن حوارات ثقيلة الظل مع عرائس أو بني آدمين يرتدون زي الحيوانات..أما أطفالنا فقد أصبحوا أكثر حظا منا، ولم يعد أحد منهم يتابع برامج الأطفال في التليفزيون الحكومي ، بعد أن حلت الفضائيات العربية مشكلتهم بإطلاق عدد كبير من قنوات الأطفال المتخصصة ، وأشهرها "سبيس تون"، و"ام بي سي ثري" و"نيكوليديان".

 وليس هناك دولة عربية الآن ليس لديها قناة فضائية متخصصة للأطفال إلا مصر.. فلم تكن قناة الأسرة والطفل التي تم وقف بثها ، قناة متخصصة للأطفال، وكانت نسبة مشاهدتها ضعيفة جدا ولا تقارن على الاطلاق بالقنوات الفضائية العربية الموجهه للطفل..وهذه في حد ذاتها كارثة بالنسبة لبلد كانت تتباهي  دائما بأنها الرائدة في كل شئ ، ومن أوائل دول العالم التي أدخلت التليفزيون.. وكوادرها هي التي بنت التليفزيونات العربية ودربت العاملين فيها وعلمتهم ألف باء العمل التليفزيوني. 

ونحن الذين ظللنا نتحدث كثيرا عن السيادة والريادة الاعلامية حتى أصبحنا نقف في آخر الطابور.

والغريب أنه في الوقت الذي نسمع فيه كل يوم عن انطلاق محطة فضائية مصرية جديدة ، لا نسمع أن أحدا يهتم بقنوات الأطفال، ومعظم المستثمرين المصريين في هذا المجال يفضلون قنوات الأغاني والقنوات المتخصصة في برامج الكوتشينه والسحر والشعوذه، والقنوات الدينية والرياضية ، رغم الجاذبية الشديدة ونسب المشاهدة العالية التي تحققها قنوات الأطفال وبالتالي حصيلة الاعلانات الكبيرة التي تدر الربح لمن يمتلك واحدة منها. 

ومما يزيد العجب والدهشة أننا بالفعل الدولة العربية الوحيدة القادرة على تقديم قناة أطفال بطابع محلي خاص جدا، لأننا نمتلك مواد قديمة وجديدة صنعت خصيصا للطفل المصري والعربي، من أوبريت العرائس "الليلة الكبيرة" لصلاح جاهين وسيد مكاوي، وغيره من كنوز مسرح العرائس ، وحتى مسلسل الكارتون المصري الخالص"بكار" إخراج الراحلة منى أبو النصر، وأعمال الصلصال البديعة للمخرجة المتفردة زينب زمزم ، وحتى أغنيات الأطفال المصورة من أيام العبقري محمد فوزي، فضلا عن مئات الأوبريتات والمسرحيات وعشرات الأفلام ، وهي كنز لا يملكه سوانا ممن يعتمدون اعتمادا شبه كلي على أفلام الكارتون الغربية الدبلجة والمترجمة والبرامج المستوردة والأغنيات فقيرة التصوير والانتاج وبعض برامج المسابقات المحلية.


ولا أعرف حقيقة.. لماذا نترك الساحة خالية لغيرنا ونترك أطفالنا يغنون باللهجة الخليجية ويرتبطون نفسيا وعاطفيا بشخصيات غربية مثل "ميكي ماوس" و"توم وجيري" ونحن لدينا كل تلك الامكانات؟!. 

NomE-mailMessage