JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
أحدث المواضيع
الصفحة الرئيسية

محمد عبد المجيد يكتب : أنا و كرة القدم


الحمد لله أن علاقتي بكرة القدم كعلاقة الاخوان بالعقل، نفور تام، وجهل لا مثيل له، وكراهية متبادلة.

في زيارتي منذ أسبوعين إلى جنيف كنت أجلس في المقهى المصري، وحكيت للمصريين المنقسمين بين الطاولة والشيشة عن فخري بجهلي الكروي حتى أن صديقا عزيزا لي كان يؤكد لي أن متعته الكبرى في الجلوس معي لأنني لا أعرف الفارق بين حارس المرمى و.. الحَكـَــم.

وانقلبت الحكاية إلى حزن شديد عندما علمت من أحدهم أن صديقي العزيز الذي لم أقابله منذ أربعين عاماً توفاه الله في الأول من سبتمبر من العام الماضي بعد أزمة قلبية. الصديق هو الكابتن محمد السياجي من المحلة الكبرى.

كان رحمه الله مهذبا، دمث الخُلق. جاءني إلى الاسكندرية في أوائل عام 1969 على وعد مني بأكلة سمك من "قدورة" في بحري، وأعتذرت له مُقدما أن والدي، رحمه الله، سيتحدث معه عن ماتشات الكرة، وأن أخي الأكبر سيفتخر بالجلوس معه، أما عني فسأجلس معه فاتحا فمي حيث لا أعرف عما يتحدثون!

رحم الله صديقي محمد السياجي الذي كنت أتحدث معه في كل الأمور والهموم ، وكان يسترخي ويستريح معي لأنني لا أنبس ببنت شفة عن كرة القدم.

الغريب في الموت أنك تشعر به عندما تعلم بفقدان الأمل في رؤية شخص عزيز، أما لو غاب مهاجراً أو مريضا أو يكون قد انتقل إلى مكان آخر في نفس البلد، لكنك لا تعرف مكانه، فيظل الأمل الباهت باللقاء بديلا عن الحزن الصامت بالرحيل.

مرة واحدة رأيته، رحمه الله، غاضبا وقال لي: غريب أمر المصريين، في المواصلات إذا شــَــغــَــر مكانٌ بجوار فتاة، يتسابق الرجال للجلوس فيه، وأحيانا تجلس امرأة عجوز أو رجل كهل أو عامل بأفرول المصنع ويظل المكان، طوال الطريق، بجواره خاليا من أي راكب حتى لو كان مرهــَـقا من الوقوف!

الحمد لله فلم أشاهد مباراة مصر وغانا لئلا يرتفع ضغط دمي إذ جاء الخبر في ( الجزيرة ) تحت عنوان: الفريق الغاني كان يرتدي فانلات صفراء ولعب بأربعة أصابع!


author-img

أخبار التاسعه

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    الاسمبريد إلكترونيرسالة