عندما يدخل مريض فى غيبوبة هناك مقياس يستعمله الأطباء للحكم على حالته الصحية إسمه مؤشر غلاسكو لتحديد موقفه من الحياة أو الموت يتكون من خمستاشر نقطة تتعلق بالحواس.
العين والكلام والحركة مستعملين طرق مختلفة مثل كشاف مضئ يوجهونه لبؤبؤ العين وقرص المريض أو ضربه بمطرقة صغيرة على أماكن العصب والحس وملاحظة الإستجابة لمحدثه أو تفوهه بكلام من عدمه وإن كان هرتلة وهكذا يتحدد موقفه من الحياة حسب الإستجابة لهذه المؤثرات الخارجية...والحصول على الدرجة الكاملة هى قمة الوعى والحصول على درجة أقل من 3 هى الغيبوبة العميقة أو الموت.
فى حالة مريض فى غيبوبة وفى غرفة الإنعاش يقيس الأطباء مدى إستجابته للعلاج بملاحظة هل المريض يكسب درجات كل يوم فى المؤشر أم يخسر ؟...فهناك مرضى يعيشون فى غرف الإنعاش أياما طويلة أو قصيرة ثم يخرجون متعافين والبعض قدرتهم على التعافى تتدنى فى نطاق زمنى طال أم قصر ثم يغادرون الحياة ...وعندئذ يستطيع الطبيب أن يجب عن سؤال أهل المريض الدائم ومع كل لقاء بهم وبصدق فيه أمل يادكتور !
أتمنى من السياسيين والإقتصاديين وأهل العلم أن يضعوا لنا مؤشرا بمعايير علمية للأمم التى فى غيبوبة يوضح حالتها الصحية وهل هى فى سبيلها للتعافى أما إختارت الإتجاه الآخر ...فكم من أمم أصبحت إلى زوال وكم من أمم تعافت بعد أن إعتقد الجميع أن النهاية قادمة لا محالة...
يشمل هذا المؤشر الحالة الإقتصادية والحالة النفسية والحريات وحقوق الإنسان والمواطنة ووضعها الدولى وقدرتها على التأثير وتماسك مؤسساتها وقوتها العسكرية ومستوى معيشة الأفراد ومؤهلاتها كدولة عصرية فيها الفصل بين سلطاتها حقيقى وما يتعلق بالإنتخابات وممثلى الشعب ...ساعتها وبطريقة علمية نستطيع أن نحصل على إجابة حقيقية على سؤالنا...فيه أمل يادكتور ؟!