JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
أحدث المواضيع
Home

عبد العزيز السماحي يكتب : رباعيات صلاح جاهين


زمان في بداية حياتي وانا طالب لسه بادرس الفن كنت عايش لوحدي في أوضه صغيرة فوق السطوح وفضلت عايش فيها سنوات كتير بعد التخرج ... وقتها طلبت من صديق قديم بيشتغل خطاط في كشك صغير (حوالي متر وربع) في منطقة باب اللوق بوسط البلد إنه يكتب لي رباعية معينة من رباعيات صلاح جاهين بخط جميل وكبير علشان أعلقها عندي على الحيطة ولما اندهش وقال لي : "مين صلاح جاهين دا ؟؟ ويعني إيه رباعية ؟؟!! ... وبعدين ما تكتبها بأي خط وأي قلم عندك وعلقها علطول .. " قلت له لأ أنا عاوزها بشكل حلو وبخط جميل علشان أبص عليها قبل ما انام وأول ما اصحى .. قال لي باستغراب شديد : " هوه انت مش حافظها ؟؟ قلت له أيوه حافظها زي إسمي وحافظ الديوان كله كمان قالي خلاص عاوز تكتبها وتعلقها ليه .. ما تقولها لنفسك قبل النوم وبعد الصحيان وخلاص ؟؟ قلت له لأ عاوز أعلقها علشان أشعر بالونس وإن في حد باصص عليَّه بالكلام والشعر وبيشاركني نفس الشعور وبيقولي متخافش ... أنت مش لوحدك اللي حاسس بكده ... دا احنا كتير ... " صاحبي رفع حواجبه لفوق لحد سقف الكشك واندهش جدا وقال في نفسه "أكيد الجدع ده مجنون أو جراله حاجه " .. المهم بعد ما فشلت في إقناعه وعلشان يريح دماغه كتبهالي بخط جميل وبمزاج على ورق سميك وهوه بيسلِّمهالي مع عزومه على فنجان قهوة عالسبرتاية ابتسم وقال لي :

فتصدق الراجل اللي كتب الكلام دا برغم إنه بسيط لكن عبقري وملوش مثيل .. دا أنا سرحت في المعاني وانا بكتبها يا جدع ... قلت له عشان كده أنا قررت إن أول معرض خاص أعمله بعد التخرج لازم أرسم فيه لوحة وأهديها لروحه ( اللوحة اللي قدامكم في الصورة دي) وقلت له حجيب لك نسخة من الديوان كله في الزيارة الجايه ... دا مليان دُرر ... وأخدتها ورجعت البيت وأنا في منتهى السعادة كأني اقتنيت لوحة لرينوار أو ماتيس ... وبالليل بعد ما أكلت وشربت القهوة قمت علقتها عالحيط اللي في مواجهة السرير وكنت باشعر في كل مرة أقراها بإني مش لوحدي وإن في الدنيا حد زيي حتى ولو مش موجود هنا ... وإن في إنسان يشبهني بالظبط في إحساسه ومر بنفس رحلة المعاناة والألم في الدنيا الواسعة الكبيرة .. الرباعية دي من أصدق الرباعيات تعبيرًا عني وكل لما اقراها أشعر بنفس الشجن والصدق اللي فيها وبدوام صدقها الأبدي :

أنا شاب .. لكن عمري ولا ألف عام ..

وحيد .. لكن بين ضلوعي زحام ..

خايف .. لكن خوفي منِّي أنا ..

أخرس .. لكن قلبي مليان كلام ..


الصورة المرفقة للفنان عبدالعزيز السماحي .. كاتب المقال 

author-img

أخبار التاسعه

Comments
No comments
Post a Comment
    NameEmailMessage