نبات الخروع نبات يعرفه المصريون جيدا وخاصة الفلاحين منهم وعندما وضعوا المسمار المحمى فوق رأسى لكيى حتى أشفى من علة كانت تلازمنى فى الصغر وهى كثرة هطول البرابير (الزنانين)من فتحتى منخارى طول الشتاء فأشارت إحدى قدامى الأمهات والإستشارى الطبى للعائلة على أمى بالكى فوق الرأس فى المنتصف تماما حيث محور كتلة المخ وتشخيصها كان جاهزا...إنه دلالة على سقوط بالمخ أدى إلى تساقط البرابير !
ويستلزم الكى عاجلا رغم أن العيش فى الريف شتاءاً فى بيوت غير محمية أشبه بالعشش من بوص نبات الدرة وهى لاتقى بردا ولازمهريرا ورغم أن الكى هو آخر أمل فى العلاج لكنه كان فى ذلك الزمن أول رحلة العلاج ومنتهاها...وبعد الكى وإستفاقتى من إغماءة بسيطة وجدت طاقية على رأسى تحتها وريقات من نبات الخروع مبسوطة كجزء من العلاج وإكمال الشفاء من الكى مع نصيحة بتبديلها يوميا
ورغم أن النتيجة كانت صفر وأننى لم أبطل شن وهى سحب البرابير للداخل ولا إستعمال طرف كم ثوبى الذى تيبس فى مسح ماأوشك أن يدخل الفم لم تنتهى عمليات الكى كأسلوب حياة وفلكلور طبى لاغنى عنه كالختان تماما وكأنه من شعائر الإسلام .
والخروع نبات سريع النمو وبذوره مسممة للحيوانات ولذا يتجنبها الحيوان لمرارتها ومرت الأيام ودخلت كلية الصيدلة وتعلمت أن للخروع فوائد فمن بذوره يستخرج زيت الخروع الذى هو ملين طبيعى قوى...يؤخذ لتحضير المريض قبل عمل فحوصات وأشعات(ولعدم تقبل طعمه ورائحته التى قد تؤدى للقئ يضاف إليه مكسبات طعم كالنعناع) ولكن هناك عقبة وهى وجود سم قاتل يكفى جرام واحد منه لقتل 500شخص وهو الريسين RICIN.
ولذا وجب أن تكون المعامل التى تستخرج الزيت من البذور على مستوى علمى جيد لإدراك الخطر وتجنب وجود آثار للسم فى الزيت...عموما السم ينتهى تأثيره إذا وصلت حرارته إلى 80درجة مئوية ...وهذا السم يستعمل فى الحروب الكيماوية على هيئة غاز كغاز الخردل...ومن حسن الطالع أن إحداهن حاولت إغتيال رئيس دولة كبرى سابق بهذا السم ومن سوءه أن العملية تم إكتشافها وفقدنا فرصة التخلص من أحد المعاتيه فى هذا العالم...يارب جرام ريسين من عندك يارب !