أشرف الصباغ يكتب : فلوسي في مجلة القاهرة و اليوسفندي


مرة قعدت اكتب في مجلة "القاهرة" لمدة كام سنة ورا بعض (في نهاية التمانينيات وبداية التسعينيات).. وكل ما اسأل عن فلوسي، يقولوا لي: خلاص، ماتقلقش كله هايبقى تمام.. المهم، في يوم من الأيام كنت في أجازة طويلة في القاهرة وأخدت حازم شحاته الله يرحمه، ونزلنا المالية. كان حازم شغال في مجلة فصول أيامها.. وطبعا استقبلونا باهتمام شديد، وأكدوا إنهم عارفين كل حاجة وكل صغيرة وكبيرة، وإن دايما بتحصل حاجات كده غريبة ومش مفهومة، بس كل واحد بياخد حقه، والفلوس بترجع لصحابها.. عدى أسبوع واتنين (وكل ده بعد سنتين تلاتة طبعا قبل الأسبوعين دول)، وأنا دماغي وألف جزمة قديمة اشوف الفلوس دي راحت فين، مع إني واثق إني مش هاخدهم خلاص.. طبعا حازم كان بيضحك، وبيقول لي كلام يفطَّس من الضحك، وأنا عامل نفسي مش مصدَّق.. لغاية ما رحنا مرة تانية وطلبنا بقى كشوف قبض المكافآت.. وأول ما بصينا في الكشف، لقيت نفسي قابض كل المكافآت، مع إني أصلا ماكنتش موجود في مصر كلها.. 

حازم بص لي وضحك، وقال لي: تعالي ناكل يوسفندي.. 

كنا بنحب اليوسفندي جدا. ولو كان عاش شوية، كنا عملنا جمعية محبي اليوسفندي وجيبنا تمويل من هولندا أو النمسا.. وعند أول عربية وقفنا أكلنا حوالي كيلو كده على السريع، والراجل حط لنا اتنين كيلو تانيين في كيس ورق، وخدناهم البيت عنده في الهرم، وكمِّلنا عليهم هناك.. 

حازم، الله يرحمه، قال لي: إوعى تكون فاكر إن كل الرؤساء والمديرين عارفين اللي بيحصل ده، فيه منهم عارف وبيعرَّص، وفيه منهم عايز يعمل حاجة، ومش قادر (وطبعا اتكى على كلمة مش قادر دي، وقال إنها مش عذر، وإنما عذر أقبح من ذنب). لكن فيه بقى منظومة بنت عفاريت، بتعمل لك البحر طحينة وتبتسم وتشيلك من على الأرض شيل. وأول ما تمشي، بتنساك، وبتلعن سنسفيل أهلك، لأنها فاكراك قاعد برة وبتغرف دولارات.. أفراد المنظومة دي، مننا ومن أصحابنا ومثقفين وشغالين هم وقرايبهم في كل حواري وشوارع وزارة الثقافة وعاملين جيتو إبن كلب لا يمكن لا للجيش المصري ولا حتى الجيش الأمريكي أو حلف شمال الأطلسي يخترقه.. دول جنس غريب وعجيب ومجرم بالسليقة، وياكلوا مال النبي مع إنهم بيحجوا وبيعملوا عمرة وبيجيبوا سبح وبخور ومساويك (جمع مسواك) من هناك، وبيرجعوا كما ولدتهم أمهاتهم لابسين ومتشيكين ومن غير ذنوب على معاد الحجة أو العمرة اللي جايين..

تعليقات